متابعة الفنون افتراضيا في معرض «في آي بي» الفني

يصف الصفحة الخاصة بكل عارض على الموقع باعتبارها «جناحا»

يشارك في المعرض 135 عارضا من 35 دولة من الشرق الأوسط وآسيا وأميركا اللاتينية نظرا لأن المعارض الإلكترونية تلغي تكاليف الشحن
TT

مرت المعارض الحقيقية بتحول في العقود الأخيرة، والآن، بات بوسعنا متابعة الفنون بشكل افتراضي، بل وحتى حضور معرض «في آي بي» الفني (2.0)، أول معرض رئيسي للفنون على الإنترنت. وبهذا فقد تحولنا خلال قرن من ألبرت سي بارنز، المليونير غريب الأطوار الذي يسمح بإعادة إنتاج لوحات من مجموعته الاستثنائية باللونين الأسود والأبيض، إلى تشارلز ساتشي، جامع اللوحات البريطاني الذي يخصص ساعات عديدة يوميا لمتابعة معارض الفنون على الإنترنت. وهذا هو العام الثاني لمعرض «في آي بي»، ولذلك يحمل رقم «2.0». وكان معرض العام الماضي متخما بالمشكلات الفنية: مشكلات تسجيل الدخول، إغلاق الموقع بشكل مؤقت، وتقارير من بائعي الأعمال الفنية بأنهم لا يستطيعون تحديث محتويات «الغرفة الخلفية» من معارضهم (هذا لا يعني أن مشكلات على هذا النوع لا تحدث في معارض الفنون الحقيقية: كنت مرة في افتتاح معرض نيويورك الذي تم إغلاقه بسبب تسرب غاز).

وفي هذا العام، تبدو الأمور وكأنها تسير بشكل أكثر سلاسة. فعلى النحو المراد، يبدو معرض «في آي بي» مثل معرض فنون تقليدي، على الأقل في هيكله. وهو يحاول ترجمة الصيغة بأمانة إلى عناصر من العالم الافتراضي، واصفا الصفحة الخاصة بكل عارض على الموقع باعتبارها «جناحا»، ومقدما «خريطة» تبدو على نحو مثير للشك كمخططات الأدوار التي تراها في معظم معارض الفنون.

وتوجد أسفل الأعمال الفردية أزرار «خاصة بالحجم» يمكنك أن تضغط عليها لإنتاج نسخة صغيرة رمادية اللون مطابقة لمرتاد معارض حقيقي (في صورة ظلية وذراعاه متقاطعتان، كما لو كان يتأمل العمل الفني) للتعرف على حجمها.

يشارك في المعرض 135 عارضا من 35 دولة، من الشرق الأوسط وآسيا وأميركا اللاتينية، نظرا لأن المعارض الإلكترونية تلغي تكاليف الشحن. وقد تم تضمين الأعمال الفنية الناشئة والقيمة بشكل أفضل في معرض «في آي بي» مما هو عليه الحال في معرض «أرموري شو» أو «آرت باسيل ميامي بيتش»، من حيث إن المعرض الرئيسي يستوعبها جميعا بدلا من الحاجة لأضواء أقل لعرضها في مواقع فضائية.

غير أنها تعرض تحت عناوين مختلفة على الموقع الإلكتروني. ويتم تمثيل معارض محلية صغيرة من لوار إيست سايد، مثل «ليزا كولي» و«راشيل أوفنر» و«أنتايتلد»، في قسم «إميرجينغ»، إلى جانب «كربون 12» من دبي و«ليبور» من مكسيكو سيتي و«لوفت أت لوار باريل» من مومباي. وفي القسم الذي يحمل اسم «بريميير لارج»، تشمل معارض الأعمال الفنية معارض من نيويورك مثل «غاغوسيان غاليري» و«ماريان غودمان»، إضافة إلى «وايت كيوب» من لندن و«غاليري ماكس هيتزلر» في برلين.

وهناك أيضا جهد مماثل يبذل من أجل تزويد المعرض بمواد تضم مكونات متعلقة براعي المتحف وعناصر تعليمية. وفي يوم الجمعة الماضي، قدم «غاليري ثادايوس روباك» عرضا امتد على مدار الأربع والعشرين ساعة أداه تيرينس كوه، فنان تجسد شخصيته الاختلاف بين هاو على الإنترنت ومؤد ياباني.

يمكنك القيام بجولة عبر الإنترنت عن طريق الدخول إلى الصفحة الرئيسية، ثم اختيار مجموعة بام وديك كرامليتش، وهما اثنان من أبرز جامعي لقطات الفيديو في سان فرانسيسكو، وذلك بالنقر على علامة التبويب.

وهناك مقاطع من «آرت 21»، البرنامج التلفزيوني الذي تبثه محطة «بي بي إس» والمخصص للفن؛ ومناقشات مع تجار أعمال فنية مسجلة بالفيديو داخل معارضهم؛ إضافة إلى «جولات متعاقبة لأشخاص مطلعين على بواطن الأمور» داخل المعرض المصمم من قبل أفراد مثل الفنان يينكا شونيبار وجامع أدوات لعب التنس والأعمال الفنية، جون ماكنرو، الذي يقدم تعليقات متألقة على غرار «رائعة ولكن باهظة الثمن» (عن لوحة لفرانسيز أليز في معرض ديفيد زويرنر).

وبالنسبة لهؤلاء الذين عادة ما يتابعون الفنون على الإنترنت، لا يختلف معرض «في آي بي» عن تصفح مواقع الويب بحثا عن معارض فنية ومتاحف ومجلات فنية، باستثناء أنه مضمن في حزمة مضغوطة في وقت واحد، مع عرض الأسعار بشكل بارز أسفل الأعمال. من الغريب نوعا ما مشاهدة كلايس أولدنبرغ، النحات الذي تقدر قيمة أعماله الفنية بملايين الدولارات، وكوسج فان بروغين في معرض «بيس»، مع ظهور هذه الصورة الظلية رمادية اللون أمام المعرض، أو تمثال متلألئ من أعمال دان فلافين من عام 1964 والذي يطفو كأيقونة تجريدية على الشاشة في معرض زويرنر.

لقد تهيأت عقولنا على نحو يتجاوز توقعات بارنز. ونتيجة لتدربنا على المحادثة على الإنترنت والتسوق الإلكتروني، فإننا لسنا واقعين تحت تأثير الانطباع بأن الصور تمثل محاكاة تامة للواقع من دون أي عيوب. وربما يكون هذا هو السبب وراء أن معرض «في آي بي 2.0»، مع كل سماته الرفيعة، غير مرض بشكل مبهم، على الأقل إذا كان اهتمامك بالذهاب إلى أي معرض مركزا بدرجة أكبر على التعرف على الأعمال الفنية أكثر منه على شرائها. إنها تذكرة أخرى بأن تجربة عرض العناصر الفنية في مساحات حقيقية تكون أفضل.

يستمر معرض «في آي بي فير 2.0» حتى يوم الأربعاء المقبل؛ وعنوان الموقع الإلكتروني للمعرض: «fair/vipartfair.com».

* خدمة «نيويورك تايمز»