مصرع خبير التنمية البشرية إبراهيم الفقي

آخر كلماته «نحن البشر نفكر فيما لا نملك وننظر إلى الجانب المأساوي المظلم في حياتنا»

إبراهيم الفقي
TT

«إننا نحن البشر نفكر فيما لا نملك، ولا نشكر الله على ما نملك، وننظر إلى الجانب المأساوي المظلم في حياتنا، ولا ننظر إلى الجانب المشرق، فكن إيجابيا»..

«ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاتك، بينما الناس العظماء هم الذين يشعرونك أنك باستطاعتك أن تصبح واحدا منهم».. كانت هذه هي آخر عبارة وجهها للشباب المصري على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر). هو العالم المصري الدكتور إبراهيم الفقي خبير التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية، الذي لقي مصرعه أمس (الجمعة)، وشقيقته فوقية (71 عاما) وخادمته نوال (70 عاما)، إثر حريق مروع شب داخل فيلته بضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة)، نتيجة ماس كهربائي.

لم يكن يتوقع الفقي (62 عاما)، أن يشهد المكان الذي أسسه ليكون مسكنا ومقرا لمحاضراته قبل عام، نهايته بشكل مأساوي (مختنقا) بعد تاريخ وسنوات حافلة بالكفاح قضاها في مصر ودول العالم، وكان الفقي الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة المعهد الكندي للبرمجة اللغوية بالقاهرة، جهز فيلة صغيرة مكونة من ثلاثة طوابق، الطابق الأول عبارة عن مكاتب إدارية، أما الطابق الثاني فعبارة عن قاعتين يلقي فيهما الدكتور الفقي محاضراته في مجال التنمية البشرية، أما الطابق الثالث فهو المسكن الذي يعيش فيه مع زوجته وأبنائه عندما يأتون لزيارة مصر.

والراحل الذي كان يستعد للسفر خلال الأيام المقبلة إلى كندا، حيث كان يقيم مع زوجته آمال وابنتيهما التوأم نانسي ونرمين، يعرفه الشباب حول العالم جيدا، فقد قرأ كتبه الملايين وحضر محاضراته الآلاف، سواء فيما يختص بالتنمية البشرية أو في البرمجة اللغوية العصبية.

وقد اهتم الفقي بالميتافيزيقا والطاقة الكامنة في النفس البشرية، كان يعتقد دائما أن بإمكان أي شخص أن يغير حياته، بشرط أن يريد ذلك حقا.. ثم يعمل ما يجعله يحقق ذلك بجهد.

والفقي بدأ حياته بالعمل خارج مصر كعامل في الفنادق، إلى أن واصل دراسته حتى حصل على الدبلوم في إدارة الفنادق، وشغل منصب المدير العام لعدة فنادق كبرى في مونتريال بكندا، وهو مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات «إبراهيم الفقي العالمية»، ومؤسس شركة «كيوبس العالمية» (CIS)، ومؤسس علم قوة الطاقة البشرية Power Human Energy PHE، ومدرس متقدم في التنويم بالإيحاء من المؤسسة الأميركية للتنويم بالإيحاء والمؤسسة الكندية للتنويم بالإيحاء.

ويعد الفقي مدربا معتمدا في البرمجة اللغوية العصبية، وكان يستعد لتنظيم دورة تدريبية في تونس مارس (آذار) المقبل، عن قوة الحب والتسامح والتذكر.

رافق كل هذا تفوق الفقي في الرياضة، حيث كان بطل مصر السابق في تنس الطاولة، ومثل مصر في بطولة العالم في ألمانيا الغربية عام 1969، كما توج تفوقه العلمي بحصوله على 23 دبلومه، ودرب أكثر من 600 ألف شخص بدول العالم المختلفة، عن طريق محاضراته التي ألقاها بثلاث لغات وهي الإنجليزية والفرنسية والعربية.

وللفقي مؤلفات عديدة ترجمت إلى ثلاث لغات وحققت مبيعاتها أكثر من مليون نسخة في العالم، أبرزها: قوة التفكير، الأسرار السبعة للقوة الذاتية، البرمجة اللغوية العصبية وفن الاتصال اللامحدود، المفاتيح العشرة للنجاح، قوة التحكم في الذات، سيطر على حياتك، سحر القيادة، كيف تتحكم في شعورك وأحاسيسك، أسرار وفن اتخاذ القرار، الطريق إلى النجاح، الطريق إلى الامتياز، أيقظ قدراتك واصنع مستقبلك.

وبجانب شهرته كمؤلف، تميز الفقي في إعداد وتقديم البرامج التلفزيونية، حيث قدم العديد من البرامج الناجحة أهمها: «الحياة أمل، والطاقة البشرية، والقوة الذاتية، وطريق النجاح، ولقاء مع شخصية ناجحة، ونادي النجاح، ونجاح بلا حدود».