أمير العمري: أسعى لمؤسسة ثابتة يكون المهرجان أحد أهم مشاريعها

قال إنه يرأس مهرجان الإسماعيلية بتطلعات جديدة

أمير العمري
TT

* حركة تنقلات وتغييرات وإزاحات في المهرجانات العربية والعالمية بدأت في العام الماضي وتستمر هذا العام، وذلك تعبيرا عن الحاجة إلى التغيير أحيانا كما هي انعكاس للتنافس القائم بين المهرجانات الدولية كلها. المهرجان لم يعد ذلك التجميع السنوي من الأفلام التي تعرض على طالبي الثقافة السينمائية من مختلف أنحاء العالم، بل تأسيس لحدث يستمر طوال السنة ولو أن ذروة أعماله هي تلك الأيام التي يعقد فيها دورته وما نجح في لمه وجمعه من أفلام.

وإذا كان الاهتمام عادة ما ينصب على المهرجانات الدولية الكبيرة فإن الحركة وما تحمله من بركة من نصيب مهرجانات سينمائية هي في الحجم أصغر لكنها تعكس الأهمية ذاتها في إقليمها وضمن موقعها الخاص. وعالمنا العربي بات ينوء بالمهرجانات السينمائية بعضها صغير وبعضها كبير، جزء منها دولي، وآخر محلي أو إقليمي. بعضها يختص بالسينما العربية وبعضها الآخر بكل السينمات وتتوالى التصنيفات إلى درجة أن التنوع بات من نصيب البلد الواحد.

كل هذا يبدو مشجعا ومثيرا للاهتمام لكن العديد من هذه المهرجانات مقامة كتحصيل حاصل لوضع معين إذا ما مضى مضت تلك المهرجانات معه. من ناحية أخرى، هناك بعض المهرجانات ذات التاريخ العريق التي سيعاد تشكيلها على نحو مدروس وبجهد من يرغب في أن يضع الأمور الفالتة، عادة، في نصابها الصحيح.

هذا حال مهرجان الإسماعيلية الذي تسلم إدارته الزميل الناقد أمير العمري قبل أيام قليلة من وصوله إلى مهرجان برلين السينمائي. وكان الزميل تسلم إدارة المهرجان لعام واحد سنة 2001 لكن الوقت لم يسعفه آنذاك لإجراء التغييرات المطلوبة. هذه المرة الوضع يختلف. يقول:

«مهرجان الإسماعيلية المتخصص في السينما التسجيلية والقصيرة، هو مهرجان دولي له تاريخ عريق وكان تعبيرا عن الحاجة الماسة لتحريك السينما التسجيلية ودفعها إلى الأمام عبر زيادة التعريف بها».

السنوات الماضية لم تشهد تحريكا من أي نوع في أي اتجاه باستثناء إبقاء الأوضاع على وتيرة معينة لا تتبدل: «بات المهرجان خلال تلك السنوات منفعة لمجموعة لا أنكر أن منها من هو جاد وله خبرة، لكن الوقت حان لتغيير شامل. كيف يمكن لمهرجان ما أن يتقدم إذا ما كان المسؤولون فيه أمضوا فيه عقودا اعتادوا فيه على الممارسة نفسها؟!».

يلاحظ العمري أن الطواقم السابقة التي لم تتغير لا تستطيع أن تأتي بجديد حتى ولو حاولت، وأن المسألة تحولت إلى مهام تنفيذية.

: «المهرجانات الناجحة في هذا العصر هي تلك التي تتمتع بصفة وعمل المؤسسات. لا تستطيع أن تصنع مهرجانا ناجحا بالتحضير له قبل شهرين من وقوعه. لذلك أسعى بالدرجة الأولى إلى إنشاء مؤسسة يكون المهرجان أحد أهم مشاريعها».

ما يطمح إليه الرئيس الجديد لجانب تحويل مهرجان الإسماعيلية إلى مؤسسة سينمائية ثقافية كاملة هو جلب عدد كبير من الطواقم الشابة التي تحتاج إلى الفرص لكي تحتك بالآخرين: «مثل الثورة المصرية ذاتها، المفروض أن نأتي بالشباب ليساهموا وليشعروا بأنهم جزء من صنع الثقافة الجديدة».