البريطانيون يمنحون جوائزهم للفرنسيين والأميركيين

7 جوائز لـ«الفنان».. وميريل ستريب أفضل ممثلة.. والزمالة لمارتن سكورسيزي

TT

على الرغم من البرد القارس وأخبار وفاة المغنية الأميركية، ويتني هيوستن، فإن توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية للسينما وفنون التلفزيون كان بريطانيا بكل ما في الكلمة من معنى؛ جذب إليه نجوم السينما والتلفزيون من هوليوود والقارة الأوروبية. المسافة القصيرة بين دار الأوبرا في وسط لندن وفندق السافوي الذي استضاف الكثير من النجوم كانت مسرحا مفتوحا لعامة الناس.

الليلة أظهرت الكرم الحاتمي البريطاني للعاملين في هذا المجال؛ إذ منح هؤلاء الجوائز للفرنسيين والأميركيين تقديرا لأعمالهم الفنية بعيدا عن التعصبات القومية التي قد تحسها في بلدان أخرى. الاعتبارات كانت للأعمال الفنية فقط ولم يكن هناك اعتبارات أخرى، ومن هنا فقد حاز الفيلم الفرنسي الصامت الفنان «ذي أرتيست» على 7 جوائز، تضمنت الجوائز المهمة والرئيسية، وهي أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل ممثل.

ويروي الفيلم قصة نجم أفلام صامتة دمرت حياته العملية مع مجيء الأفلام السينمائية الناطقة.

وفازت الممثلة الأميركية ميريل ستريب بجائزة الأكاديمية لأفضل ممثلة عن أدائها لشخصية رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، مارغريت ثاتشر، في فيلم «المرأة الحديدية» عندما كانت رئيسة للوزراء وبعد تقدمها في العمر وإصابتها بضعف الذاكرة. كما فازت ابنة بلدها أوكتافيا سبنسر بجائزة أفضل ممثلة في دور ثان، ومنح المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي المخضرم بجائزة زمالة الأكاديمية. كما فاز كريستوفر بلامر (85 عاما) بجائزة أفضل ممثل مساعد.

فوز ستريب يعطيها دفعة قوية نحو الفوز بجائزة الأوسكار في 26 فبراير (شباط). وكانت ستريب «قد فازت بالفعل بعدد من الجوائز عن هذا الدور، من بينها جائزة غولدن غلوب. وهذه هي الجائزة الثانية التي تحصل عليها ستريب من الأكاديمية البريطانية للسينما وفنون التلفزيون، بعد أن حصلت على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «امرأة اللفتنانت الفرنسي» الذي أنتج في الثمانيات من القرن الماضي.

وقالت ستريب، لدى تلقيها الجائزة، إنها فخورة جدا بأداء هذا الدور، وأفصحت في كلمتها عن جذورها البريطانية، وقالت إن جزءا من عائلتها انحدر من مقاطعة لينكلنشاير.

ولا تعد جوائز بافتا دائما مؤشرا دقيقا لما سيحدث في حفل توزيع جوائز الأكاديمية الأميركية للعلوم والفنون السينمائية (الأوسكار)، لكنها تعد أفضل تكريم للسينما خارج الولايات المتحدة.

وحصل فيلم «الفنان» على جائزة أفضل فيلم، وحصل مخرج الفيلم ميشال هازانفيشوس على جائزة أفضل مخرج، وحصل جان دوجاردان على جائزة أفضل ممثل عن نفس الفيلم. وفاز بجائزة أفضل سيناريو أصلي، ميشال هازانفيشوس، عن الفيلم، وأفضل تصاميم ملابس وأفضل تصوير وأفضل موسيقى.

وكان فيلم «خطاب الملك» قد منح العام الماضي عددا مماثل من الجوائز، وكذلك فيلم «المليونير المشرد» عام 2009. وقال ميشال هازانفيشوس عندما تسلم جائزة أفضل سيناريو «أنني متفاجئ من هذه الجائزة، لأن الكثير من النقاد قال إنه لا يوجد هناك سيناريو كونه صامتا. هذا يبين ذكاء الإنجليز، «وأنا أبارك لهم ذلك».

فيلم «تينكار تيلار سولجار سباي» المقتبس عن رواية البريطاني جون لي كاريه كان مرشحا أن يفوز بعدد من الجوائز منها أفضل فيلم وأفضل ممثل لغاري أولدمان. إلا أنه لم يحالفه الحظ، لكنه فاز بجائزة أفضل فيلم بريطاني وكذلك بأفضل سيناريو مقتبس. وقال كاتبه بيتر ستروغام مازحا: «أشكر الفنان لأنه لم يكن مقتبسا من رواية وإلا لفاز بهذه الجائزة أيضا».

وفاز فيلم «سينا» بجائزة أفضل فيلم وثائقي. ويتناول الفيلم قصة حياة وموت بطل سباق السيارات البرازيلي ايرتون سينا. وحصل فيلم «رانغو» على جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة. المخضرم البريطاني جون هيرت منح جائزة على مجمل أعماله وما قدمه لحقل السينما والفنون. وكان قد سبقه في هذه الجائزة ديريك جارمان ومايك لي وكنيث برانا. وقال هيرت إنه كان يعلم بهذا التكريم، ولهذا كان لديه متسع الوقت لكتابة خطاب الشكر. وهذا ما قام به وكان يريد قراءة الخطاب من ورقة حضرها، إلا أن زوجته قالت له في الصباح عليك فقط أن تشكرهم وهذا كاف. وهذا فعلا ما قاله.