أوبرا فيينا تتحول من مسرح إلى صالة رقص كبرى

في حفلها السنوي تستضيف المشاهير من ممثلين وسياسيين.. في مقدمتهم بان كي مون

راقصات باليه يجرين التدريبات النهائية قبل إقامة حفل الأوبرا التقليدي (رويترز)
TT

افتتحت أوبرا فيينا أبوابها بالأمس لعامة الناس لحضور حفلها السنوي الراقص بشرط التزامهم باللباس الرسمي للسهرة، وفي هذه المناسبة السنوية وجهت الدار الدعوة لبعض المشاهير، ومن ضيوف هذا العام الممثل الأميركي الشهير روجر مور وبطل التنس العالمي بوريس بيكر ووزير الخارجية السويدي كارل بيلدت.

وعند الساعة العاشرة مساء وصل الرئيس النمساوي هاينز فيشر والسيدة الأولى بصحبة ضيف البلاد سكرتير عام منظمة الأمم المتحدة بان كي مون وحرمه ليبدأ الحفل الذي يجمع النمساويون على وصفه بـ«حفل الحفلات» والذي تتحول فيه قاعة الأوبرا العتيقة من مسرح إلى صالة رقص كبرى. لكنه ليس أي رقص، إنه رقص الفالس، ويؤدى وفقا لخطوات رشيقة مدروسة وموزونة وعلى كل من لا يتقنها الالتحاق بدورات سريعة مكثفة.

وقبل أيام من إقامته أعلن مدير أوبرا العاصمة النمساوية الفرنسي دومينيك ماير، والمسؤولة الأولى عن الحفل سيدة المجتمع النمساوية ديزري أشتروك أن برنامج الافتتاح يستغرق 40 دقيقة ويضم وصلات باليه وبولكا، كما ستقدم السبرانو الرومانية العالمية الشابة الجميلة أنجيلا غيرغيو مقطعا من أوبرا كارمن. أما رقصة الافتتاح فقد اختير لها 144 شابا وشابة بالإضافة إلى 16 احتياطيين، بدأت تدريباتهم منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وجاءوا من النمسا وإيطاليا وهولندا وألمانيا بالإضافة إلى روسيا والولايات المتحدة الأميركية وكوريا الجنوبية، وتتراوح أعمارهم ما بين 17 إلى 24 عاما، وهذه تعتبر فرصة لا تتاح إلا مرة واحدة في العمر لمثل هؤلاء الراقصين. بعد رقصة الافتتاح الرسمية يفسح المجال للحضور بالدعوة المشهورة «فليرقص الجميع».

من جانب آخر، زينت القاعة بعدد 45 ألف وردة وزهرة تم تشكيلها في باقات تتكون من ورود حمراء وزنابق صفراء وبرتقالية بالإضافة إلى بعض الفروع شديدة الخضرة، بينما أعلن أن أرباح الحفل التي تعود بأكملها لدار الأوبرا ستصل إلى مليون يورو.

إلى ذلك، وعلى غير المتوقع، لم تتقدم أي جهة بطلب إذن من شرطة فيينا لتنظيم المظاهرة المعهودة التي تصاحب الحفل وتنظمها قطاعات نشطة تناهض العولمة والرأسمالية.

من جانبها، تقول القطاعات المؤيدة للحفل إنه جزء لا ينفصل من تقليد نمساوي قديم بدأ مع مؤتمر فيينا 1814 - 1815 حيث رقص الدبلوماسيون والسياسيون كما بحثوا أكثر المواضيع أهمية لإعادة رسم خريطة أوروبا بعد هزيمة فرنسا النابليونية. ومعلوم أن ذلك المؤتمر رغم فاعليته تميز بكونه لم يعقد مطلقا جلسة عامة بل شهد نقاشات بصفة غير رسمية، مؤكدين أن حفل الأوبرا هذا ليس مجرد مناسبة للمشاهير والطامحين للظهور والرقص فحسب، بل هو تجمع سياسي اقتصادي من الطراز الأول.