«راديو جرامافون».. إذاعة تعيد إحياء تراث الطرب على الإنترنت

شعارها الارتقاء بالوعي الموسيقي والذوق العام في عالم الغناء

«راديو جرامافون» إذاعة على الإنترنت تركز على الجانب التراثي والإبداعي للموسيقى المصرية والعربية
TT

في واحدة من المبادرات التي تسعى إلى إحياء التراث؛ جاءت فكرة «راديو جرامافون»، كإذاعة على الإنترنت تركز على الجانب التراثي والإبداعي للموسيقى المصرية والعربية، وتسلط الضوء على فنانين قدموا كثيرا للفن والطرب، وربما لم يحصلوا على التقدير أو الشهرة الكافية، كما تهتم بتقديم الطرب الأصيل والقديم، والارتفاع بالذوق العام الذي أصبح يعاني من مشكلة مع انتشار الكثير من الأعمال التي لا ترتقي إلى مستوى الفن.

أحمد كمال، صاحب فكرة الإذاعة، يشير إلى أن بداية الفكرة كانت منذ عدة أشهر مع تدشين موقع إلكتروني يمكن من خلاله تحميل أغان تراثية، ليكون أشبه بمكتبة موسيقية، ومع بداية الموقع كان الجمع بين الموسيقى المعروفة نسبيا للناس وفي نفس الوقت الاقتراب من روح «الجرامافون».

يضيف «مع نجاح التجربة فكرت في تحويله إلى راديو، وقمت بذلك بالفعل على أن يكون البث لمدة 6 ساعات يوميا، إلا أن الإقبال الكبير ورد الفعل الإيجابي من المستمعين جعلنا نقرر أن يكون البث على مدار 24 ساعة، وقد بدأنا (راديو جرامافون) بحفله نادرة للمطربة فيروز وكان رد الفعل أكثر من رائع، وفي اليوم التالي مباشرة قدمنا تعريف لفنانة غير مشهورة في مصر بالقدر الكافي وهي سميه بعلبكي، وهكذا يسير الراديو في الموازنة بين المعروف وغير المعروف، وهو ما جعلنا نكتسب ثقة المستمعين».

ويبين كمال أن المادة الطربية في «جرامافون» قام بتجميعها على مدار 6 سنوات، مما مكنه من جمع مواد مختلفة وبكميات كبيرة وفي كل المجالات المختلفة للموسيقى، ليبدأ بعدها مرحلة السمع والانتقاء والفرز، إضافة إلى التركيز بشكل كبير على جمع التاريخ الموسيقى والغنائي التراثي للرواد من أمثال الشيخ إمام، وسيد درويش الذي جمع له ما يقرب من 29 ساعة، كما حاول معالجة بعض التسجيلات وتنقية صوتها لتكون في حالة جيدة.

ويتابع كمال «ما نقدمه في (راديو جرامافون) أو ما نهدف إليه هو تقديم الموسيقى بشكلها المجرد، وتذكير الناس بالماضي وإعادة إحياء تراثنا الموسيقى الكبير عن طريق تقديم المنسي من الفن الغنائي، كما نهدف إلى إعادة الحقوق لأصحابها، فكثيرا ما نجد الآن من أطلق ألبوما غنائيا أو حتى أغنية ونجحت فأصبح يلقب بالفنان والنجم الكبير، بل يحصل على ألقاب مبالغ فيها، في حين أن فنانا مثل سيد درويش مثلا نجد أجيالا كاملة لا تعرف عنه وعن أعمالة الرائدة شيئا، فمن هنا نسعى في (راديو جرامافون) لفتح مجال جديد لتعريف الأجيال الشابة بالتراث الغنائي القديم، وإعادة إحيائه وتقديمه من جديد ليحصل على المكانة التي يستحقها».

وعن اختيار اسم «جرامافون» يشير صاحب الإذاعة إلى أنه اختير من بين أسماء كثيرة كانت مطروحة قبل افتتاح الراديو، ولكن هذا الاسم كان الأكثر توافقا مع المشروع الذي كان يرغب في تقديمه، كونه يناسب روح الفكرة والمضمون الذي يحمله الراديو ويقدمه لمستمعيه، مبينا أن تفاعل الناس مع الراديو مرض ومعقول جدا حتى هذه اللحظة، مضيفا «منذ انطلاق الفكرة نستهدف شريحة محددة من المستمعين المهتمين بما يقدم، وكان من الممكن اختصار المسافة وعمل فكرة راديو يقدم ما هو أقرب للناس، ولكننا اخترنا الطريق الصعب لأن هناك هدفا محددا نرغب في تقديمه».

يكمل «حتى الآن المشروع لا يزال في بدايته ويعتمد على شخصين فقط، ولكننا بدأنا في تجميع فريق عمل لرغبتنا في التوسع وتقديم ما هو أكبر من فكرة الراديو، فما أتمناه أن يكون (جرامافون) نواة لمشروع ثقافي ضخم لتاريخ الموسيقى في مصر منذ بداية القرن العشرين خارج نطاق الإنترنت، وهو مشروع أتمنى أن يرى النور قريبا للحفاظ على التراث الموسيقى لمصر، وقد بدأنا التجهيز لأولى خطواته من خلال التعاون بين أكثر من جهة».