المقابلة ما بين حياة المشاهير والعظماء وحياة الفقر والبؤساء من خلال عدسة مصور سعودي

ضم أكثر من 50 صورة لمشاهير ورؤساء مؤثرين

TT

بمجرد مرورك من جانب معرض الصور ومشاهدتك لأكثر من 50 صورة تحمل بين تفاصيلها الكثير من الرسائل والملامح والمتناقضات بين مشاهد الرفاهية وقصص البؤس، فلن تجد نفسك إلا ولديك الفضول والرغبة بالتمعن في تفاصيل تلك الصور.

هذا ما شهده المعرض المقام في جناح منطقة القصيم في مهرجان الجنادرية في السعودية، الذي يضم تحت سقفه أكثر من 50 صورة لمشاهير ورؤساء مؤثرين من أبرزهم الرئيس الأميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي، بالإضافة إلى زعماء دول عربية، من خلال مشاهد متعددة جرت وسط مناسبات رئاسية.

على الجانب الآخر، تنقل العدسة نفسها صورا من أشد المتناقضات في عالمنا، حيث وثق المعرض صورا لبؤساء تعرضوا لنكبات متعددة من فيضانات وكوارث طبيعية مسجلة بذلك حجم البؤس والشقاء على تلك الوجوه، التي تحمل معها مشاهد الأسى والحزن مجتمعين.

وجمع الفنان الضوئي عويد العويد المصور في وكالة الأنباء السعودية متناقضات عبر صور الرؤساء والبؤساء التي التقطتها عدسته الصحافية في الكثير من المناسبات التي وثقها من خلال هذا المعرض.

وقال عويد العويد لـ«الشرق الأوسط»، إنه حاول بناء وربط هذين الوجهين بشكل فني يعبر عن حالة معينة تحاكي الواقع ما بين حياة المشاهير والعظماء، وحياة الفقر والبؤساء، الأمر الذي أثار استغراب بعض الزائرين من العنوان، ويقولون كيف استطعت أن تبني هذه المتناقضات، فأرد عليهم سريعا وأقول إنني عشت في قلب هذه الأجواء من الناحيتين.

وعن اختياره للشخصيات يقول عويد، ساركوزي مثلا غالبا ما يكون لديه بعض المواقف والحركات غير الإرادية، فأقوم بالتركيز عليه حتى أحصل على ما هو متوقع، فهو لا يخلو من أي ردود فعل في كل مناسبة يحضرها.

وأضاف أما الرئيس الأميركي أوباما، فإنه يمثل نقلة نوعية في حياتي المهنية، حيث إنه رئيس دولة عظمى، بالإضافة إلى كسره لحاجز العنصرية في بلاده من خلال دبلوماسيته وليس بعنجهيته، والملك عبد الله مهما تكلمت عنه فلن أحصي أفعاله على الصعيد الدولي.

كما يقدم الفنان العويد من خلال المعرض الوجه الآخر من هذا العالم الذي لا يخلو من وجود البؤساء والفقراء في العالم أجمع، وذلك عبر وجوده معهم في تلك النكبات والكوارث مسجلا حجم البؤس والشقاء الواقع عليهم.

وزاد، هذه الصور تاريخية بالنسبة لي وسوف أوثقها لنفسي، ولدي أكثر من صورة انتشرت لخادم الحرمين الشريفين وهي صورة العرضة، التي انتشرت ما بين الجوالات والصحف خلال العام الماضي، مشيرا إلى أن المعرض يقام للمرة الأولى ويفخر يما يقدمه من لقطات متعددة لزعماء أثروا في العالم وعلى رأسهم الملك عبد الله بن عبد العزيز.

من جانبها، فقد طورت منطقة القصيم مشاركتها في مهرجان الجنادرية هذا العام حيث تركز التطوير على فكرة تسويق التراث المادي والفعاليات التراثية التي تقام في مدن ومحافظات المنطقة بصورة سنوية أو دورية أو أسبوعية، واستثمار مهرجان الجنادرية كنافذة مطلة على تلك الفعاليات والأماكن والقرى التراثية التي تزخر بها المنطقة.

وبين سليمان الفايز المشرف العام على جناح منطقة القصيم، أن هناك الكثير من الفعاليات والأنشطة التي تتم إقامتها لأول مرة من بينها فتح البيت القصيمي هذا العام بمشاركة نسائية عبر تجسيد مجموعة من الفعاليات النسائية التراثية.

وأضاف الفايز تشهد الساحات الخارجية لجناح منطقة القصيم تجسيدا حيا للشخصية الأسطورية عنترة بن شداد في استحضار للمكان الشهير بمنطقة القصيم عبر تجسيد صخرة عنترة الشهيرة بالجواء بالمنطقة كما يجسد شخصية عنترة ممثل يقوم بالترحيب بالزوار وإلقاء بعض القصائد الشهيرة للفارس العربي. ويشهد جناح القصيم أيضا إبرازا لـ«العقيلات» التي اشتهرت بهم المنطقة عبر حقبة زمنية ماضية وتركوا أثرهم السياسي والاقتصادي والثقافي في البلدان التي مروا بها.