إيناس عبد الدايم.. أول مصرية تترأس «دار الأوبرا»

عازفة «الفلوت» التي صنفت ضمن أبرز 10 نساء في مصر للقرن العشرين

TT

إذا كان اليوناني بافلوس هو أول رئيس لدار الأوبرا المصرية، ومنصور غانم أول مصري يترأسها؛ فإن الدكتورة إيناس عبد الدايم تعد أول امرأة تتقلد هذا المنصب الرفيع، منذ أن عرفت مصر الأوبرا قبل ما يقرب من قرن ونصف القرن من الزمان، عندما تأسست الأوبرا الخديوية سنة 1869.

فبالأمس، تسلمت عبد الدايم منصبها الجديد رئيسا لمجلس إدارة الهيئة العامة للمركز الثقافي القومي (دار الأوبرا) خلفا للدكتور عبد المنعم كامل، الذي انتهت مدة رئاسته للأوبرا بعد بلوغه السن القانونية للتقاعد، وبعد أن كانت تشغل نائب رئيس أكاديمية الفنون.

وقد قوبل قرار تعيينها بترحاب كبير بين الفنانين والأوبراليين، كونها إحدى المتخصصات، بعد أن تتابع على هذا المنصب رؤساء بعيدون عن الفن. كما دشن عدد من النشطاء صفحة على موقع «فيس بوك» بعنوان «تأييد تولي د. إيناس عبد الدايم رئيسا لدار الأوبرا المصرية»، التي رحب زوارها بالاختيار، معبرين عن ثقتهم في قدرتها على إنعاش الحركة الفنية.

وتعد عبد الدايم عازفة فلوت في أوركسترا القاهرة السيمفوني منذ افتتاح دار الأوبرا الجديدة عام 1988 (بعد احتراق الأوبرا القديمة عام 1971)، وقد بدأت دراستها في سن مبكرة بكونسرفتوار القاهرة، وبعد تخرجها سافرت في منحة دراسية إلى فرنسا حتى مطلع 1990، حصلت خلالها على الماجستير ثم الدكتوراه في «آلة الفلوت» من المدرسة العليا للموسيقى بباريس.

وخلال فترة دراستها حصلت على الدبلوم العالي للتدريس في آلة الفلوت (بالإجماع) 1984، والدبلوم العالي في الأداء لآلة الفلوت (بالإجماع) 1985، والدبلوم العالي لموسيقى الحجرة (بالإجماع)، وإشادة لجنة التحكيم 1986، والدبلوم العالي للعزف المنفرد في موسيقى الحجرة 1988، والدبلوم العالي للعزف المنفرد في آلة الفلوت 1989.

وقدمت عبد الدايم (51 عاما) الكثير من الحفلات المتنوعة خلال حياتها الفنية، منها الحفلات الموسيقية التي قدمتها في مناطق كثيرة بفرنسا، بالإضافة إلى عدد من الحفلات مع أوركسترا اليونيسكو الدولي بباريس، وكذلك حفلات «الصولو» مع أوركسترا كونسرفتوار القاهرة، وأوركسترا القاهرة السيمفوني، وأوركسترا الحجرة المصري.

كما قدمت الكثير من الحفلات «الصولو» في عدة بلدان أوروبية وعربية مثل التشيك وسلوفاكيا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا واليابان والولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية والمغرب وتونس والإمارات واليونان وسوريا، بالإضافة إلى الكثير من البرامج الإذاعية، كما شاركت في تسجيل أعمال المؤلف المصري الراحل جمال عبد الرحيم في ألمانيا والقاهرة.

واشتركت عبد الدايم في الكثير من المسابقات الدولية والمحلية، فحصلت على الجائزة الأولى من اتحاد معاهد الموسيقى في فرنسا عام 1982، والجائزة الثانية من المسابقة العامة للموسيقى والفن الدرامي في فرنسا، كما حصلت على شهادة تقدير في المسابقة العالمية للفلوت بمدينة كيبا باليابان، وعلى جائزة الإبداع من أكاديمية الفنون، وجائزة أحسن عازفة في مهرجان كوريا الشمالية للفنون.

كما قامت بتمثيل مصر في مهرجان أوركسترا البحر الأبيض المتوسط بمدينة مارسيليا، وكانت أول مصرية تشارك في هذا التجمع، بالإضافة إلى تمثيلها مصر في أكثر من مهرجان دولي منها مهرجان نانت للفنون بفرنسا عام 1995، ومهرجان الرباط للفنون في المغرب، ومهرجان سالونيك للمرأة المبدعة في اليونان.

وأسست في عام 1999، ولأول مرة، «فصلا دراسيا لتعليم آلة الفلوت» للأطفال في سن مبكرة لتنمية المواهب بدار الأوبرا. وحصلت على جائزة أبرز 10 نساء في مصر للقرن الماضي في عام 2000. وفي العام التالي نالت جائزة الدولة التشجيعية للفنون.

وشغلت عبد الدايم منصب أستاذ بمعهد الكونسرفتوار ثم عميدة لمدة 6 سنوات، كما شغلت منصب نائب رئيس أكاديمية الفنون، ثم تولت الإشراف العام على إدارات الشؤون الهندسية، الشؤون المالية والإدارية وشؤون العاملين بدار الأوبرا.