«منتدى الفن العالمي» في دبي.. العلاقة بين صناعة الأخبار والفن في المنطقة العربية

يناقش قضايا الفن العالمي وتأثير الأخبار

أحد الغاليرهات التي شاركت في «آرت دبي» العام الماضي
TT

في شهر مارس (آذار) المقبل، تتحول منطقة الخليج إلى خلية نحل يؤمها خبراء الفنون من كل أنحاء العالم وتفتح المؤسسات الفنية أبوابها لنقاشات وفعاليات فنية وثقافية مختلفة تبعث روحا حيا ويقظا في المشهد الفني هناك.

وعلى مدار ستة أيام، تستضيف مدينتا الدوحة ودبي «منتدى الفن العالمي السادس»، الملتقى الحواري الثقافي الأول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا والمنبثق عن «آرت دبي»، حيث تشمل دورته المرتقبة مشاريع فنية وبحثية وجلسات حوارية ونقاشية بمشاركة حشد من المفكرين والمبدعين والنقاد من حول العالم.

ويدير «منتدى الفن العالمي السادس» القيِّم والناقد والكاتب شمون بسار الذي كان لـ«الشرق الأوسط» حوار معه حول أهم الجلسات التي سيضمها المنتدى وأهميته في المنطقة.

يقول بسار إن منتدى الفن العالمي ليس ظاهرة جديدة؛ فكل الأسواق الفنية العالمية مثل «فريز» في لندن و«آرت بازل» في سويسرا تحرص على إقامة فعالية تعتمد على مناقشة أهم التيارات الفنية الحديثة وتعتبر ملتقى للمشاركين في تلك الفعاليات. وتعتمد تلك الفعاليات على كونها تعليمية وثقافية بحتة تكمل الجانب التجاري للفعالية الرئيسية. يضيف بسار: «في الأعوام الأخيرة بدا أن تأثير الفعاليات الفنية الضخمة مثل (بينالي الشارقة) و(آرت دبي) قد أصبح أكثر وضوحا وأكثر رسوخا، مما مهد الطريق إلى إقامة نشاط ثقافي غير ربحي على الهامش عبر مجموعة من البرامج الفنية».

عنوان الملتقي يحدد منذ البداية الأولويات ونقطة الانطلاق؛ فهو ليس مقتصرا على دبي أو المنطقة العربية، بل يناقش، بشكل كبير، قضايا الفن العالمي، وأيضا القضايا المحلية. يؤكد بسار على ذلك ويضيف: «أعتقد أن الملتقى يقوم بالوظيفتين، فيجب أن نتذكر أن الأولوية هي لمنطقة الخليج والعالم العربي، ولكننا أيضا يمكننا أن نرى تشابك العلاقات المحلية والدولية، خاصة أن الملتقى يقام في دبي، فهي نقطة تلاقٍ بين الشرق والغرب، وهو ما ينعكس فنيا في مشاركة الصالات الفنية من آسيا وأستراليا ونيوزيلندا وأوروبا».

وهنا، لا بد من التساؤل عن سر انطلاقة الملتقى هذا العام من الدوحة وليس دبي، يعلق بسار: «دبي أصبحت لها مكانة ثابتة الآن في المنطقة عبر فعالياتها الفنية والثقافية، ولكننا لن ننسى أن هناك فعاليات فنية ومؤسسات مرموقة في دول أخرى في المنطقة. فالشارقة بدأت بإقامة بينالي الفنون الخاص بها منذ عام 1993، وأبوظبي تعد لمتاحف عالمية مثل (اللوفر) والـ(غوغنهايم) وأيضا لها سوق الفن الخاص بها. وأخيرا دخلت الدوحة الحلبة بمتحف الفن الإسلامي وبمتحف الفن الحديث (متحف)، وبالتالي، فقد كان مهما بالنسبة لـ«آرت دبي) أن يقيم تعاونا مشتركا بينه وبين المؤسسات الفنية في المنطقة. وبالفعل قامت أنتونيا كارفر مديرة (آرت دبي) بالتنسيق مع (متحف) لاستضافة ملتقى الفن العالمي بالاشتراك مع (آرت دبي) هذا العام. وبالنسبة لزوار (آرت دبي) هذا العام، فإن حضورهم بدايات ملتقى الفن العالمي في الدوحة يمنحهم أيضا الفرصة لزيارة متحف الفن الإسلامي ومعرض الفنان الياباني موراكامي المقام هناك حاليا».

وحول محاور النقاش في المنتدى العام، يقول بسار: «هذا العام سندعو بعض الكتاب للمشاركة في جلسات النقاش وطرح مفهومهم عن الكتابة الفنية الآن، خاصة في أوقات الأزمات، فالتاريخ يتغير حولنا بشكل كبير، ومن هنا، تنبع أهمية الموضوع العام للمنتدى، وهو عن (أداة الإعلام)، ومن خلاله نتناول أهمية الأخبار والمعلومات، وكيف غيرت الأحداث التي مر بها العالم العربي العام الماضي، وما زال بعضها قائما، واستخدام وسائل الإعلام وطريقة عملها».

وبالإضافة إلى سلسلة المحاضرات والجلسات النقاشية والحوارية وورشات العمل، يشمل «منتدى الفن العالمي السادس» نطاقا من المشاريع المنفذة خصيصا للحدث التي تسبق المنتدى وتتواصل بعد اختتام أعماله.

الإعلام موضوع متشعب وحاضر بقوة هذا العام، وسيبدأ المنتدى أولى مناقشاته حوله في الدوحة عبر ندوة بعنوان «انقل وحمل أخبار الربيع العربي»، وسيناقش كيف أثرت الأخبار خلال العام الماضي على صناعة الأخبار، وكيف نتج عنها طرق جديدة لنقل الأخبار ومناقشة طبيعة العلاقة بين الصحافيين والمؤرخين في العالم العربي.

وحول علاقة محاور الندوات مع المشهد الفني الذي يمثله «آرت دبي»، يقول بسار إن هناك جانبا فنيا واضحا للمناقشات، ويطرح مثالا بندوة تستضيف جورجينا آدم المحررة الاقتصادية لشؤون السوق بصحيفة «فايننشيال تايمز» حيث تناقش سوق الأعمال الفنية وتأثير الأخبار على الأسواق المالية والفنية في العالم.

ويشارك أكثر من 50 مشاركا في أعمال «منتدى الفن العالمي السادس»، من أبرزهم: مايكل جوفان، مدير «متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون (LACMA)»؛ والكاتب والناقد سوخديف ساندو؛ وهانس أولريخ أوبريست، المدير المشارك للمعارض والبرامج ومدير المشاريع الدولية لـ«سيربنتاين غاليري»؛ والفنانون وائل شوقي وشيزاد داود ومايكل راكوفيتس، والقيّمان جاك برسكيان ونات مولر؛ والمعلقان سلطان سعود القاسمي وياسمين الرشيدي؛ والمدونة هند مزينة.

وبعد الدوحة، ينتقل «منتدى الفن العالمي السادس» إلى دبي ليواصل مناقشة المحاور المختلفة للوسائط الإعلامية بمشاركة حشد من الناقدين والخبراء لمناقشة وصية مارشال مكلوهان، وآخر حفلة لفرقة «البيتلز» الغنائية؛ وماضي ومستقبل الفن الشبكي؛ والدور المؤثر للأخبار في تشكيل آفاق الفن والأسواق المالية؛ وقصص الحملات الصليبية عبر الدمى؛ وأرشفة التلفزة الإماراتية.. وغيرها.