اللعب على تصاميم الكشمير والأقمشة ميز عروض أسبوع الموضة في الهند

سجل حضورا تركيا واضحا

TT

خلال أسبوع الموضة في الهند الذي اختتم فعالياته الأسبوع الماضي، ركز المصممون أكثر على استكشاف التصميم والإبداع وتدشين الأسماء التجارية. وفي الوقت الذي يبدو فيه الأسبوع مثل مائدة عامرة بصنوف الأفكار والمفاهيم معا، كانت هذه الفاعلية التي استمرت لخمسة أيام مثل احتفال متنقل. ورغم تقديم موعد إقامة هذه الفاعلية، وبعد اقتطاع شهرين من أجندة عمل المصممين، تضمن أسبوع الموضة مجموعة من العروض الرائعة ورجال الأعمال الوسيمين وقدرا من المرح يكفي لشغل صفحات أخبار الحفلات في المجلات.

شارك 138 مصمما في هذا الحدث الذي شهدته العاصمة الهندية نيودلهي الأسبوع الماضي، وهو عدد أكبر من عدد المشاركين على مدى العامين الماضيين، لعرض إبداعاتهم على مشترين محليين وعالميين، وعُرضت خلاله مجموعة متنوعة من التصميمات. وفي الوقت الذي يبدي فيه المصممون حماسة واهتماما بالأقمشة الهندية، هناك من يستخدم الأقمشة المستوردة في تصميمات ذات قصات مثيرة. وكان هناك وجود تركي واضح ربما تكون له علاقة بحضور عدد كبير من بلدان الشرق الأوسط.

وغالبا ما تحدد السوق توجهات الموضة، حيث شارك المصمم تارون تاهلياني بمجموعته التي يتضح من خلالها طابع الإمبراطورية الإسلامية من فساتين تتسم بالطابع الروحي والسراويل الواسعة من أسفل والبلوزات الفضفاضة الطويلة بدرجات من اللون الباذنجاني والرُماني.

وأحضر المصمم المخضرم جي جي فالايا، الذي كانت مجموعته في الختام، راقصة ودرويشا دوارا وألعابا أكروباتية من غراند بازار في إسطنبول، ضمن مجموعة رائعة متألقة أطلق عليها اسم «أزراك».

وكانت مشاهد غراند بازار، أو «السوق الكبيرة» التي تذكرنا بتركيا، تمثل خلفية مثالية، حيث قدم مجموعة مستلهمة من الإمبراطورية العثمانية التركية. وكان هناك تشكيل من الصور البشرية البارزة والتي تجلى من خلالها الجانب المعماري من مدينة إسطنبول ذات الثقافات المتعددة.

انقسم الحدث، الذي افتتح بعرض موسيقي للفنان العالمي فولغا تونكا الذي عزف على الطبول، إلى أربع فقرات منها عروض متألقة تضم أعمالا فنية عثمانية. وقال فالايا بعد العرض «انقسم العرض إلى أربعة أقسام من الإمبراطورية العثمانية هي الأعمال الخشبية والجلدية والنسيج والسيراميك، وهو ما كان مصدر إلهام المجموعة التي رأيتموها. القماش الذي رأيتموه في العرض على الممثلة كانغنا هو قماش من نوع خاص منسوج يدويا في تركيا».

وأطلق فالايا على مجموعته اسم «أزراك»، وبدأت بألوان محايدة مثل العاجي والأسود، ثم تجلت بها الفنون التركية مثل التطعيم باللؤلؤ والرسوم التركية الصغيرة وأعمال السيراميك «إزنيك» والطيور الغريبة والخطوط. كما تضمنت المجموعة عددا من السترات والفساتين والتنانير والساري الهندي. ومن أهم التصميمات لهذا الموسم تصميم الرحالة البدوي وأوديسا الفضاء المستقبلية. وتناسب بعض التصميمات السيدات الممتلئات قليلا، حيث تكون ضيقة حتى منطقة الخصر ثم تتسع عند الأطراف. وهناك أيضا التنورات ذات الكشاكش ورداء الـ«كورتا» الأفغاني وكذلك بعض السراويل الفضفاضة، بينما تناسب السراويل ذات الخصر المرتفع والسترات القصيرة ذوات القوام الرشيق. ولم تغب عن العرض أساور القمصان العصرية ذات الكم الطويل، والرسوم المطبوعة والتطريزات ذات الأشكال المستوحاة من الطبيعة مثل الطيور وأوراق الشجر والزهور والأشكال الهندسية على القمصان والجزء العلوي من الرداء والفساتين والقطع الهندية التقليدية. ويتضح تأثير الساري ذي التطريزات الكريستال المتتالية على خطوط الموضة والأزياء.

واشتدت المنافسة حين عرض المصممون ملابس مطبوعة بأشكال الطيور، حيث خطف الطاووس الأنظار، حيث طرز بانكاج ونيدهي الفساتين والسترات وأكمام الـ«كورتا» بأشكال الطواويس. وظهرت تلك الأشكال أيضا على الياقات وأساور القمصان والساري والفساتين للمصممين أبراهام وتاكور. ولم يغب الطاووس أيضا عن تصميمات روهيت بال مع زهرة اللوتس التي تميز تصميماته. ولم يلفت باندهيني أو باندهيج، كما يُعرف في هذا المجال، الأنظار في الهند فقط، بل جذب أيضا أنظار العالم. وكانت المجموعة التي قدمها الثلاثي أشيش وفيرال وفيكرانت أصحاب العلامة التجارية «فيرتشيوز» من الباندهيني بالكامل. واستهلت بايال جاين عرض مجموعتها بسترة باندهيني، وكانت السترة «كيديا» التي قدمها أبراهام وتاكور مع التنورة والساري على المنوال نفسه. وكانت أشكال الأصباغ التي قدمها جيمس فيراري صارخة وكبيرة الحجم على فساتين حفلات الكوكتيل الحريرية، وهو ما جعلها تنجح في لفت الانتباه إليها. وكانت ألوان البني والبيج والأخضر الزيتوني والأصفر ودرجات الوردي والأخضر والعنابي الزاهي بادية في ملابس الحفلات، وكان النحاسي يحل محل الذهبي بقوة، ولم يغب اللون الفضي عن المشهد.

وقدم مصمم الأزياء البارز الشهير مانيش مالهوترا مجموعته التي خصصها للكشمير وزهرتي الـ«غولالا» والـ«غيلتور» ودرجات الألوان الغنية اللامعة من اللون الأحمر، فضلا عن الأبيض والعاجي والتطريز الهندي الثابت.

واشتهر مانيش باهتمامه بلفت الأنظار عن تقديم التصميمات على الأقل كما كان يبدو، لكن هذه المرة كان الوضع مختلفا، حيث قال بعد العرض «لم يكن الهدف من عرض اليوم لفت الأنظار والإبهار، بل كان للتعبير عن تقديري لفريق من 65 فنانا عملوا على هذه القطع حتى تخرج بصورتها النهائية. لم أكن أرغب في إحداث أي نوع من الإبهار يشتت الأنظار بعيدا عن الموضوع الرئيسي للمجموعة وهو الكشمير». ورغم الطابع العصري الذي كانت دائما ما تتسم به القصات، فإن ذلك لم يطغ على الطابع الهندي الذي بدا واضحا جليا في المجموعة من خلال أعمال التطريز الساحرة. بينما عبرت القطع البرتقالية من خلال الأحزمة الواسعة العريضة التي تشبه أعمال التطريز الذهبية حول الخصر عن مجموعة من الأفكار، وذكرتنا قطع أخرى مثل الساري الأخضر ذي الحواف المطرزة ورداء الـ«كورتا» الشفاف ذي الطابع الاحتفالي وأكمام الجوري دار المطرزة، بالملابس التقليدية وإن كانت تختلف عنها.

ومن ملابس الرجال رداءات الـ«كورتا» ذات اللون الأسود المخملي والأكمام والياقات المطرزة بأشكال ورود مع سترات رياضية من الحرير الأحمر، والتي تعرض مع سراويل رمادية اللون وسراويل ولاية باتيالا.

وتميزت مجموعة راكيشا أغاروال بالطراز الساخن المثير لليدي غاغا، حيث قال «أحب ليدي غاغا وأسلوبها في انتقاء الملابس، فهو مميز ولا يمكن لأحد محاكاته. إنها تعرف جيدا كيف تخرج بطلة مرحة غريبة، لكن مجموعتي يمكن ارتداؤها. هناك سيدات يردن أن يكن مثل ليدي غاغا، لكن لا يجرؤن على ذلك، لذا أقدم لهن هذه المجموعة». وتتكون مجموعته للشتاء والخريف من الصدريات ذات اللون الذهبي اللامع وسراويل وسترات مصنوعة من الجلد الاصطناعي والسترات النسوية القصيرة من الفراء ولباس الطيران.

وكان هذا الحدث يعج بالمشترين من الكويت ودول الشرق الأوسط الأخرى، فضلا عن القادمين من أستراليا والصين وسنغافورة المهتمين بالتصميمات. ويقول سونيل سيثي، رئيس المجلس الهندي لتصميم الأزياء القائم على تنظيم الحدث «طالما كان أسبوع الموضة يُعرف بأنه فرصة لتدشين الأسماء التجارية في عالم الأزياء والموضة. وتلقى كل المصممين المشاركين عبارات الثناء والإشادة على ما قدموه من مجموعات، وبدأوا في تلقي طلبات الشراء من مشترين من مختلف أنحاء العالم مثل باكستان واليابان».