«الفنان» يحصد 6 جوائز «سيزار» فرنسية قبل يومين من «الأوسكار»

حفل يغرق في الدموع وفستان كيت ونسليت ينقذ الموقف ويطرد ملل الساعات الثلاث

فريق فيلم «الفنان» الممثل جان دوجارادان و الممثلة بيرنيس بيجو و المخرج ميشيل هازانفيسيوس بعد حفل جوائز سيزار بباريس (أ.ف.ب)
TT

لم يكن من الممكن أن تخذل باريس واحدا من أنجح أفلامها خلال السنوات الأخيرة ولا تمنحه «سيزار» أفضل فيلم في الحفل السنوي لتوزيع جوائز السينما الفرنسية، مساء أول من أمس، خصوصا بعد فوز الفيلم بالكثير من الجوائز العالمية وبلوغه عتبة «الأوسكار» التي يتنافس عليها في حفل أكاديمية السينما في لوس أنجليس، مساء اليوم (الأحد)، بتوقيت الساحل الغربي للولايات المتحدة.

«الفنان» لم يخرج بتمثال «سيزار» واحد بل نال خمسة غيره في فئات أفضل إخراج التي تسلمها مخرجه ميشال أزانافيسيوس، وأفضل ممثلة لبطلته بيريني بيجو، وأفضل تصوير لمصوره غييوم شيفمان، وأفضل موسيقى لمؤلف الموسيقى التصويرية للفيلم لودفيك بورس، وأفضل ديكور التي نالها مصمم الديكورات الأميركي لورنس بانيت.

أما جائزة أفضل ممثل فلم تذهب إلى بطل «الفنان» جان دوجاردان، الذي يحبس أنفاسه في انتظار «الأوسكار»، بل نالها الممثل السينغالي الأصل عمر سي عن دوره في فيلم «المنبوذون». وكان صعود العملاق الأفريقي على المسرح مناسبة لمشاهدة لحظة انفجرت فيها الفرحة وعبرت عن نفسها بالرقص وعبارات الشكر والقبلات التي تطايرت في اتجاه السماء والقاعة. وقال عمر سي إنه كان قد قرر، في حال فوزه، أن يتظاهر بالرزانة وبعدم الاهتمام بالجائزة لكنه لم يتمكن من تنفيذ قراره لأنه يشعر بفرح كبير. والحق يقال إن لحظات المتعة كانت قليلة في حفل الدورة السابعة والثلاثين لجوائز «سيزار». فقد مرت ساعاته الثلاث بطيئة وتحت مطر من الدموع التي تجمعت في مآقي الفائزين أو هطلت مدرارا من أعين زوجاتهم ورفاقهم. ولم تكن ماي لين، مخرجة الفيلم اللافت «بوليس»، قادرة عن التوقف عن النحيب مع كل جائزة جديدة نالها فيلمها، ومثلها سالت دموع ابنة الممثلة الفرنسية الكبيرة الراحلة آني جيراردو وهي تتابع تكريم والدتها من خلال فيلم قصير يستعيد لقطات من أفضل أدوارها على الشاشة طوال نصف قرن.

وفي أجواء سقطت في بحر الملل، جاء حضور كيت ونسليت وتكريمها بـ«سيزار» شرفا يضفي على الحفل بريقا خاصا لا سيما أن الممثلة البريطانية ارتدت فستانا فضيا شديد اللمعان ومفتوحا عند الصدر بكرم باذخ. وأشاد عريف الحفل، الفنان أنطوان دو كون، بموقف بطلة «تايتانيك» الرافض لعمليات التجميل التي تسيء إلى «الطبيعة أُمنا» حسب قوله. ثم استمعت ونسليت إلى قصيدة «حلمنيشية» كتبها لها المخرج الفرنسي، ميشال كوندري، الذي عملت معه في فيلم «شمس خالدة»، يتغزل فيها بفستانها الكاشف عن الصدر ويقول، في لعبة لفظية باللغة الإنجليزية، إن الوقت لم يفت مطلقا على فوز الممثلة بجائزة «سيزار» لأن «كيت ونس ليت» أي كيت تفوز متأخرة.

وطبعا، كما يحدث في هذا النوع من المواقف، ضحكت كيت كثيرا واعتذرت لأنها لا تتكلم الفرنسية، وأضافت أن جائزتها هي اعتراف بالانتماء إلى عائلة سينمائية عالمية يؤدي كل الفنانين دورا فيها. ثم تلفظت ببضع كلمات شكر بالفرنسية.

من المفاجآت القليلة والسارة في الحفل، حصول الفيلم الإيراني «انفصال» للمخرج أصغر فرهادي على «سيزار» أفضل فيلم أجنبي. ولم يكن المخرج حاضرا لتسلم جائزته بل تسلمها بالنيابة عنه موزع الفيلم في فرنسا، وهو واحد من الموزعين المستقلين الذين يناضلون لإيصال أفلام أجنبية غير تجارية، من العالم الثالث، إلى الصالات في أوروبا. وأعلن الموزع أن فرهادي يستعد لتصوير فيلمه المقبل في باريس، هذه المرة وليس في طهران.

ونسليت صعدت إلى المسرح، ثانية، لتتسلم بالنيابة عن المخرج رومان بولانسكي، وفي غياب الكاتبة الإيرانية الأصل ياسمينة رضا، جائزة أفضل إعداد سينمائي عن فيلمه «مذبحة». وانتهزت الممثلة العالمية الفرصة لتقول إنها يكفيها أن تكون قد عملت في حياتها مع مخرج من نوعه. أما «سيزار» أفضل سيناريو أصلي فذهب إلى بيير شولر عن فيلم «اداء الدولة». ونال أوليفييه ترينيه جائزة أفضل فيلم قصير عن «المدوزن» الذي يروي، في 13 دقيقة، حكاية موسيقي يمتهن ضبط الآلات الموسيقية ويتظاهر بالعمى ثم يجد نفسه شاهدا على جريمة قتل. وسبق للفيلم أن حصل، حتى الآن، على 55 جائزة في مهرجانات مختلفة.