استمرار حالة الاستنفار لمواجهة التقلبات المناخية في السعودية

تعليق الدراسة في جنوب السعودية وإلغاء رحلات متوجهة من الرياض وجدة إلى مطار وادي الدواسر

الرياح السطحية تسببت في إثارة الغبار والأتربة التي حدت من مدى الرؤية وصاحبها انخفاض ملموس في درجات الحرارة («الشرق الأوسط»)
TT

في ظل استمرار التقلبات المناخية التي يشهدها عدد من مناطق السعودية هذه الأيام، تم تعليق عدد من رحلات الطيران المدني، وإيقاف حركة الملاحة الجوية في مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض أول من أمس.

إلى ذلك شهدت محافظة وادي الدواسر (جنوب السعودية) تعليق الدراسة بكافة مراحل التعليم العام للبنين والبنات ليوم أمس (الأحد)، وذلك عطفا على استمرار موجة الغبار والأمطار التي ضربت المنطقة.

وأوضح محمد بن سعد الدخيني، المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم السعودية، أن مدير التعليم بمحافظة وادي الدواسر أمر كافة مدارس المنطقة بتعليق الدراسة، مشيرا إلى أن المحافظة شهدت عواصف رملية واستمرارا لهطول الأمطار الغزيرة لساعات متأخرة من مساء يوم السبت 25 فبراير (شباط) الحالي.

وأكد الدخيني أن تعليق الدراسة جاء بناء على تعليمات صدرت من قبل مصلحة الأرصاد وحماية البيئة، بالإضافة لتحذيرات من قبل المديرية العامة للدفاع المدني، موضحا أن التعليق صدر بناء على الصلاحيات التي تم منحها لمديري التربية والتعليم بالمناطق دون الرجوع لوزارة التربية والتعليم.

وكانت حالة الطقس ليوم أمس (الأحد)، بحسب الموقع الرسمي لمصلحة الأرصاد وحماية البيئة على شبكة الإنترنت، أشارت إلى استمرار نشاط الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار، التي تحد من مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من كيلومترين، وصاحبها انخفاض ملموس في درجات الحرارة، وذلك على أجزاء من المنطقة الشرقية ومنطقة الرياض خاصة الأجزاء الجنوبية منها.

في وقت شهدت فيه المناطق الجنوبية الغربية من المملكة، وخاصة منطقة نجران وعسير، والأجزاء الداخلية من مناطق غرب المملكة انخفاضا ملموسا في درجات الحرارة، واستمرارا في نشاط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار، فيما كانت السماء صحوة إلى غائمة جزئيا على الأجزاء الشمالية من البلاد، مع تكون للصقيع في فترة الصباح.

وفي ذات السياق أكد عبد الله الأجهر، المتحدث الرسمي لـ«الخطوط الجوية العربية السعودية» تعليق رحلتين من الرحلات الجوية، التي كانت متوجهة من الرياض وجدة إلى مطار وادي الدواسر مساء السبت الماضي، مشيرا إلى أن الرحلتين تم جدولتهما من جديد ووصلتا صباح أمس (الأحد).

وأشار المتحدث الرسمي لـ«الخطوط الجوية العربية السعودية» إلى أن التعليق الذي شهده مطار الملك خالد الدولي يوم السبت الماضي كان في الفترة من الساعة الـ4 إلى الـ6 مساء، لافتا إلى أن التعليق كان بسبب ما شهدته العاصمة السعودية الرياض من كتلة هوائية تسببت في انعدام الرؤية الأفقية بشكل شبه تام.

وبين الأجهر أن مطار القيصومة (شمال السعودية) شهد انعداما في مدى الرؤية الأفقية بسبب العوالق الترابية الناتجة عن عدم استقرار الحالة الجوية، لافتا إلى أن الرحلة المتجهة صباح أمس (الأحد) من الرياض إلى مطار القيصومة تم إرجاعها إلى مطار الملك خالد الدولي نظرا لسوء الأحوال الجوية في مطار القيصومة.

من جهته، أكد الدكتور سعد المخلفي، وكيل شؤون الأرصاد في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن موجة الغبار التي شهدتها بعض مناطق المملكة خلال اليومين الماضيين أوشكت على الانتهاء، خاصة من منطقة وسط المملكة وشرقها. وأضاف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تأثير الغبار سيظل مستمرا على المناطق الجنوبية فقط، وقد انتهى من المنطقة الوسطى والشرقية، حيث شهدت المنطقتان تحسنا ملموسا منذ صباح أمس (الأحد).

وأشار المخلفي إلى أن سبب الغبار يرجع إلى رياح شمالية نشطة وجبهة هوائية باردة جافة أدت إلى إثارة الغبار بدءا من شمال وشمال شرقي المملكة، وانتهت بمنطقة نجران وشرورة.

ولفت إلى أن الأوضاع مستقرة نسبيا الآن إلا أنه بمعدل ما يقارب أسبوعا أو أسبوعين ستتأثر بعض مناطق المملكة بموجة غبار أخرى، وقال: «من الآن وصاعدا ستشهد بعض مناطق المملكة عددا من موجات الغبار».

وحول تكرار ظاهرة الغبار على مناطق المملكة خلال السنوات الأخيرة، بيّن المخلفي أن السبب يرجع إلى تعرض شبه الجزيرة العربية وشمال الخليج العربي والعراق وشرق إيران إلى موجة جفاف أدت إلى تكرار ظاهرة الغبار.

وأشار إلى أن هذه الموجة تنتقل تدريجيا إلى دبي ودول الخليج ومناطق شبه الجزيرة العربية، لافتا إلى انتهائها من دبي اليوم (الاثنين)، موضحا أنها عبارة عن حزام وعاصفة ترابية، تحركت من الشمال للجنوب، وبين أن أكثر المناطق تعرضا للغبار كانت منطقة الرياض والمنطقة الشرقية، تليها نجران.

ولفت وكيل شؤون الأرصاد في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة إلى ضرورة التأقلم مع موجات الغبار، لا سيما أن مناطق المملكة ستشهد خلال الشهور القادمة عددا من موجات الغبار، بسبب الجفاف التي يجتاح المنطقة، وخاصة شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج، وقال «لا بد أن نتعود وأن نتأقلم مع الغبار خلال هذا العام».