هل تناول الأطعمة ضروري خلال الاشتراك بسباقات الجري؟

لا توجد قاعدة ثابتة حول نوع الطعام أو الشراب الذي يجب أن يتناوله الرياضيون قبل وأثناء وبعد التدريب

TT

منذ بضعة أسابيع أتى إليّ صديق لنقوم بممارسة الجري مرتديا حقيبة تشبه سنام الجمل، التي تحتوي على أنبوب يسمح لك باحتساء السوائل، وحزاما يحتوي على طعام ليكون لك زادا في الطريق. كان صديقي هذا يتوقف للأكل والشرب كل 20 دقيقة تقريبا أثناء الجري، ثم يقوم بعدها بالعدو بسرعة كبيرة للحاق بنا.

اعتقدت أن هذا الأمر غير عادي؛ هل يساعدك الأكل باستمرار خلال الجري لمسافة 16 ميلا؟

يعتقد الكثير من الرياضيين بالتأكيد أنهم بحاجة إلى الغذاء المستمر. ذات مرة اشتركت صديقتي ورفيقتي في الجري، جين دافيس، وقامت بالجري أكثر مما قمت به طوال حياتي، في تمرين للجري بطول 30 ميلا، وكان معها شخص يحمل تلك الحقيبة وبعض الوجبات الخفيفة. كان هذا الرجل يتوقف كل 20 دقيقة طوال الطريق، وفي منتصف الطريق قام بإخراج شطيرة دجاج رومي.

قالت جين: «لست متأكدة ما إذا كان قد اشترك في سباقات جري طويلة على الإطلاق. قد يكون قد تعرض للإصابة بعد حمل هذه الحقيبة طوال الجري لتلك المسافة الطويلة».

لن يتوقف الناس عن أكل الأطعمة الغريبة أثناء السباقات، فخلال سباق جون كيندي في ولاية ميريلاند، الذي يمتد لمسافة 50 ميلا، يتم توفير البطاطا المسلوقة وحساء الدجاج في محطات المساعدة.

وخلال سباق روكي راكوون في تكساس، يستطيع العداؤون أن يختاروا بين الأرز والفاصوليا والمعكرونة مع بعض الوجبات الخفيفة، مثل المخبوزات والكعك والحلوى.

وخلال سباق للدراجات يمتد لنحو 100 ميل، شاركنا فيه أنا وزوجي عدة مرات، يتم تقديم فطيرة القرع قبل 25 ميلا من خط النهاية (قام زوجي بتجربتها في أحد الأعوام، وشعر بالإعياء في باقي مسافة السباق).

وبالنسبة للرياضيين المصممين على الأكل أثناء الجري، فهناك أرفف مليئة بقطع هلام الطاقة المعبأ، وحتى هلام الفاصوليا على أمل رفع مستوى الأداء.

قالت نانسي رودريغيز، اختصاصية التغذية الرياضية في جامعة كونيتيكت، إن أغلب الرياضيين لا يركضون لمسافة 30 أو 50 أو 100 ميل ولا يبذلون جهدا يعادل الجهد المبذول في رياضات أخرى، مثل ركوب الدراجات أو السباحة أو التزلج. ولهذا، فإن غالبيتنا ليسوا في حاجة حقيقية للاستمرار في الأكل خلال السباق للحفاظ على الطاقة والقدرة على التحمل والاستمرار.

قامت الدكتورة رودريغيز بمراجعة الدراسات المنشورة حول التغذية والأداء ضمن مجموعة من الخبراء الذين كتبوا رسالة حول هذا الموضوع للكلية الأميركية للطب الرياضي. وقالت رودريغيز: «إن العداءين الذين يتنافسون في سباقات بطول 5 أو 10 كيلومترات لا يحتاجون إلى ذلك النوع من الحقائب أو تناول هيرشي بار أو جرعات بورايد أو كليف». قالت ميليندا مانوري (اختصاصية تغذية رياضية في جامعة ولاية أوريجون، التي قامت بتأليف الرسالة) قد لا يحتاج الرياضيون الذين يتميزون بالسرعة والقدرة على المنافسة إلى الأكل المستمر خلال التدريب.

وتضيف دكتور مانوري: «يستقبل الناس رسالة مفادها أنه يجب عليهم أكل شيء ما. إنهم يسرفون في شرب مشروبات الطاقة أو أكل قطع من المأكولات الرياضية، ولكن هذا لا يفيدهم في الحقيقة، فبالنسبة للكثيرين الذين يحاولون فقدان الوزن، فإن هذه العادة تضيف المزيد من السعرات الحرارية إلى أجسامهم».

وأشارت إلى أن ما يحتاجونه يعتمد على ما قاموا بتناوله قبل البدء في التدريب، ومدى صعوبة التدريب، وعدة عوامل أخرى. وأضافت مانوري: «إذا استطعت أن تجري عدة أميال في 5 أو 6 دقائق، وكنت تنوي الركض لمدة ساعة، فإنك لست بحاجة إلى أكل المأكولات التي تمنح الطاقة خلال هذا التدريب».

وأشارت إلى احتياج الرياضيين العاديين للأكل والشرب بعد التدريب، ولكن وجبة صحية تحتوي على الكثير من السوائل ستكون كافية في هذه الحالة. وفي الحقيقة، فإن الخطأ الأكثر شيوعا بين معظم الرياضيين هو تناول كمية أكبر من اللازم من الطعام. تتبع دكتور مانوري نصيحتها، حيث إنها تقوم بالتنزه لمدة ساعة في التلال كل صباح لمسافة 4 - 5 أميال، وكل ما تتناوله قبل الخروج في هذه النزهة هو كوب من الشاي بالحليب.

وطبقا للرسالة، يحتاج أي شخص يقوم بالتمرين لمدة ساعتين أو أكثر إلى الكربوهيدرات (وقود العضلات)، وهذا يعني تناول الطعام قبل (وربما أثناء) التدريب.

ويقول دان بينرادوت، باحث في التغذية الرياضية في جامعة ولاية جورجيا، إن هؤلاء الذين يهملون هذه الخطوة قد ينتهي بهم الحال إلى أداء أضعف. ويعتبر التدريب الطويل - مثل الركض الذي يستمر لأكثر من ساعتين - استنزافا هائلا لنسبة السكر في الدم.

إذا نفد الجلوكوز من الجسم - الذي يستخدمه الجسم كوقود - فسوف يبدأ الجسم في حرق العضلات، وهو الأمر الذي يأتي بنتائج عكسية. ويؤكد بحث دكتور بينرادوت أن الرياضيين يقومون بأداء أفضل عندما لا يسمحون لأنفسهم أبدا أن تصل الفجوة إلى أكثر من 400 سعر حراري خلال اليوم، فإذا كنت ستستهلك 1500 سعر حراري خلال الركض لساعتين، فيجب عليك أن توازن الأمر عن طريق تناول وجبات طعام تحتوي على 1100 سعر حراري على الأقل في ذات اليوم.

وهذا يعني أن تناول القدر الأكبر من احتياجاتك من السعرات الحرارية اليومية في مرة واحدة - في خلال الليل على سبيل المثال - يعتبر شيئا سلبيا. ويضيف بينرادوت أنه يجب على الرياضيين عمل تغييرات غذائية بصورة تدريجية حتى تتكيف أجسامهم على بذل المجهود بصورة متكررة، حيث إن هؤلاء الذين يقومون بتغيرات مفاجئة عادة ما يدفعون ثمن هذه الخطوة.

ويحكي بينرادوت قصة عداءة المسافات الطويلة، التي كانت تبلي بلاء حسنا وتشعر شعورا طيبا في صباح يوم الماراثون الكبير. وقبيل بدء السباق، رأت هذه العداءة منافستها الرئيسية تضع عبوات من مادة سكرية هلامية في صدرية الجري الخاصة بها لكي تتناولهم أثناء السباق.

قامت هذه العداءة بعمل الشيء ذاته على الرغم من أنها لم تتناول مطلقا الطعام أثناء السباقات أو الجري لمسافات طويلة. أدى هذا إلى نتائج كارثية، حيث أصيبت بالإسهال أثناء الماراثون.

قال دكتور بينرادوت إن هذه المادة الهلامية لم تكن أبدا ميزة تنافسية: «يجب عليك أن تترك جسدك يتكيف على مثل هذه الأشياء، وأن تكتشف بنفسك الشيء الذي ينفعك».

* خدمة «نيويورك تايمز»