«البيت بوكس».. فن يرسخ خطواته عربيا ويجتذب الشباب لسماعه

الموسيقيون يختلفون على مدى نجاحه

تعرض «بوكستل» الهيكل على المستشفيات والعيادات الألمانية بهدف تشجيع المقعدين على الحياة شبه الطبيعية
TT

«البيت بوكس» أو «الأكابيلا» هو عمل صوت الطبول والإيقاع والأصوات الموسيقية باستخدام الفم، وهو نوع من الفن استطاع أن يحتل مكانة بين الجماهير العربية في الفترة الأخيرة.

يعتمد فن «البيت بوكس» على محاكاة الأصوات الموسيقية باستخدام الأصوات البشرية، وفي بعض الأحيان يستخدم الفنانون أيديهم أو أي أجزاء من أجسادهم لتوسيع نطاق المؤثرات الصوتية والإيقاع.

وظهرت أغاني «البيت بوكس» في القرن الـ16 كشكل من أشكال الموسيقى الدينية تكتب للأصوات البشرية دون استخدام آلات. وعلى الرغم من أن تجربة «البيت بوكس» في الغناء تبدو للوهلة الأولى مستحدثة في العالم العربي فإنه سبق أن قدمها المطرب الراحل محمد فوزي عام 1956 في أغنية «كلمني طمني» التي اعتمد فيها على «البيت بوكس» بشكل كامل من دون الاستعانة بفرقة موسيقية.

ومؤخرا، لمع مغني «البيت بوكس» الشاب علاء وردي، إيراني الأصل سعودي المولد والمنشأ، في هذا الفن، بعد قيامه بأداء بعض أغاني المطربين العرب أمثال عمرو دياب ونانسي عجرم، كما أنشأ فرقة موسيقية تتكون منه وحده، وقام بتسجيل مقاطعه المصورة على موقع «يوتيوب» التي حققت نسب مشاهدة مرتفعة في غضون أشهر قليلة؛ حيث يعتمد علاء في تصوير الفيديو على تقسيمه إلى عدة شاشات يبدو في كل منها وهو يدندن النغمات ويقيم الانسجام بين الأصوات ويقرع الطبول من خلال ضرب يديه بصدره.

وفي مصر عُرف فن «البيت بوكس» بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، وتكونت فرق متخصصة في أدائه كفرقة «إيجي بيت بوكس»، التي قدمت الكثير من الحفلات في مصر وحققت نجاحا وقبولا جماهيريا.

يقول أحد أعضائها أحمد سيد، الشهير بـ«ميشو»: إن بداية انتشار هذا الفن في مصر جاءت بعد انتظام مهرجان «البيت بوكس» في ساقية الصاوي الثقافية؛ حيث يجتمع فيه كل فناني ومحبي هذا الفن. وعن بداية ممارسته لـ«البيت بوكس» يقول: «بدأت في تعلم هذا الفن عن طريق أصدقائي الممارسين له، كما تعلمته عن طريق الفيديوهات على الإنترنت».

ويشير إلى أن الجمهور يُقبل بشكل كبير جدا على حفلات «البيت بوكس»، مؤكدا أن الجمهور كثيرا ما يشيد بأدائهم ويتوقع لهم مستقبلا باهرا، مبينا أنهم لم يواجهوا أي انتقادات حتى الآن، ويتوقع أن يتجه المطربون في الفترة المقبلة إلى الاستعانة بفن «البيت بوكس» في أغنياتهم من خلال دمجه مع الموسيقى، مما يحقق نوعا من التميز.

أما الفنان محمد إبراهيم فيقول إنه قدم الكثير من عروض «البيت بوكس» في الجامعة، موضحا أنه يطمح إلى تمثيل مصر في بطولة «البيت بوكس» بألمانيا. ويشير إلى أنه يفضل العمل بمفرده وليس ضمن فريق، مؤكدا أنه تعلم هذا الفن عن طريق الإنترنت واكتشف أن لديه الموهبة فيه.

وتعليقا على انتشار هذا الفن ومدى نجاحه، يقول الناقد الموسيقي، الدكتور محمود الحلواني: إن «البيت بوكس» من أصعب الفنون في الغناء، ويتطلب مهارة وموهبة عاليتين جدا، مؤكدا أنه إذا كان هذا الفن مستوردا من الغرب فإن انتشاره في البلدان العربية لا يعتبر تقليدا أعمى لهم؛ فالكلمات والإحساس لن تكون غربية، بالإضافة إلى أن الموسيقى والآلات الموسيقية الغربية كلها أصلها عربي.

وتوقع الحلواني أن تشهد الفترة المقبلة تطورا في استخدام فن «البيت بوكس»، مشيرا إلى أنه من الممكن جدا أن يستعين به المطربون مستقبلا في أغنياتهم.

أما الموسيقار حلمي بكر فيرى أن «البيت بوكس» لن يضيف جديدا من الناحية الفنية؛ لأنه لا يؤثر في عمق الفن، لكنه بمثابة شكل وفكرة «تيك أواي»، ومن الممكن اعتباره وسيلة للانتشار والوجود، لكنه ليس مشروعا فنيا حقيقيا.

ويضيف بكر أنه من الصعب جدا أن ينجح الكثيرون في هذا الفن، مشيرا إلى أن سلبياته ستكون أكثر بكثير من إيجابياته، موضحا أنه إذا تمكن المطربون مستقبلا من الاستعانة بـ«البيت بوكس» مع الموسيقى في أغنياتهم فسيكون ذلك إضافة جيدة، بشرط أن يوجد من يتقن هذا الفن.