شهد وزير الآثار المصري، أمس، احتفال البعثة الأثرية الأوروبية العاملة في مدينة الأقصر، أقصى جنوب مصر، بانتهاء أعمال ترميم وتركيب تمثال ضخم للملك أمنحتب الثالث داخل معبد أمنحتب الثالث غرب المدينة التي تبعد عن القاهرة العاصمة أكثر من 800 كم وتضم ثُلث أثار العالم القديم، وتم تركيب التمثال الذي تهدَّم عام 27 قبل الميلاد بعد زلزال تعرضت له مصر في ذلك التاريخ، وظل تمثال الملك المصري الشهير مفتتا ومدفونا تحت الأرض منذ تاريخ الزلازل وحتى العام 1998 حين بدأت عمليات الترميم للتمثال وإعادة تركيبه وجمع القطع المختلفة من التمثال، البالغ وزنه 100 طن.
ويعتبر تمثال أمنحتب الثالث، الذي أعيد تركيبه بمكانه أمس على قاعدة خرسانية كبيرة، أضخم وأكبر تمثال للملك أمنحتب الثالث تم اكتشافه حتى الآن؛ حيث يبلغ ارتفاعه 13 مترا و65 سنتيمترا ويتكون من 7 قطع كبيرة، وهو منحوت من الكوارتزيت الملون، وتوجَّه وزير الآثار المصري، الدكتور محمد إبراهيم، أثناء الاحتفال، برسالة إلى العالم يدعوهم فيها إلى زيارة مصر والتعرف على معالمها الأثرية والتاريخية والتعرف على عظمة الثورة المصرية ومساعدة السياحة المصرية في استعادة رواجها كما كان من قبل، ودعا د. إبراهيم السائحين بدول العالم إلى زيارة مصر، مؤكدا أن مصر تتمتع بأجواء آمنة ومستقرة، مضيفا أن العمل الأثري بجميع المحافظات متواصل من خلال مشاريع مهمة وافتتاحات جديدة، وفي مقدمتها افتتاح مشروع طريق الكباش أمام السياحة المحلية والعالمية بنهاية مارس (آذار) الحالي.
شهد الاحتفال الدكتور عزت سعد، محافظ الأقصر، وسفيرا ألمانيا وأرمينيا في القاهرة، بالإضافة إلى العشرات من علماء المصريات الأجانب، وقالت الدكتورة هوريج سورزين، رئيسة البعثة الأوروبية العاملة بمشروع كشف وإحياء معبد الملك أمنحتب الثالث: إن المشروع عمل به 34 عالم مصريات ينتمون لـ14 جنسية أوروبية بجانب قرابة 300 مصري من الأثريين والمرممين والعمال، وإن البعثة تعمل بالمشروع منذ 14 عاما نجحت خلالها في الكشف عن عشرات القطع الأثرية والتماثيل التي كان من بينها تمثالان ضخمان للملك أمنحتب الثالث صاحب المعبد.
كما افتتح وزير الآثار ومرافقوه مؤتمرا أقيم على هامش الاحتفالية، يستمر 3 أيام بمدينة الأقصر تحت عنوان «التقنيات العلمية الحديثة في حفظ وصيانة تمثالي ممنون بالبر الغربي بالأقصر» لإنقاذ تمثالي ممنون المجاورين لتمثال أمنحتب الثالث.