المصاعب تواجه المخرجة كاثرين بيغلو خلال تصوير فيلم عن بن لادن

أثارت المشاعر بوضع أعلام باكستان ولافتات بالأوردية في مدينة هندية

المخرجة كاثرين بيغلو أثناء تصوير مشاهد فيلم «زيرو دارك 30» (أ.ب)
TT

إنها مدينة هندية حولتها كاثرين بيغلو المخرجة الحائزة على جائزة الأوسكار إلى قطعة من باكستان، لتصور فيها أحدث أفلامها عن عملية القضاء على زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن. واختارت بيغلو، التي أصبحت عام 2010 أول مخرجة تفوز بجائزة الأوسكار عن فيلمها «هيرت لوكر» (خزانة الألم) الذي يتناول العراق الذي دمرته الحرب، مواقع في ولاية البنجاب الهندية من أجل تصوير فيلمها.

وتم العمل على بعض أسواق مدينة شانديغار حتى تبدو مثل المتاجر التي توجد في راولبندي أو إسلام آباد في باكستان. وسوف يتناول الفيلم العملية التي قامت بها القوات الخاصة الأميركية لقتل بن لادن في أبوت آباد بباكستان عام 2011.

وفي الوقت الذي يعتزم فيه فريق الإنتاج بناء ديكور للمجمع السكني متعدد الطوابق، الذي كان يقيم فيه بن لادن في أبوت آباد، في راجستان، سوف يتم الاعتماد على شانديغار في تصوير أحداث الفيلم الذي يقال: إنه سيكون باسم «زيرو دارك 30».

وفي القطاع رقم 15 في شانديغار، تم تعليق لوحات إعلانية باللغة الأوردية وانتشرت السيدات اللاتي يرتدين البراقع والرجال الذين يرتدون الشلوار والأخفاف التقليدية وأغطية الرأس وعربات الريكشو مع عدد من لوحات السيارات المعدنية التي تحمل أرقام لاهور من أجل الإيحاء بأن هذا المكان هو باكستان. كذلك قامت كاثرين بالتصوير بكلية الهندسة في ولاية البنجاب.

وهناك حافلة بألوان مبهجة وأشكال باكستانية. ويوجد أمام المتاجر باعة جائلون يرتدون ملابس سكان ولاية البنجاب.

ويصور فريق العمل قصة مطاردة القوات الخاصة الأميركية لابن لادن، لكن نظرا لتوتر العلاقات الأميركية - الباكستانية، لم تتمكن كاثرين من تصوير الفيلم في باكستان التي قامت بهدم المجمع السكني الذي كان يقيم فيه أسامة بن لادن بها خلال الأسبوع الأخير من شهر فبراير (شباط) الماضي.

وتم إدخال بعض التعديلات على المتاجر التي تم استئجارها من أجل تصوير الفيلم، ومن بينها مقهى للإنترنت باسم «كولتي كول سنتر». وتم تغيير «ريغال سنتر» ليكون «شاهي يوناني داواخانا» وأصبح متجر «راماغاريا هاردوير»، «شاهزاد هاردوير أند بينت ستور».

وسوف يتم تصوير المشاهد في مواقع متعددة في مدينة شانديغار وسيستغرق التصوير نحو شهر، ويشعر السكان المحليون بالسعادة لوجود فريق عمل من هوليوود في مدينتهم. وسنحت لبعض الممثلين الهنود فرصة الاشتراك في الفيلم، حيث جمعت شركة إنتاج محلية نحو 140 فنانا شابا ليشارك كجزء من المجاميع.

وقال غيرداريلال، الذي أتيحت له فرصة المشاركة في المشهد: «لقد استغرق الماكيير أكثر من ساعة حتى يجعلني أشبه بالباكستانيين». وقال أحد أفراد فريق العمل الذي رفض ذكر اسمه: «إن مهمة تقديم باكستان في الهند مهمة صعبة وتتضمن الكثير من التحديات، لكننا نبذل قصارى جهدنا».

وتم إقناع شركات الإنتاج من مومباي ودلهي بالمشاركة في هذا الأمر. ورفض فريق عمل الفيلم ومنهم كاثرين الإدلاء بأي حديث للإعلان. واتخذت عملية التصوير الحالية للفيلم منحى جديدا عندما انتشرت شائعة عن مشاركة النجم الأميركي براد بيت في الفيلم وسيصور مشاهد في مدينة شانديغار، لكن أكد أحد أفراد الفريق عدم صحة تلك الشائعة. وسوف يتوجه فريق العمل بالكامل بما فيه الممثلون إلى مناطق أخرى من ولاية البنجاب وولاية راجستان الصحراوية من أجل تصوير مشاهد أخرى.

وأشار مصدر مطلع من داخل شركة الإنتاج إلى اختيار بيغلو مواقع التصوير الخارجي في مناطق من شمال الهند تشبه مدينة أبوت آباد الباكستانية.

وأضاف المصدر المطلع: «التصوير في باكستان شبه مستحيل لدواع أمنية، لذا فعلى أي صانع أفلام يريد التصوير في مواقع تشبه تلك التي توجد في باكستان التوجه إلى الهند من أجل هذا الغرض». في الماضي، لم تتمكن الممثلة أنجلينا جولي وزوجها المنتج براد بيت من تصوير فيلم «قلب قوي» (مايتي هارت) عام 2007 في باكستان بسبب المخاوف من الوضع الأمني. وتم تصوير أكثر مشاهد الفيلم الذي أخرجه مايكل وينتربوتوم في بيون بالهند باستثناء بضعة مشاهد للخلفية تم تصويرها في باكستان.

على الجانب الآخر، واجه الفيلم معارضة شديدة في شانديغار، حيث عرقل النشطاء اليمينيون تصوير الفيلم احتجاجا على استخدام أماكن هندية لتظهر كأنها أماكن في باكستان، مما اضطر فريق العمل في الفيلم إلى الاختباء بآلات التصوير والمعدات. وهتف المحتجون في موقع التصوير بشعارات معادية لباكستان وأسامة بن لادن. كذلك كانوا يعترضون على استخدام أعلام باكستان ولافتات تحمل كتابة باللغة الأوردية وتقديم ملامح أخرى لمدينة باكستانية. وهدأت الاحتجاجات بعد تأكيد فريق عمل الفيلم أنهم لن يستخدموا أعلام باكستان في المشاهد.

وأبطال الفيلم هم جيسيكا وكايل تشاندلر وجويل إدغيرتون وجيسون كلارك وكريس برات ومارك سترونغ وإدغار راميريز.