آدم صباغ.. ممثل لبناني يخطو أولى خطواته نحو العالمية

رفض أدوار الإرهاب لأن فيها إساءة لصورته كممثل للرجل العربي في السينما العالمية

آدم صباغ مع باريس هيلتون (« الشرق الأوسط»)
TT

لم يستغل اللبناني آدم صباغ لقبه «ملك جمال العرب» ليقتحم أبواب الشهرة، بل فضل متابعة دراسته الجامعية في العلوم السياسية في لبنان، ولكن عندما قرر إكمال تحصيله العلمي في الولايات في هذا الاختصاص استهواه التمثيل، واستطاع أن يثبت نفسه في المجال، ويضم رصيده حتى الآن 4 أعمال، ويعرض له حاليا مسلسل «The Bay». ظهر في أهم البرامج الأميركية العالمية، كما تم اختياره كوجه من بين آلاف الممثلين لبطولة لوس أنجليس للملاكمة إلى جانب البطل العالمي إيفاندر هوليفيلد.

كيف يقيم صباغ تجربته كفنان عربي تمكن خلال سنتين من المشاركة في كل هذه الأعمال؟ أجاب آدم: «بتوفيق من الله. تقنيات التمثيل في أميركا تختلف بشكل جذري عن تقنيات التمثيل المعتمدة في لبنان، كما أنه توجد دائما تقنيات حديثة وأنماط جديدة مطلوبة على الشاشات، ولذلك يجب على الممثل أن يكون متمكنا من هاتين الناحيتين. الخطوة الأصعب التي ترافق الممثل في مرحلة البدايات هي اختيار الوكالة المناسبة التي تؤمن له الأدوار الملائمة. وبدايتي كممثل كانت مع فيلم (Mansion of Blood) إلى جانب الممثل العالمي غاري بيوسي الحائز على جائزة الأوسكار، ومن بعد لعبت دور شرطي في مسلسل (The Bay) مع ماري إيفانس، كما انتهيت من تصوير حلقة (بيلوت) من مسلسل (Venice Heat) وقريبا سيباشر بتصوير فيلم جديد بعنوان (Rampage)».

وعن طبيعة الأدوار التي يلعبها، يقول صباغ: «لم أصل حتى الآن إلى البطولة المطلقة، ولكن كل أدواري أساسية ومهمة. فمثلا في مسلسل (The Bay) ألعب دور طبيب من جذور عربية يعيش في منطقة The Bay، وفي الأساس فإن هذا العمل يعتمد على البطولات المشتركة، وأنا أحد أبطاله، أما (Mansion of Blood) فهو فيلم رعب، وأجسد فيه شخصية صديق ابنة صاحب القصر الذي تدور فيه الأحداث».

ويضيف صباغ: «يجب على الممثل العربي الذي يريد الوصول عالميا أن يخطط جيدا لعمله، وأن يحسن اختيار أدواره وأن لا يرضى بأي فرصة، إلا إذا كان كل همه المشاركة في فيلم أجنبي وليس أكثر. بالنسبة إلي، التمثيل هو مشروع حياتي، خصوصا أنني أعيش في أميركا ولا أزال في مقتبل العمر. في الخارج، هم لا يرون الممثل العربي سوى في أدوار الإرهاب، وهو بمجرد أن يقبل بها، فهذا يعني أنه قضى على مستقبله المهني، لأن صورة الممثل الإرهابي ليست محببة ولا مقبولة، وهذا النوع من الأدوار لا يضمن له الاستمرارية. إلى ذلك، فإن شكلي وإتقاني اللغة الفرنسية، والإنجليزية، والروسية، والعربية، ساعدني كثيرا، لأنني كنت أُطلب للقيام باختبار أدوار لشخصيات إيطالية وإسبانية وعربية، أما بالنسبة لأدوار الإرهاب، فإنني كنت أرفض حتى القيام بالاختبارات الخاصة، لأنني أرى في ذلك إساءة لصورتي كممثل عربي، يمثل الرجل العربي في السينما الأميركية والهوليوودية، ومن هنا قدمت شخصية شاب إيطالي في أول أدواري السينمائية».

ومن هذه الناحية لا يعتبر صباغ نفسه الأذكى بين الممثلين العرب الذين شاركوا في أعمال عالمية، يقول: «الأمر ليس كذلك، كل ما في الأمر، هو أنني عرفت كيف أختار أدواري، والطريق لا يزال طويلا جدا أمامي».

ونفى صباغ أن يكون قد التقى بالفنانين خالد النبوي وقصي خولي اللذين خاضا تجربة العمل في هوليوود، قائلا: «لم ألتق بهما ولكنهما يستحقان العالمية، لأنهما موهوبان جدا».

صباغ الذي قرر أن تكون انطلاقته عالمية، قارن بين تجربته وتجربة الممثلين العرب الذين قرروا الانطلاق من المحلية نحو العالمية، قائلا: «يشرفني أن أشارك في أعمال لبنانية وعربية لأنني لبناني وعربي، ولكن التمثيل لم يكن هدفي عندما سافرت إلى الولايات المتحدة، بل كان هدفي هو متابعة دراستي في العلوم السياسية والحصول على شهادة «دراسات عليا» في هذا الاختصاص، ولكني وجدت أن الظرف والمكان مناسبين لدراسة التمثيل، وهذا ما حصل بالفعل، خصوصا أنني أتمتع بموهبة التمثيل، ولكنني لم أفكر أبدا في خوض المجال أثناء وجودي في لبنان، لأن الوضع التمثيلي لم يكن مشجعا أبدا، على الرغم من أنه توجد نخبة كبيرة من الممثلين الجيدين والبارعين، الذين أحبهم وأقدرهم وأتعلم منهم».

هل يوافق صباغ رأي الفنان العالمي عمر الشريف الذي يعتبر أن عدم إتقان اللغة الإنجليزية هو أهم عائق حال دون وصول النجوم العرب إلى السينما العالمية؟ يقول: «هناك عدد كبير من الممثلين العرب يستحقون العالمية، ولا ينقصهم سوى الفرصة. بالنسبة للغة، فبالإمكان تعلمها، أما الموهبة فلا يمكن تعلمها على الإطلاق. الوسط الفني في العالم العربي يضم ممثلين من الدرجة الأولى وأيضا ممثلين لا يستحقون حتى اللقب الذين يحملونه، بينما في أميركا، فإن الأغلبية من المثلين المحترفين وهم وحدهم الذين يحصلون على أعمال، أما غير الموهوبين فلا مكان لهم، على عكس ما يحصل في عالمنا العالم العربي، حيث يحتل الشاشات الممثلين غير الأكفاء، أما أصحاب المواهب فيلزمون بيوتهم».

وفي رد على سؤال عن النجم العالمي الذي يطمح لأن يكون مثله، قال صباغ: «لا أحب أن أكون سوى أنا نفسي، وفي الأساس لا يمكنني التشبه بشخص لا يشبهني، لذلك لا يوجد ممثل معين أحبه بالمطلق، بل إن الأمر يرتبط بالدور الذي يقدمه بالقصة، وبالممثلين الذين يشاركونه البطولة، أي أنني أركز على العمل ككل. حاليا يوجد جيل جديد من الممثلين الواعدين ويعول عليهم الكثير، وأنا من بينهم، لأنني عضو في نقابة الممثلين، ولو لم أكن ممثلا جديرا لما كنت تمكنت من الوصول إلى هذا المكان. أنا شخص يتعلم كل يوم، من المخرجين والممثلين، وهذه مسألة مهمة جدا، لأنها مفتاح النجاح».

ويفضل صباغ الأدوار التي تشبه شخصيته مثل الأدوار الواقعية التي يمكن تصديقها، وعن هذا يقول: «لا أحب أدوار الخيال، مع أنه توجد أفلام رائعة أنتجت مؤخرا في هذا المجال، أما أفلام الرعب فليست المفضلة عندي، ولكنني قبلت المشاركة في فيلم (Mansion of Blood)، لأن الدور أعجبني من ناحية، ومن ناحية أخرى وجدت أن هذا العمل مناسب جدا لأقتحم من خلاله عالم السينما. أتمنى في المستقبل أن أشارك في أعمال أضخم وأهم، وأن أقف إلى جانب بعض النجمات أمثال جوليا روبرتس وناتالي بورتمان»، ويتابع: «من الضروري جدا أن أفكر بمثل هذه الطريقة، لكي أتمكن من تحقيق أحلامي والوصول إلى مراتب متقدمة جدا».

ويؤكد صباغ أنه تربطه علاقة صداقة بعدد كبير من النجمات، يقول: «لينزي لوهان صديقة مقربة جدا، وكذلك سلمى حايك، وباريس هيلتون». ويشير صباغ إلى جنوح بعض النجوم بسبب ضغط العمل، قائلا: «هذا طبيعي بسبب القلق الذي يعيشونه من أجل المحافظة على الاستمرارية، ولكن عندما يتحلى الفنان بالتوازن الفكري والإيمان، وإذا كانت تربيته سوية، فلا شيء يمكن أن يؤثر فيه».