اختبار السيارات ذاتية القيادة في طرق ولاية نيفادا الأميركية وشوارعها

تم تزويدها بلوحات ترخيص حمراء دلالة على أن السائق «روبوت»

نيفادا هي أول ولاية تسمح بتبني اختبار المركبات ذاتية القيادة («نيويورك تايمز»)
TT

في خطوة قد تمهد الطريق للمركبات ذاتية القيادة «الروبوتية»، للعمل في جميع أنحاء الولايات المتحدة، تم في بداية شهر مارس (آذار) الحالي، السماح باختبار هذه المركبات في طرق وشوارع ولاية نيفادا الأميركية، التي تعد أول ولاية توافق على القانون الذي ينظم اختبار هذه السيارات على الطرق العامة في الولاية.

فقد أدت حملة موسعة من قبل شركة «غوغل» التي تعمل على تطوير هذه السيارات، إلى مجموعة جديدة من اللوائح والأحكام التي تسمح من الناحية القانونية للسيارات ذاتية القيادة بالسير في طرق ولاية نيفادا، حيث يمكن لصناع ومبتكري هذه السيارات مثل شركة «غوغل»، أن تتقدم رسميا من الآن للحصول على نوع جديد من رخصة القيادة «الروبوتية»، والتي من شأنها منحهم الإذن بالاختبار العلني لسياراتهم على الطرق العامة.

والسيارات والمركبات ذاتية القيادة سوف تكون قادرة على السير في الشوارع والطرق السريعة لولاية نيفادا، كما هو الحال مع السائقين من البشر، ولكن سوف تزود هذه المركبات «الروبوتية» بلوحات ترخيص حمراء للتعرف عليها وكعلامة على أن السائق «روبوت»، وبمجرد أن يتم الانتهاء بالكامل من اختبار هذه السيارات، والذي قد يستغرق سنوات، سوف تقوم إدارة المركبات بولاية نيفادا بإصدار لوحات الترخيص الخضراء، كإشارة على أن السائق «الروبوتي» أصبح على ما يرام.

يقول بروس بريسلو، مدير إدارة المركبات بولاية نيفادا الأميركية، بأن «ولاية نيفادا هي أول ولاية تسمح بتبني اختبار المركبات ذاتية القيادة على الطرق العامة في الولاية، والذي بالتأكيد يعد مستقبل صناعة السيارات»، وأضاف أن «اللوائح والأحكام التي تم وضعها بخصوص هذا الشأن، سوف تلبي بشكل قانوني متطلبات الشركات التي تسعى لاختبار سياراتها على الطرق العامة في الولاية، وكذلك متطلبات السكان في المستقبل».

وقد وافقت اللجنة التشريعية بولاية نيفادا في شهر فبراير (شباط) الماضي على مشروع القانون الذي يسمح بتشغيل السيارات ذاتية القيادة على الطرق في الولاية، ويتعين على قسم إدارة المركبات بولاية نيفادا وضع اللوائح والأحكام والقواعد لكيفية تقديم الشركات طلب الحصول على إذن للسماح لمركباتها «الروبوتية» بالسير في طرق وشوارع الولاية، وقد اشترك في إعداد هذه اللوائح، وبالتعاون مع إدارة المركبات بولاية نيفادا، كل من شركة «غوغل» وشركات صناعة السيارات، وفنيين متخصصين في اختبار السيارات، وشركات تأمين، وجامعات، وهيئات قانونية، وقد خرج كل هؤلاء برؤية مشتركة بهدف الإعداد لمستقبل السيارات في الولايات المتحدة، والتقليل من الحوادث المرورية، ولإنقاذ الأرواح.

وسوف تحتاج كل مركبة من المركبات ذاتية القيادة من 1 إلى 3 ملايين دولار كتأمين ضد الأضرار، بالإضافة إلى تقديم تقرير مفصل عن كل ما يتم اختباره مع كل مركبة.

يذكر أن شركة «غوغل» كانت قد كشفت عن سيارتها الروبوتية ذاتية القيادة «تويوتا بريوس» (Toyota Prius) في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2010، بعد اختبارها وقطعها مسافة 200 ألف ميل في طرق كاليفورنيا الأميركية، ومن دون سائق.

يقول سيباستيان ثورن مهندس برامج «سوفت وير» في الشركة، بأن «السيارة ذاتية القيادة التي قامت بتطويرها (غوغل)، تستخدم كاميرات الفيديو، وأجهزة استشعار رادارية، والليزر مكتشف النطاق للتعرف على حركة المرور الأخرى، بالإضافة إلى خرائط مفصلة للتنقل في الطرق، وقد أصبح كل هذا ممكنا عن طريق مراكز بيانات (غوغل)، والتي يمكنها معالجة كميات هائلة من المعلومات التي يتم جمعها بواسطة هذه السيارات الآلية».

يقول بريسلو، مدير إدارة المركبات بولاية نيفادا، بأن «نيفادا فخورة بأن تكون أول ولاية أميركية تقوم بتبني تكنولوجيا القيادة الذاتية الناشئة حديثا، وتتطلع الإدارة إلى دعم الشراكات مع تطور هذه التكنولوجيا»، وأضاف أن «عملنا لا يتوقف، حيث تقوم الإدارة حاليا بتطوير إجراءات الترخيص للشركات التي ترغب في اختبار سياراتها ذاتية القيادة في الولاية، وسوف يمكن تمييز هذه السيارات من خلال لوحة ترخيص حمراء توضع عليها، وعندما تكون هذه التكنولوجيا جاهزة للاستخدام العام، سوف يتم وضع لوحات ترخيص خضراء على المركبات ذاتية القيادة».

وتطور التكنولوجيا ذاتية القيادة للاستخدام العام، سوف يتطلب وجود قواعد محددة بشأن استخدام المركبات الروبوتية، والتي يمكن أن تقطع شوطا طويلا نحو إضفاء الشرعية عليها.

يقول بريسلو بأن «مشروع القانون الجديد في ولاية نيفادا الخاص بالسماح للمركبات ذاتية القيادة بالسير على طرقها وشوارعها، يأتي مما لا شك فيه مع مضاعفات، ولكن عموما هو علامة واعدة بالنسبة لمستقبل المركبات (الروبوتية)، ففي السابق كنت متشائما جدا حول العقبات القانونية والاجتماعية لهذه المركبات التي يجب توضيحها قبل أن يتم قبولها من عامة الجماهير، والآن، يبدو أن هناك عددا قليلا من الولايات مثل هاواي وأوكلاهوما وفلوريدا، تحاول هي الأخرى أن تحذو حذو ولاية نيفادا، بأن تطلب النظر في التشريعات المناسبة للسماح للمركبات (الروبوتية) بالسير على طرقها لأغراض البحث أو لأغراض أخرى»، وأضاف أنه «يبدو من الممكن وربما من المرجح أن السيارات الروبوتية من شركات مثل (غوغل) سوف تكون قادرة على الإحلال محل البشر في قيادة السيارات في وقت أقرب بكثير من المتوقع، ويمكن لهذا التحول أن يساهم في إنقاذ الآلاف أو الملايين من الأرواح كل عام».

وفقا لما نشر على الموقع الإلكتروني لمجلة «الكومبيوتر الشخصي» (بي سي PC) في 2 مارس الحالي، وموقعها (www.pcmag.com)، بأن السيناتور أليكس باديلا عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية كاليفورنيا سوف يقدم مشروع قانون من شأنه السماح للسيارات الآلية ذاتية القيادة بالعمل على طرق ولاية كاليفورنيا، ويعكس مشروع القانون تشريعات مماثلة تم تقديمها في ولاية نيفادا العام الماضي. وبموجب هذا القانون، سوف يتم توجيه دوريات الطرق السريعة في ولاية كاليفورنيا لوضع مبادئ توجيهية لاختبار أمن وتشغيل المركبات الآلية على طرق الولاية.

وقال السيناتور باديلا، في مؤتمر صحافي عقد في الأول من مارس الحالي، بأن تطوير شركة «غوغل» للسيارة ذاتية القيادة التي تم اختبارها على طرق ولاية كاليفورنيا قد جعل من الطبيعي أن يكون لدى الشركة شعور بأهمية الضغط على الولاية للحصول على موافقتها على عمل هذه المركبات على طرقها.

وأضاف باديلا أن «الغالبية العظمى من حوادث المركبات، هي بسبب الخطأ البشري، ولكن من خلال استخدام أجهزة الكومبيوتر وأجهزة الاستشعار وغيرها من النظم، سوف تصبح السيارات ذاتية القيادة قادرة على تحليل بيئة القيادة بسرعة أكبر وتشغيل السيارة بأمان أكبر، فالمركبات ذاتية القيادة لديها القدرة على الحد بشكل كبير من الوفيات المرورية وتحسين السلامة على الطرق السريعة».

وقال باديلا بأن ولايات هاواي وفلوريدا وأوكلاهوما تنظر أيضا للحصول على تشريعات خاصة بالمركبات ذاتية القيادة.