تكهنات وتوقعات حول الـ«آي باد» 3 في مؤتمر «أبل» الصحافي

المؤتمر يعد الامتحان الأكبر للشركة بعد وفاة ستيف جوبز

صورة لجهاز «آي باد 3» المجسم وصورة تخيلية لتصميم جهاز «آي فون 5»
TT

ترقب العالم الرقمي لأسابيع طويلة تحركات وإعلانات شركة «أبل» بعد إعلانها عن التحضير لمؤتمرها الصحافي السنوي في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، وبدأت التكهنات والتوقعات تنساب من كل حدب وصوب، حيث توقع الكثيرون إعلان الشركة عن إطلاق جهاز «آي باد 3»، وقال آخرون إنه سيكون مجرد إصدار عالي الدقة من «آي باد 2»، بينما وقفت «أبل» تشاهد التوقعات المختلفة بصمت مطلق وسرية اعتدناها منها، والتي من شأنها زيادة تسويق منتجاتها بشكل غير مباشر. وتجدر الإشارة إلى أن متجر «أبل» (http://store.apple.com/) كان مغلقا إلى حين كتابة هذا الموضوع (ستدور فعاليات المؤتمر في وقت لاحق من وقت كتابة هذا الموضوع، أي ليلة الأربعاء - الخميس)، الأمر الذي يعني أن الشركة تستعد لإطلاق منتجات جديدة.

وتوقع البعض أن تطرح الشركة جهاز «آي باد» يدعم شبكات الجيل الرابع للاتصالات اللاسلكية (Long Time Evolution LTE) وتقديم سرعات تحميل من الإنترنت مرتفعة جدا، مع افتراض البعض أن الشركة ستضيف ميزة التحدث مع الجهاز وإعطاء الأوامر له من خلال تطبيق «سيري»، (Siri)، وحتى تقديم نظام تشغيل جديد خاص به. ويغذي المحللون التقنيون التوقعات بطرح أدلة تفيد بأن الشركة ستعلن عن جهاز «أبل تي في»، (Apple TV) جديد كليا. «أبل تي في» هو جهاز صغير يتصل بالتلفزيون والإنترنت ويقوم بتحميل عروض الفيديو والأفلام والصور والموسيقى والأخبار من مختلف الخدمات الرقمية، لقاء اشتراك متفق عليه، مع دعمه لتشغيل محتوى أجهزة «أبل» الأخرى لا سلكيا. وسبق للشركة أن طرحت إصدارات سابقة من هذا الجهاز، ولكنها لم تلق الرواج المتوقع في الأسواق العالمية، وهو يدعم عروض الفيديو عالية الدقة 1080 التسلسلية (Progressive).

وبالنسبة لإصدار الدقة العالية من «آي باد»، يرى البعض أن دقة الشاشة ستكون 1536x2048 بيكسل، أي 4 أضعاف الدقة الحالية، الأمر الذي يعني أن عروض الفيديو عالية الدقة ستكون مبهرة لدى مشاهدتها على الجهاز الجديد. ويؤكد البعض الآخر أن الإصدار الجديد سيقدم سرعات معالجة مرتفعة جدا باستخدام معالج «أبل إيه 6» Apple A6 (منتج غير معلن عنه رسميا حتى الآن) وأنه سيكون معالجا رباعي الأنوية Quad core، الأمر الضروري لمعالجة الدقة المرتفعة المفترضة والتفاعل المباشر والسلس مع تطبيق «سيري». وتجدر الإشارة إلى أن بعض الإشاعات تروي أن معالج الجهاز سيكون إصدارا مطورا من جيل المعالجات الحالية، تحت اسم «إيه 5 إكس» A5X، وأنه سيكون ثنائي الأنوية Dual - core.

هذا، ويرجح الكثيرون أن «أبل» ستطرح إصدارا جديدا من «آي باد» يقدم كاميرا خلفية متطورة تبلغ دقتها 8 ميغابيكسل، بينما تبلغ دقة الكاميرا الأمامية (لإجراء المكالمات بالصوت والصورة من خلال تطبيق «فيستايم» Facetime)، الأمر المنطقي نظرا لأن «أبل» تلقت انتقادات لاذعة فيما يتعلق بالدقة المنخفضة لكاميرا «آي باد 2». ويتوقع آخرون أن الشركة ستطرح إصدارا خاصا من «آي باد 2» بسعة تخزينية تبلغ 4 أو 8 غيغابايت فقط، يستهدف الدول النامية بسعره المنخفض.

وليس من البعيد أن تعلن الشركة عن طرح تطبيقات جديدة وإصدارات محدثة من التطبيقات السابقة، من شأنها تسهيل عملية التفاعل مع الجهاز وإنجاز المزيد من المهام، مثل تطبيق «آي بوكس 2» iBooks 2 لقراءة الكتب الرقمية، و«غاراج باند» Garage Band لعزف الموسيقى ومشاركتها مع الآخرين عبر الشبكات الاجتماعية أو خدمات الملفات السحابية (مثل «آي كلاود» iCloud). ويرجح البعض إعلان الشركة عن طرح خدمة خرائط خاصة بها تتكامل مع هواتف «آي فون» وأجهزة «آي باد» والكومبيوترات الشخصية التي تعمل بنظام التشغيل «ماك أو إس إكس» Mac OS X.

ووصلت آمال البعض إلى توقع طرح الشركة تلفزيونا عالي الدقة يعمل بنظام التشغيل «آي أو إس» iOS ويتكامل مع هواتف «آي فون» وأجهزة «آي باد» اللوحية، مع دعم كامل لجهاز «أبل تي في» لمشاهدة المحتوى الرقمي من خلاله، ولديه القدرة على الاتصال بالإنترنت وتحميل التطبيقات واللعب بها فيه باستخدام هواتف «آي فون» أو أجهزة «آي باد» كأداة تحكم، أو الدردشة بالصوت والصورة والنصوص (باستخدام لوحة المفاتيح الخاصة بالأجهزة المذكورة) بفضل وجود كاميرا وميكروفون مدمجين في الجهاز.

وهناك من يرى أن «أبل» ستطرح هاتف «آي فون 5» يحتوي على لوحة مفاتيح تنزلق من الجانب، من دون زر في منتصف المنطقة السفلية منه، وأنه هو وجهاز «آي باد 3» سيدعمان الشاشات التجسيمية ثلاثية الأبعاد من دون الحاجة إلى ارتداء نظارات خاصة. وبالنسبة للتصميم، يرى البعض أن الجهاز الجديد سيكون أقل سماكة مقارنة بالإصدارات الحالية، نظرا لاستخدام تقنيات حديثة، منها زجاج «غوريلا غلاس 2» Gorilla Glass 2 الذي يقدم مستويات الصلابة والتفاعل السلس مع الشاشة الموجود في زجاج «غوريلا غلاس 1»، ولكن مع خفض سماكته بنسبة 20 في المائة.

وعلى الطرف الآخر من المعادلة هناك المشككون (أو الواقعيون، وفقا لوجهة النظر) الذين يرون أن الشركة لن تذهل العالم كما هو متوقع، ذلك أن الضجة الإعلامية الكبيرة التي تسبق تصاحب مؤتمرات «أبل» ستجعل الجميع يتوقع طرح أجهزة كاملة ومثالية، ليفاجأوا بعد ذلك بأن الجهاز هو مجرد إصدار مطور من الإصدار السابق له. أضف إلى ذلك أن هذا المؤتمر سيكون الامتحان الأكبر للشركة بعد وفاة الأب الروحي لها ستيف جوبز الذي كان يتدخل في أصغر التفاصيل لضمان جودة ما سيعلن عنه وإبهار الجميع، بينما ليس لدى الرئيس التنفيذي الحالي للشركة تيم كوك هذه المزايا.

ويتخوف الكثيرون ممن اشتروا جهاز «آي باد 2» مؤخرا من أن جهازهم سيصبح قديما ولن يدعم التطبيقات الجديدة بشكل كامل، وأن «أبل» ستتوقف عن دعمه وطرح الحديثات البرمجية له في المستقبل القريب، وفقا لتاريخ الشركة في آخر بضعة أعوام. وفي العام الماضي، انخفض سعر جهاز «آي باد 1» من 499 إلى 399 دولارا بعد الإعلان عن جهاز «آي باد 2»، مع طرح إصدارات مجددة Refurbished (أجهزة مستعملة تتم صيانتها وتنظيفها وإصلاح الأجزاء المعطلة منها، ومن ثم يعاد تغليفها وبيعها في الأسواق بأسعار مخفضة) بسعر 349 دولارا فقط. ولكن «أبل» أعادت 100 دولار في الأسابيع القليلة قبل البدء ببيع الإصدار الجديد لـ«آي باد»، مع الموافقة على استبدال بعض الإصدارات القديمة بأخرى حديثة وفقا لتاريخ الشراء.