«أبل» تعلن عن الجيل الثالث من «آي باد»

تطوير تقني للسلسلة.. وتوقعات ببيع أكثر من 60 مليون جهاز في العام الحالي

الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» تيم كوك أثناء عرضه للإصدار الجديد من «آي باد» في سان فرانسيسكو (أ.ف.ب)
TT

وسط ترقب كبير، أعلنت «أبل» مساء أول من أمس عن جهازها اللوحي الجديد «آي باد»، والذي يعتبر تطورا تقنيا مهما للسلسلة التي بيع منها نحو 55.28 مليون جهاز حتى نهاية عام 2011. وسيطرح الجهاز بالأسواق في إصدارين، الأول يدعم شبكات «واي فاي» اللاسلكية فقط، والثاني يدعم «واي فاي» وشبكات الجيل الرابع للاتصالات اللاسلكية، وذلك في 16 مارس (آذار) الحالي بسعات 16 و32 و64 غيغابايت.

ويقدم الجهاز شاشة بقطر 9.7 بوصة تعمل بدقة 1536x2048 بيكسل (بمعدل 264 بيكسل للبوصة)، الأمر الذي يعني وضوحا أكبر لدى مشاهدة عروض الفيديو والصور والنصوص والألعاب الإلكترونية عليه. وتجدر الإشارة إلى أن الجهاز يدعم تشغيل البرامج القديمة بوضوح مرتفع، ولكن «أبل» تنصح بتحميل الإصدارات الخاصة بهذا الجهاز للحصول على أفضل النتائج. وتؤكد الشركة أن جهازها يقدم دقة أعلى من شاشات التلفزيون عالية الدقة بأشواط، وهو يقدم ذاكرة أعلى من أجهزة الألعاب المنزلية.

ويبقى التصميم الخارجي للجهاز من دون أي تغيير جذري، بحيث يبقى الزر الرئيسي في منتصف المنطقة السفلية، مع استخدام معالج رئيسي ثنائي الأنوية Dual-core للحصول على سرعات أعلى لدى تشغيل البرامج، ومعالج رسومات رباعي الأنوية Quad-core يقدم مستويات أداء غير مسبوقة على الأجهزة اللوحية، وبسماكة 9.3 مليمتر فقط.

ومن العناصر المهمة التي أعلن عنها استخدام كاميرا خلفية تعمل بدقة 5 ميغابيكسل (مقارنة بـ0.7 ميغابيكسل لجهاز «آي باد 2») تستطيع تسجيل عروض الفيديو عالية الدقة (1080 التسلسلية Progressive)، وكاميرا أمامية بدقة 0.3 ميغابيكسل لإجراء المكالمات بالصوت والصورة. ويعمل الجهاز بنظام التشغيل المطور «آي أو إس 5.1» iOS 5.1، وهو يدعم شبكات «بلوتوث 4.0» اللاسلكية. أما بالنسبة لبطارية الجهاز، فتستطيع العمل لمدة 9 ساعات من الاستخدام العادي عبر شبكات الجيل الرابع. الجهاز متوفر بسعات 16 و32 و64 غيغابايت، وبأسعار 499 و599 و699 دولارا لإصدار «واي فاي» فقط (بوزن 650 غراما)، و629 و729 و829 لإصدار «واي فاي» وشبكات الجيل الرابع (بوزن 660 غراما).

ويرى المحللون التقنيون أن هذا الإصدار هو تطوير كبير لسلسلة «آي باد»، وخصوصا مع طرح الدقة المرتفعة جدا للشاشة والقدرات العالية لمعالجة الرسومات، وخصوصا رفع قدرة الكاميرا الخلفية من 0.7 إلى 5 ميغابيكسل، ولكن هذا التطور ليس مذهلا كما هو متوقع من «أبل»، حيث إن الكاميرا الأمامية لا تزال ذات دقة منخفضة، ولا يزال الجهاز لا يدعم ميزة «سيري» Siri للتفاعل الصوتي مع المستخدم، ولا يزال لا يدعم تقنيات العروض التجسيمية ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى عدم توفير جهاز بقدرات تخزينية مرتفعة (128 أو 256 غيغابايت) للمحترفين، أو على الأقل توفير القدرة على استخدام بطاقات الذاكرة المحمولة «مايكرو إس دي» لحفظ المزيد من المعلومات عليها، أو قراءة الصور وعروض الفيديو منها.

إلى ذلك، لا يرى الكثيرون حاليا فائدة من استخدام شبكات الجيل الرابع للاتصالات اللاسلكية في هذا الجهاز، حيث إنها لا تزال في بداياتها ولا تدعمها الكثير من شبكات الاتصالات في العديد من الدول، ولم تثبت فعالياتها بعد وتحتاج إلى عام أو عامين من الاختبار ليعتمدها الجميع بشكل رئيسي، أضف إلى ذلك أن استخدامها سيتطلب طاقة كهربائية أعلى لمعالجة كمية البيانات الكبيرة الصادرة والواردة في كل ثانية، وبالتالي خفض قدرة البطارية. وستترك عروض الفيديو عالية الدقة (1080) نحو 33 في المائة من دقة الشاشة غير مستخدمة، الأمر الذي يعني عدم الاستفادة الكاملة من دقة الشاشة إلا في التطبيقات التي تدعم ذلك، والتي يتوقع أن تكون أسعارها أعلى من غيرها.

وأعلنت الشركة أنها ستخفض 100 دولار من أسعار جهاز «آي باد 2» (399 دولارا لإصدار «واي فاي» بسعة 16 غيغابايت)، وستطرح المزيد من الوحدات في الأسواق، الأمر الذي يعني توفير أجهزة لوحية منخفضة الكلفة للمستخدمين الذين لا يرغبون في الحصول على أعلى المواصفات التقنية، أو الذين لا يحتاجون إليها.

وأعلنت الشركة عن طرح مجموعة جديدة من التطبيقات التي ستقدم قدرات مميزة للمستخدمين، مثل «آي فوتو» iPhoto الذي يمكن من خلاله تحرير الصور للمستخدمين العاديين غير المحترفين، بكل سهولة، مع إمكانية إضافة نصوص ومعلومات إضافية إلى الصور الملتقطة. وأعلن أيضا عن تطبيق «آي موفي» iMovie الذي يعتبر أداة مبسطة لتحرير عروض الفيديو وإضافة المؤثرات الخاصة إليها، من خلال لمسات قليلة على الشاشة. وتم استعراض تطبيق «أوتوديسك سكيتشبوك» Autodesk Sketchbook الذي يقدم الأدوات اللازمة للحصول على رسومات رائعة، مع تقديمه نظام رسم بالحبر يرفع من وضوح الرسومات بشكل كبير.

وبشكل عام، سيستفيد المستخدمون من الشاشة عالية الدقة في مشاهدة عروض فيديو واضحة، وإجراء مكالمات واضحة بالصوت والصورة، مع القدرة على التواصل السريع مع الآخرين وتحميل الملفات الضخمة بسرعات مرتفعة، بالإضافة إلى الحصول على تطبيقات مميزة تستغل قدرات الرسومات الجديدة التي يقدمها الجهاز.