كردستان: يوم المرأة يتحول إلى عرض للأزياء الفولكلورية

حلقات الدبكة ازدانت بألوان الفساتين الشعبية الزاهية.. لكنها لم تخف معاناة المرأة الكردية

كرديات يؤدين الدبكة بالزي الشعبي في أربيل أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

تميزت احتفالات كردستان باليوم العالمي للمرأة، أول من أمس، بحدثين جديدين يرمزان إلى حالة التناقض في واقع المرأة الكردية. ففي حين ازدانت المدارس والمؤسسات الحكومية والحزبية بالألوان الزاهية للملابس الكردية، خرجت مظاهرة نسوية إلى أمام مبنى محكمة السليمانية احتجاجا على الجرائم المستمرة التي ترتكب ضد المرأة من قتل واضطهاد أسري، خصوصا في المناطق المتخلفة اجتماعيا.

وأسبغت سلطات الإقليم طابعا قوميا على احتفالية هذا العام، وذلك بتوجيه تعليمات إلى دوائر الدولة وإدارات المدارس بإلزام منتسبيها بارتداء الملابس الكردية التقليدية، وبالفعل تحولت أماكن الاحتفال بالمناسبة في محافظات الإقليم الثلاث، أربيل والسليمانية ودهوك، إلى منتديات للزي والموسيقى الفولكلورية، حيث انتظمت فيها حلقات الدبكة الكردية.

إلا أن هذه المظاهر الاحتفالية لم تشفع لسلطات الإقليم أو تعفيها من مسؤولياتها بوقف العنف ضد المرأة، رغم وجود ما يسمى قانون مناهضة العنف الأسري الذي صدر عن البرلمان الكردستاني، ولكنه ما زال حسب نائبة برلمانية، متوقفا عن التطبيق لأسباب لا يعرفها إلا الراسخون في حال المجتمع الكردي الذي تحرر من معظم قيمه وتقاليده الاجتماعية الموروثة، متأثرا بثورة التكنولوجيا الحديثة، ما عدا التزامه حد النخاع بمفهوم «لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم».

وتعهد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بأن يدافع عن حقوق المرأة الكردية، وأن يسعى لتمكينها من تبوؤ موقعها المناسب داخل المجتمع الكردي، وأن تواجه جميع مظاهر العنف والقتل التي تستهدف النساء بكردستان، وضمان الحقوق السياسية والإدارية للمرأة وتمكينها من الوصول إلى مراكز القرار السياسي. وثمن بارزاني في رسالة بالمناسبة دور المرأة الكردية في الثورات والانتفاضات الشعبية، معتبرا المكاسب التي تحققت في كردستان «ثمرة من ثمرات نضال المرأة جنبا إلى جنب أخيها الرجل في تلك الثورات». غير أن هذه الضمانات والتعهدات لم تمنع مجموعة من المنظمات النسوية وعددا آخر من المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان من التجمع أمام مبنى محكمة السليمانية للتعبير عن غضبها لمظاهر العنف التي تتعرض لها المرأة في كردستان، والتي وصلت إلى مديات قصوى بزيادة وتيرة جرائم القتل التي تستهدف المرأة بدواعي الدفاع عن الشرف. وتتركز تلك الجرائم بصورة خاصة بالمناطق الأكثر تخلفا من الناحية الاجتماعية بالإقليم وتحديدا بمنطقتي بشدر وبيتوين الحدوديتين بمحافظة السليمانية.