باريس: بيع صورة سارق «الموناليزا» في المزاد العلني

دافع عن نفسه بأنه أراد إعادة اللوحة إلى موطنها

موناليزا
TT

تباع الخميس المقبل في المزاد العلني بباريس صورة منتزعة من سجل الشرطة للمواطن الإيطالي فيتشنزو بيروجيا، بمبلغ يقدر بـ1800 يورو. وبيروجيا هو اللص الذي سرق لوحة «الموناليزا» من متحف «اللوفر» قبل 100 عام لأنه أراد، حسب قوله، أن يعيدها إلى فلورنسا، مدينتها الأصلية في إيطاليا حيث رسمها ليوناردو دافينشي.

في الصورة التي تباع في صالة «تاجان» لتجارة الأعمال الفنية والوثائق التاريخية، يبدو السارق في لقطتين؛ أمامية وجانبية، بأبعاد لا تتجاوز 123 في 54 ملليمترا. وقد التقطها المصور ألفونسو بيرتيون (1853 - 1914) عام 1909، أي قبل سنتين من سرقة اللوحة الأشهر في التاريخ. وبيرتيون هو واضع نظام السجل المصور للمجرمين في فرنسا.

ولا تحمل الصورة ختم مركز الشرطة ولا تعود لمجموعتها؛ بل من نسخ كانت تطبع عنها وتوزع على المنتسبين لملاحقة المتهم. وقد دخل بيروجيا، الذي كان عامل دهان، سجلات الشرطة من قبل ضلوعه في سرقة «الموناليزا». وبعد السرقة التي جرت في 21 أغسطس (آب) 1911 تم تكليف بيرتيون برفع البصمات من موقع الحادث وتمكن من تحديد بصمة إبهام على الزجاج الحافظ للوحة. ورغم احتفاظ الشرطة ببصمات بيروجيا في سجلاتها، فإن المحققين فشلوا في مهمتهم ولم يقوموا بمطابقتها مع ما هو موجود لدى الشرطة.

وطوال عامين، أخفى بيروجيا اللوحة في غرفته بباريس وراح يبعث الرسائل إلى تجار الفنون الإيطاليين عارضا عليهم «الموناليزا»، ومؤكدا أنه يفضل بيعها لإيطالي لأسباب وطنية. وفي نهاية عام 1913 طلب منه تاجر من توسكانيا، بترتيب من الشرطة، نقل اللوحة إلى فلورنسا لفحصها. ووافق بيروجيا وتمت استعادة اللوحة والقبض على السارق الذي تمت محاكمته في إيطاليا والحكم عليه بالسجن سبعة أشهر. فهل كان عامل دهان المباني يتصور أن تدخل صورته الخاصة مزادات الفنون على غرار «الموناليزا»؟