عمالقة الغناء العراقي يجتمعون ببغداد لإعادة إحياء الأغنية الثمانينية

في أول مهرجان فني كبير منذ أكثر منذ 9 سنوات

المطرب العراقي حميد منصور يقدم إحدى أغانيه («الشرق الأوسط»)
TT

كرنفال فرح كبير شارك فيه جمهور واسع تفاعل مع أجمل أغنيات الزمن الجميل أقيم أمس في بغداد في مهرجان الأغنية الثمانينية الأصيلة الذي شهد ولأول مرة لقاء أبرز عمالقة الطرب العراقي الأصيل بعد غربة استمرت سنوات طويلة منذ أحداث عام 2003 وتفرقهم في بلاد الغربة.

المهرجان الذي نظمته دائرة الفنون الموسيقية بوزارة الثقافة العراقية ويستمر يومين جرى له استعداد واسع وحمل سمة بارزة بكونه شهد لقاء أهم مطربي العراق خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي ممن شكلوا بصمة الفن العراقي، ومن أبرزهم المطربون ياس خضر وحميد منصور ورضا الخياط وأحمد نعمة وأمل خضير وقاسم إسماعيل ووحيد علي وصلاح عبد الغفور وسعدي توفيق وآخرون، اجتمعوا في حفل واسع شارك فيه الكثير من الفنانين والمختصين والمهتمين الذين تفاعلوا مع الأغنيات بالتصفيق والغناء.

وكيل وزارة الثقافة العراقية فوزي الأتروشي قال لـ«الشرق الأوسط» خلال فعالية الافتتاح، إن «المهرجان هو جزء من المنهاج الثقافي والفني لهذا الموسم، وسنستمع فيه إلى أصوات غنائية أصيلة كانت ولا تزال حاضرة في الذاكرة العراقية، وهو مبادرة بسيطة لإحياء أغنيات أصيلة نعتبرها منبع الثقافة العراقية كلها».

وأضاف «إن مطربي جيل الثمانينات أسسوا لمجد الأغنية العراقية بكلماتها وألحانها، لكننا نعترف بأننا مقصرون في حقهم لأنهم عنوان وطن وذاكرة شعب لا تغيب».

بدوره، قال الفنان ياس خضر لـ«الشرق الأوسط» قبل اعتلائه خشبة المسرح ليغني أغنيته الشهيرة «عزاز»: «مشاركتي اليوم هي جزء من محبتي الكبيرة لوطني ومدينتي التي غبت عنها كثيرا، لكنها ما زالت تجري في عروقي وأنا سعيد بجمهوري الذي اشتقت له كثيرا، وأتمنى أن يمدني الله بالصحة كي أستطيع تقديم الجديد والمتميز له». أما الفنان أحمد نعمة فاعتبر المهرجان «وسيلة لأجل تحفيز الإعلام العراقي لأجل إعادة تلك الأغاني للذاكرة العراقية والإفادة من جمال ألحانها وكلماتها». بدوره، قال الفنان والملحن سرور ماجد، إن «الاحتفال بالأغنية الثمانينية لا يكفي ليوم واحد أو يومين، لكن المهرجان خطوة لأجل إزالة التهميش الذي طال الفن العراقي الأصيل، وأتمنى على المسؤولين في الدولة النظر بعين الاهتمام أكثر للفن العراقي عبر بناء المسارح والقاعات والاهتمام بالموسيقيين والمطربين».

وشاركت فرقة بغداد للموسيقى العربية بتقديم مقطوعة موسيقية بقيادة المايسترو علي خصاف. واستمتع جهور غفير من الحضور بأغنيات جميلة أنشدها عمالقة الفن العراقي استمرت ساعات في يوم عرس حقيقي للفن وإعادة لاحتفالات فنية كبيرة اختفت عن الساحة العراقية منذ زمن طويل.