فيلم «انفصال» الإيراني يثير جدلا داخل جامعة القاهرة

بعض الطلبة المتشددين رفضوا عرضه بزعم أنه يحمل أفكارا شيعية

ملصق الفيلم
TT

أثارت محاولة عرض فيلم «انفصال» الإيراني حائز جائزة الأوسكار العام الماضي، جدلا في أوساط الطلبة بكلية الصيدلة جامعة القاهرة أول من أمس، وذلك بسبب تشدد البعض من طلبة الكلية من ذوي الاتجاه الإسلامي المتشدد، وزعمهم أن الفيلم يدعو إلى نشر الفكر الشيعي، ورفضوا عرضه أيضا لتضامن دولة إيران مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي حين نفت مديرة مكتب رئيس جامعة القاهرة، جميلة مختار، في مكالمة هاتفية مع «الشرق الأوسط» علمها بعرض ذلك الفيلم أو تلك الواقعة من الأصل بالجامعة، قامت «الشرق الأوسط» باستقصاء حول حقيقة ما حدث، وتوصلت إلى أن الفيلم كان سيعرض بكلية الصيدلة. والجدير بالذكر أن أسرة «ألوان» والتي أنشئت حديثا بالكلية وتهتم بالعروض الفنية، اتفقت مع عميد ووكيل الكلية على عرض ذلك الفيلم، وتم الحصول على الموافقة بعرضه، إلا أنه قبل ميعاد العرض بقليل قام البعض من شباب الكلية من ذوي الاتجاهات الإسلامية المتعصبة بالوقوف ضد عرض الفيلم والدخول في جدل مع وكيلة الكلية، حتى أعلنت الوكيلة رفضها لعرض الفيلم، مستندة إلى ضرورة قيام طلبة الاتحاد بالتواصل مع منتج الفيلم وأخذ تصريح بعرضه داخل الكلية، وذلك بحجة حماية الملكية الفكرية الخاصة بمنتج الفيلم الإيراني.

وكان الفيلم قد تم عرضه بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، ولم تحدث أية مشاكل.

ومن جهتها قامت أمس جبهة الإبداع المصري، التي تشكلت من مثقفين وفنانين وكتاب وشعراء للدفاع عن حرية الإبداع خاصة بعد سيطرة أحزاب إسلامية على أغلبية مقاعد البرلمان، بنشر بيان على صفحتها الإلكترونية على «فيس بوك»، معلنة رفضها لمنع عرض ذلك الفيلم، خاصة أنه لا يحتوي على أي مشاهد بها خدش للحياء أو إهانة دينية أو عنصرية، مضيفة أن ذلك الحدث يعد مأساة، داعيا المسؤولين بجامعة القاهرة لإعادة النظر تجاه المحاباة التي يمارسها طلبة الجماعات المتطرفة المعارضة للفن والإبداع.

وأضافت في بيانها أنه من العبث وإهدار الطاقة الذي لا طائل منه محاولة مناقشة دور السينما والفنون في تنمية الفكر والحس الإبداعي والجدل عند المواطن العادي قبل المتخصصين، مؤكدين أهمية دور نوادي السينما في المدارس والجامعات والمعاهد المختلفة والنوادي الثقافية في تنمية عقول الشباب.