هند صبري تحصد جائزة أفضل ممثلة في مهرجان جمعية الفيلم المصرية

يختتم فعاليات دورته الثامنة والثلاثين مساء اليوم

هند صبري في فيلم «أسماء»
TT

توزع مساء اليوم، السبت، جوائز مهرجان جمعية الفيلم رقم 38، وهو أقدم مهرجان سينمائي مصري، وترأس لجنة التحكيم في هذه الدورة المخرج الكبير توفيق صالح، وشارك في عضوية لجنة التحكيم أكثر من 10 سينمائيين يمثلون مختلف التخصصات وكان كاتب هذه السطور واحدا من أعضاء هذه اللجنة.

وحصلت هند صبري أخيرا على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «أسماء» وبإجماع كل الآراء، وسبق أن خذلت في أكثر من مهرجان لجان التحكيم هند صبري، حيث تخطتها الجائزة أخيرا في مهرجاني «أبوظبي» السينمائي و«وهران» بالجزائر وسط ترقب كبير بأن الجائزة من نصيبها.

جاء إنصاف جمعية الفيلم لهند صبري لأنها قدمت بالفعل دورا استثنائيا وكانت قادرة فيه على التقمص بالصوت والحركة والتفصيلة الموحية لمريض الإيدز. مخرج الفيلم «عمرو سلامة» حصل على جائزة العمل الأول، كما أن تصديه لتقديم فيلم يتناول مريض الإيدز أهّله للحصول على جائزة أفضل سيناريو لصعوبة السرد السينمائي، حيث كان عليه أن ينتقل بين أكثر من زمن لأن الفيلم يروي أكثر من حكاية تتشعب في خطوطها الدرامية، وربما كان الخطأ الذي وقع فيه الفيلم التناقض بين الفكرة التي يتبناها الفيلم والوسيلة التي لجأ إليها لإيصال تلك الفكرة، حيث إنه يدعو أبطاله إلى التعاطف مع البطلة المريضة بالإيدز من دون أن يعرفوا مسبقا هل هي أصيبت بعد أن ارتكبت خطأ أخلاقيا أم أنها أصيبت بالمرض عن طريق علاقة شرعية مع زوجها، تعمد المخرج أن يكسب تعاطف الجمهور بعد أن حرص على أن يخبر الجمهور بأن البطلة أصيبت بالمرض عن طريق زوجها الذي حمل فيروس مرض «نقص المناعة» أثناء قضائه فترة العقوبة في السجن بينما هي لم تتركب أي خطأ أخلاقي يشينها.

ومن الجوائز التي حظيت بدرجة قبول عالية في المهرجان جائزة أحسن ممثل لأحمد حلمي عن دوره في فيلم «إكس لارج» رغم أننا في أغلب مشاهد الفيلم لا نرى وجهه حيث اختفى خلف الماسك الذي تمت صناعته على ملامح الوجه لتبقى لعينيه وصوته قوة التعبير، وهكذا جاءت له هذه الجائزة لتؤكد أنه نجم الشباك في السينما المصرية بالأرقام، ولكن هذا لم ينف أن بداخله ممثل متمكن، كما حصل إبراهيم نصر على جائزة خاصة في التمثيل عن نفس الفيلم، والمعروف أن إبراهيم ابتعد نحو 8 سنوات عن الشاشة بعد أن كان واحدا من أهم نجوم برامج المقالب «الكاميرا الخفية» في شهر رمضان، إلا أنه ظل في حالة خصام سينمائي ليعود في هذا الفيلم الذي أخرجه شريف عرفة في دور هام ومؤثر وهو خال البطل ملأه دفئا ومشاعر. كما حصلت الوجه الجديد ميرهان على جائزة الدور الثاني عن فيلم «الشوق» الذي أخرجه «خالد الحجر» الفيلم سبق حصوله على جائزة الهرم الذهبي في مهرجان القاهرة الدولي السينمائي في دورته الأخيرة وتم ترشيحه بين كل الأفلام المصرية للتسابق على جائزة أفضل فيلم أجنبي في مسابقة الأوسكار، إلا أن البناء الفني لفيلم «الشوق» كان صاخبا في كل تفاصيله كسيناريو وأداء أغلب الممثلين شابه المبالغة وبينهم بطلة الفيلم سوسن بدر التي سبق وأن حصلت في مهرجان القاهرة الدولي السينمائي على جائزة أفضل ممثلة ولم يكن الفيلم في واقع الأمر يستحق تلك الحفاوة التي قوبل بها في مهرجان دولي مثل القاهرة، ولكن لا شك أن ميرهان استحقت الجائزة فكانت هي بالفعل بمثابة حسنة قليلة بأداء تلقائي بلا أي تصنع في فيلم كان رهانه الأكبر على الصخب.

كما حصل «ميكروفون» على جائزة أفضل فيلم إخراج أحمد عبد الله سبق لهذا الفيلم أن فاز بجائزة «التانيت» الذهبي لمهرجان قرطاج في دورته الأخيرة التي أقيمت في 2010 ولأول مرة تحصل السينما المصرية على هذه الجائزة الرفيعة.

الفيلم الذي خرج خالي الوفاض من الجوائز هو «كف القمر» لخالد يوسف، أما جائزة التجديد فلقد كانت لصالح المخرج إبراهيم بطوط عن فيلمه «حاوي» وهو الفيلم الذي حصل على جائزة أفضل فيلم عربي من مهرجان الدوحة ترايبكا في الدورة قبل الأخيرة التي أقيمت في عام 2010 ويعتبر «بطوط» الذي أخرج من قبل فيلمي «إيتاكي» و«عين شمس» هو أكثر مخرجي السينما المصرية جنوحا للتجديد ويعزى إليه خوض الكثير من المعارك الشرسة لتأكيد مشروعية السينما المستقلة التي لا تعتمد على السيناريو المكتوب بكل تفاصيله مسبقا، حيث إنه يترك مساحات من الإضافة للممثلين للارتجال أمام الكاميرا. وتحمل هذه الجائزة اسم الناقد الكبير الراحل سامي السلاموني، أحد أكثر نقاد السينما، على مستوى العالم العربي، دعوة لمناصرة التجديد.

ويبقى فيلم «المسافر» الذي أنتجته وزارة الثقافة المصرية في عهد الوزير الأسبق فاروق حسني وبلغت ميزانيته 22 مليون جنيه بشكل مبالغ فيه وقام ببطولته نور الشريف فلم يحصل في مهرجان جمعية الفيلم إلا على جائزتي الأفيش والملابس فقط، وهما جائزتان هامشيتان.