«النبي» لجبران خليل جبران يتحول إلى فيلم سينمائي برسوم متحركة

سلمى حايك صاحبة الفكرة ومنتجة العمل

المتوقع أن تتراوح تكلفة العمل 12 مليون دولار تقريبا وسلمى حايك
TT

بدأ العمل في استوديوهات هوليوود على وضع اللمسات الأولى للفيلم السينمائي «النبي» الذي سيتحول معه كتاب «النبي» لجبران خليل جبران إلى تحفة فنية ستدخل الفن السابع من بابه العريض، بحيث سيلقي الضوء على معاني هذا الكتاب ضمن فيلم روائي برسوم متحركة سبق أن شاهدنا أعمالا مشابهة لها في السينما الأميركية، من أهمها: «THE LION kING» لمخرجه روجرز ألرز الذي سيشرف شخصيا على إخراج هذا الفيلم.

ويقف وراء إطلاق هذه الفكرة الممثلة المكسيكية لبنانية الأصل سلمى حايك التي لم تشأ أن يمر عرقها العربي مرور الكرام في بلاد العم سام، فقررت أن تشير إليه في عمل سينمائي من إنتاجها يتناول كتاب «النبي» أحد أكثر الكتب مبيعا في العالم (بيعت منه 100 مليون نسخة حتى اليوم).

وتقول حول هذا الموضوع: «يشكل كتاب (النبي) مصدرا مذهلا للحكمة والإلهام بالنسبة لملايين الناس في شتى أنحاء العالم، ولأنني أنحدر من أصول لبنانية فأنا فخورة كوني جزءا من هذا المشروع الذي سيقدم هذه التحفة الإبداعية للجيل الجديد في أسلوب لم يسبق له مثيل».

فالكتاب الذي يتألف من 24 فصلا تم اختيار ما بين 11 و13 فصلا منها لتشكل موضوع الفيلم الذي ستكون مدته 90 دقيقة بتقنية الأبعاد الثلاثة التي سيتناوب على إخراج كل فصل منها أحد المخرجين السينمائيين، ومن بينهم مارجين ساترابي، التي سبق لها أن رُشحت لجائزة الأوسكار عن فيلم «بيرسيبوليس»، وكريس لاندريث الحائز جائزة الأوسكار عن الفيلم القصير «ريان»، وتوم مور الذي رشح لجائزة الأوسكار عن فيلم «ذي سيكريت أوف كيلز»، وناني بالي الحائز جائزة مهرجان برلين السينمائي عن فيلم «سيتا سينغز ذا بلوز»، والإماراتي محمد سعيد حارب، مخرج مسلسل «فريج»، ومايكل سوتشا، وفرانسيسكون تستا، وجون غراتز الذين حازوا جائزة الأوسكار عن فيلم «مونا ليزا ديسندينغ إي ستيركيس»، وبيل بلايمبتون، الذي رشح لجائزة الأوسكار عن فيلمي «غارد دوغ»، و«يور فيس».

وأشار المخرج روجر ألرز إلى أنه في غاية الحماس لمشاركته في هذا العمل ولتحويل هذا الكتاب الملهم إلى الشاشة، مؤكدا أنه ينتظر بفارغ الصبر لحظة البدء في هذا المشروع الذي يضم فريق عمل مميزا.

الصداقة.. المحبة.. الحكمة.. الحب.. الإنسانية.. العائلة.. الطفل ومعظم المواضيع التي يتناولها كتاب «النبي» سيتطرق إليها الفيلم، ما عدا تلك التي تتحدث عن الدين والسياسة والدولة وغيرها من المواضيع الحساسة التي يمكن أن تثير النعرات والمشاكل، فلقد ابتعد عنها تماما.

الموزع السينمائي اللبناني محمد فتح الله (صاحب شركة «ميديا إنترناشيونال بيكتشرز») أحد المشاركين في تمويل الفيلم من لبنان، أشار في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الفيلم يعتبر الأول من نوعه في العالم، لا سيما أنه يتناول شخصية لبنانية عالمية، هي الفيلسوف جبران خليل جبران الذي يعتبر ثالث أشهر كاتب في العالم بعد شكسبير ولاو تزو، وأن الجميع متحمس للبدء في هذا العمل المتوقع أن يرى النور في العام المقبل. وعما إذا كانت هناك نية لإشراك مخرجين لبنانيين في العمل، خصوصا أنه يتضمن عدة أجزاء سيكون لكل منها مخرج معين، أجاب محمد فتح الله: «إننا نعمل على إدخال العنصر اللبناني قدر الإمكان في هذا العمل، وإننا بصدد البحث عن مخرج لبناني لديه خبرة في هذا المجال لنرشحه للمنتجين، حتى إننا ندرس إمكانية تمرير موسيقى لبنانية على الرغم من أنه تم اختيار الكوري (يايوما) ليشرف على موسيقى الفيلم». ويضيف: «إننا في النهاية نشارك في تمويل العمل ليس أكثر ونتمنى أن نسهم من خلاله برفع اسم لبنان عاليا وكما يجب».

يُذكر أنه بدأ حاليا العمل في الفيلم المتوقع أن تتراوح تكلفته بين 10 و12 مليون دولار؛ إذ استهل وضع رسوماته التي ستستغرق مدة 65 أسبوعا لإنجازها وسيقام على تقديم نسخة منه بالعربية يتم التوجه بها للبلدان العربية. ووصف فتح الله العمل بالخطوة الذكية التي من دون شك ستترك بصمتها في عالم السينما وأن تحويل كتاب «النبي» إلى فيلم سينمائي لا يمكن أن يعتبر مغامرة وأن سلمى حايك أرادت من خلالها الاعتراف بأصولها اللبنانية على الملأ، وقد اشترت الحقوق الأدبية للاقتباس السينمائي من لجنة جبران في لبنان.

من المنتظر بدء مرحلة ما قبل الإنتاج خلال الشهر الحالي، ويقوم بإنتاج الفيلم إلى جانب سلمى حايك كل من كلارك بيترسون ورون سينكووسكي. وتقوم مؤسسة الدوحة للأفلام بتمويل هذا الفيلم مع عدد من الشركاء هم: «بارتيسيبانت ميديا»، ومجموعة «مايغروب» اللبنانية، وبنك إف إف إيه الخاص، و«جاي آر دبليو إنترتينمنت»، و«كود ريد برودكشنز».

أما عن سبب اعتماد أسلوب الرسوم المتحركة لتقديمه، قال محمد فتح الله: «لقد وجدوا أن هذا الأسلوب يصل إلى الجميع، لا سيما للأجيال الجديدة التي سيمثل لها هذا الفيلم رسالة فنية وثقافية معينة تعبر عن أفكار وفلسفة جبران خليل جبران الخاصة، كما أن المساهمة اللبنانية لهذا المشروع ستخول لبنان لأن يكون طرفا في عمل سبق أن حلم به الكثير من اللبنانيين».