مؤتمر «العربية لغة عالمية» يفتتح اليوم في بيروت

يناقش نحو ثمانين عنوانا على مدار ثلاثة أيام

TT

مؤتمر لمدة أربعة أيام يفتتح اليوم الاثنين في بيروت تحت عنوان «العربية لغة عالمية.. مسؤولية الفرد والمجتمع والدولة». وعند الساعة السابعة مساء يجتمع مئات الأكاديميين والمثقفين والسياسيين، للحفل الافتتاحي في فندق «فينيسيا»، تحت رعاية رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، على أن يبدأ المؤتمر أعماله فعليا اعتبارا من صباح غد الثلاثاء منذ الثامنة صباحا بسبع جلسات متزامنة، يشارك في كل منها أربعة أكاديميين يتحاورون حول موضوع محدد. وفي صالات في فندقي «مونرو» و«فينيسيا» المتقابلين (جغرافيا) ستعقد كل ساعة سبع جلسات، يناقش كل منها موضوعا محددا يخص اللغة العربية. وبالتالي فإن المؤتمر سيناقش في الفترة الصباحية من كل يوم، التي تمتد حتى منتصف النهار نحو 28 عنوانا مختلفا، على أن تعقد جلستان عامتان بعد ظهر كل يوم بعنوانين جديدين. وهكذا فإن المؤتمر على مدار أيامه الثلاثة من المفترض أن يشهد ما يقارب ثمانين جلسة. وهو عدد هائل من الجلسات يناقش موضوعات متفرعة ومختلفة من مثل «التخطيط اللغوي»، و«اللغة العربية في الإعلام الوطني»، و«مناهج اللغة»، و«تطوير العلوم»، و«تجاريب ومشاريع في خدمة اللغة»، و«اللغة العربية وسوق العمل»، و«عالمية اللغة العربية ومكانتها»، و«الازدواجية اللغوية»، و«تجارب أفريقية مع اللغة العربية»، و«اللغة العربية بين الضعف والعلاج»، و«واقع المصطلحات». كما أن هناك جلسات تناقش تعليم العربية في بلدان عربية مثل الجزائر والسعودية والسودان، وأخرى غير عربية مثل ماليزيا وإيران. وبسؤالنا محمد الغزال، مدير المؤتمر، عن جدوى تفريع المواضيع وتشعيبها، والتطرق إلى كل هذه القضايا بدل حصرها وتحديدها، قال: «نحن فتحنا الباب لمشاركة الجميع، فاللغة العربية تخص الناس كلهم. أعداد المسجلين وصلت إلى 700 شخص، قدم نحو 600 شخص منهم أبحاثا، وصل عددها إلى 250 بحثا لأن ثمة أبحاثا مشتركة». ويضيف الغزال أن هذه الأبحاث ستنشر في كتاب يوزع في المؤتمر من أربعة أجزاء ومن 2500 صفحة».

وينظم هذا المؤتمر للمرة الأولى في بيروت، على أن يعقد سنويا من الآن فصاعدا. وينظم المؤتمر «المجلس الدولي للغة العربية» المؤسس حديثا، ومقره بيروت، بالتعاون مع اليونيسكو، وتحت مظلة الأمم المتحدة.

ويشرح الغزال أن لجنة خاصة أشرفت على اختيار الأبحاث، خصوصا أن عددا كبيرا منها وصل إلى الهيئة التنظيمية، وكان لا بد من جوجلتها، واستبعاد بعضها، لا سيما تلك التي لا تندرج تحت المحاور المحددة سلفا.

وإذ نسأل الدكتور علي مؤسى مسؤول المؤتمر حول أهمية مناقشة كل هذه المواضيع بينما معاناة اللغة العربية هي من كثرة الكلام وقلة الأفعال، وكيف سيتمكن المجتمعون من إفادة العربية بشكل عملي، يقول: «سنطلق مفاجأة في نهاية المؤتمر، وسترون جميعا أهمية ما نقوم به على المستوى العملي».

وجدير بالذكر أن الجلسة الختامية التي ستعقد يوم الخميس ستتضمن ما يسمى «وثيقة بيروت عن اللغة العربية»، التي ينبغي لها أن تصل إلى المعنيين في العالم العربي. وهي نوع من التوصيات التي يراد أن يعمل بها. وإذ كثرت في الآونة الأخيرة المؤتمرات والندوات والأعياد التي تريد أن تحتفل باللغة العربية وتدعو لإنقاذها، فإن هذا المؤتمر بحسب منظميه يعتبر نفسه مختلفا، إن من حيث عدد المشاركين فيه الذي يبلغ المئات، أو من حيث الطموحات التي يعلن عنها. يبقى أن ضعف المستوى التعليمي للغة العربية في المدارس، وسوء المناهج، من العوامل الأساسية التي تحتاج إلى جهود رسمية مركزة، ومشاريع على مستوى الوطن العربي كله.

* سقط سهوا التعليق على الصورة المصاحبة لهذا الموضوع، وهو «جانب من مهرجان اللغة العربية» الذي نظمته «مؤسسة الفكر العربي» في بيروت عام 2010 ضمن إطار مشروع «عربي 21» بالتعاون مع «جمعية فعل أمر»، فاقتضى التنويه.