معرض «أيام التصميم ـ دبي».. الأثاث والمقتنيات بمنظور مبتكر

يقدم 400 تصميم حصريا لمصممين عالميين وعرب

TT

تحت مظلة «أسبوع الفن» المقام حاليا في دبي يقام حاليا أول معرض للتصاميم الفنية والمقتنيات محدودة الإصدار في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا بعنوان «أيام التصميم - دبي».

يقدم المعرض 400 تصميم نادر وحصري، تقدمها 22 صالة عرض عالمية ومحلية، بعضها يشارك للمرة الأولى في معرض دولي، ونرى خلال جولة على الغاليرهات المختلفة أشكالا مبتكرة لمفروشات بعضها عملي وسهل الاستخدام والآخر صنع بخيال فني خصب ليصبح قطعا فنية قد يضعها المشتري في منزله للزينة فقط. والقطع المعروضة تشترك في أنها فريدة وغير مصنعة بشكل واسع، وهو ما يشبع نهم المشتري لأن يكون المتفرد بملكيته لها، وبهذا المفهوم قد تبرر الأسعار المرتفعة لبعض القطع التي قد تصل إلى 393 ألف دولار على سبيل المثال.

العملية في مقابل الفنية البحتة هي معادلة يطرحها المعرض، وتعلق عليها ميريام فان دايك صاحبة غاليري «بريفي كوليكتي» من هولندا: «بدأنا في المجال منذ 6 أعوام، ونتميز بالجمع بين الفن المعاصر والتصميمات الحصرية». وتضيف ميريام: «الخط الفاصل بين تصميم المفروشات والفن المعاصر هو خيط دقيق جدا، فالقطع تبدو كقطع فنية بحتة ولكنها تصاميم فنية صنعها مصممون فنانون»، وهم بذلك يجمعون بين تصميم قطع المفروشات وبين الفن المعاصر». وتشير إلى أن الغاليري يتعاون مع مصممين صغار من الجيل الصاعد يقدمون التصاميم المعاصرة. وتعليقا على وجود بعض القطع التي تحمل بصمة تراثية مثل قطعة سجاد بنقوش كلاسيكية معلقة على الحائط، تعلق ميريام: «هذه القطعة هي من اختياري وتعبر عن ذوقي الخاص. أعتقد أن المهم هو الاستخدام الجديد والمبتكر للمواد الموجودة حولنا والتعبير بها عن مفهوم جديد». وتشير إلى بعض القطع المتفردة التي يقدمها الغاليري مثل قطعة حائط تفاعلية بعنوان «ملاك الثلج» من دومينيك هاريس، تقوم بالتفاعل مع الشخص الواقف أمامها وتعكس عليه أجنحة ضوئية متحركة. القطعة نجحت في استقطاب اهتمام زوار المعرض ونجحت في توجيه نظرهم إلى باقي معروضات الغاليري.

وتعليقا على أهمية إنتاج القطع الحصرية أو النادرة تقول: «أشجع المصممين العاملين معي على الاستمتاع بإنتاج قطعهم بشكل واسع، ولكني دائما أؤكد على أن هناك فرقا بين القطع المحدودة والمتميزة التي أحرص على عرضها في الغاليري وبين القطع التي تنتج على نطاق واسع. وعموما نقوم بتكليف المصممين بإنتاج قطع خاصة بالغاليري، نمنحهم المساحة كاملة للإبداع من حيث المواد والميزانية، ولكن ذلك ينتج دائما بإنتاج قطع فنية بحق». وتؤكد ميريام على أن التصميم الفني يجب أن لا يكون عائقا على الاستخدام العملي لقطعة المفروشات.

في جانب آخر يقوم «سمو غاليري» من بيروت بعرض مجموعة من القطع لمصممين من بيروت، منهم كريمة شايا وسامر الأمين وناتالي خياط. تقول القائمة على الغاليري: «نتعامل مع مصممين صاعدين ومصممين معروفين نقوم بتكليفهم ببعض القطع». وتشير إلى قطعة معلقة على الحائط تبدو من بعيد ككرة ضخمة من القطع المعدنية المتشابكة، وعند الاقتراب منها يتضح لنا أنها مكونة من الملاعق الفضية، وتقول: «هذه القطعة، وهي مصباح حائط من تصميم اللبنانية نجلا الزين، صنعت باستخدام 6302 ملعقة». وحسب ما كتبته المصممة في دليل المعرض فالملعقة هي أكثر قطعة يتعامل معها الإنسان على أنها من المسلمات، فهي بسيطة وبدائية وجزء من الحياة اليومية قد لا يلتفت إليه كثيرا. وتطرح المصممة السؤال: «ما الذي سيحدث إذا جمعنا آلاف الملاعق معا؟ مصباح الحائط أمامنا هو نتيجة لهذه التجربة، الملاعق هنا تتخذ شكل حيوان بحري بجلد يتلون ويحمل انعاكاسات كثيرة، بهذا تكتسي الملعقة وجودا جديدا ونبدأ في رؤيتها بشكل مختلف». القطعة محدودة الإنتاج صنعت منها المصممة 3 نسخ فقط.

الغاليري الكوري «كروفت» يعرض للمرة الأولى خارج بلده ويقدم عددا من القطع المتميزة، مثل طاولة تبدو من بعيد كأنها مصنوعة باستخدام القطع المعدنية لتكوين منحوتة تستخدم التيمات الكورية، لكنها على ما يعلق مسؤول الجناح مصنوعة من الخشب. القطعة قد لا تبدو عملية للاستخدام، ولكنه يشير إلى إمكانية إضافة لوح من الزجاج أعلاها لجعلها طاولة عملية. القطع كلها محدودة الإنتاج، ويشرح أن المصممين اللذين يقدم الجناح أعمالهما يقدمان تصورات معاصرة للتراث الكوري، مثل مقعد خشبي يبدو كمنحوتة خشبية بديعة التفاصيل، ويقول إنها تستخدم في كوريا كطاولة للأكل، حيث من المعتاد الجلوس على الأرض للأكل، ولكن القطعة يمكن استخدامها كمقعد أيضا.

يهتم «أيام التصميم - دبي» بتوفير الفرصة للطلبة للتفاعل مع الجمهور والحضور مع كبرى صالات التصميم العالمية لاكتساب الخبرة ولصقل خبراتهم في مجال التصميم أيضا، ومن الإمارات يوجد جناح الجامعة الأميركية في الشارقة، حيث يشارك فيه طلبة قسم الوسائط المتعددة وطلاب قسم التصميم.

أما جناح جامعة التصميم والفنون (ايكال) من لوزان في سويسرا فيقدم تصاميم أعدها الطلبة بناء على تكليف من شركات عالمية مثل باكارا وكريستوفل. يقول ألكسيس جورجاكوبولوس القائم على الجناح، وهو مدير الجامعة أيضا: «نحن مؤسسة تعليمية ويهمنا عرض إنتاج طلبتنا»، ويشير إلى أن المعروضات هنا هي نتاج تعاون بين الجامعة وبعض الشركات العالمية. ويشير إلى أن البرنامج يضم 15 طالبا في كل عام، وهو مدة الدراسة، وكل عام تقوم الشركات العالمية باختيار 4 إلى 6 مشاريع لإنتاجها. ويقول: «العام الماضي قمنا بالتعاون مع شركة (باكارا) للكريستال وعرضنا القطع قي معرض ميلان الدولي للتصميم، وأيضا قمنا بالتعاون مع شركة (كريستوفل) لإنتاج مجموعة من هدايا الأطفال والإكسسوارات نعرضها هنا، كما قمنا بالتعاون مع شركة ساعات مشهورة وشركة (شوارفسكي)».

وحول الغرض من عرض منتجات الطلبة في المعرض، يقول: «الغرض من وجودنا هنا هو التعريف بتصميمات خريجينا، وأيضا للتوصل إلى اتفاقات جديدة مع شركات أخرى، وهو ما حدث لنا في ميلان على سبيل المثال، حيث عرضنا هناك القطع التي أنتجت بالتعاون مع شركة (باكارا)، وهو ما جذب اهتمام شركة (كريستوفل) التي قامت باستخدام بعض التصميمات لإنتاج خط هدايا الأطفال الذي ستعرضه هنا».

وسيقوم عدد من أبرز الأسماء الرائدة في مجال التصميم الفني بتقديم فعاليات معرض «أيام التصميم - دبي»، ومنهم ندى دبس، مصممة الأثاث الشهيرة من لبنان، ولي إيديلكورت، أحد أبرز المنسقين الفنيين والمعلمين ومتابعي التوجهات الفنية في العالم. وسيكون المصمم الكوري كوانغو لي ودار التصميم الهولندية «دريفت» من بين أهم الأسماء التي ستقدم عروض تصميم مباشرة، بينما سيقيم عدد من المصممين العرب الواعدين ندوات حوارية وورش عمل مهمة في مجال التصميم الفني.

وبهذه المناسبة قال سيريل زاميت، مدير معرض «أيام التصميم - دبي»: «تهدف الدورة الأولى لمعرض (أيام التصميم – دبي) إلى إثارة فضول زوارنا ودعم المصممين الفنيين الواعدين عبر برنامج غني يغطي أساسيات هذا الفن البصري المميز، إضافة إلى الإشراف على المهارات الفنية الفريدة وتعلمها على أيدي عدد من أهم الأسماء البارزة في القطاع. وسيكون للمعرض إسهاماته الواضحة في حفز المشهد العام للتصميم الفني المعاصر في المنطقة».

كما تقوم دار «فان كليف أند أربلز» بالاشتراك في المعرض عبر استعراض آخر تشكيلاتها من الجواهر الراقية، وهي تشكيلة «بال دي ليجوند» التي يتم عرضها للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط.