«آي باد الجديد».. «مصاب بالحمى»

ترتفع حرارته كثيرا ولا يشحن البطارية عند ممارسة الألعاب الإلكترونية

TT

جهاز «آي باد الجديد» من «أبل».. «مصاب بالحمى». هذا ما تؤكده أحدث تقارير الاختبارات الهندسية من الولايات المتحدة حول الجهاز الذي طرح حديثا وبيعت منه أكثر من 3 ملايين وحدة خلال 3 أيام! واصطدم الجهاز «آي باد الجديد» من «أبل» بأولى مشكلاته مع الملايين من عشاقه بعد أن أثبتت الاختبارات، وشهادات لمستخدمي الجهاز سجلت على الإنترنت، ازدياد حرارته إلى درجة عالية أكثر من درجة حرارة قرينه السابق «آي باد2»، إذ إنها بلغت أكثر من 46 درجة مئوية لدى استخدامه في ممارسة الألعاب الإلكترونية.

إلا أن شركة «أبل» بادرت إلى نفي وجود أي مخاوف من عمل الجهاز. وقالت إن درجة حرارة الجهاز لا تزيد على نطاقها المحدد له وفقا لمواصفاته وهي بين 32 و95 درجة فهرنهايت (0 و35 درجة مئوية). وهذا هو نفس النطاق الحراري لجهاز «آي باد2».

وقالت مؤسسة «كونسيومر ريبورت» (تقرير المستهلكين) الأميركية التي أجرت الاختبارات على «آي باد الجديد»، إن درجة حرارة الجهاز عند تشغيله لممارسة لعبة «إنفينيتي بلايد2» الإلكترونية على مدى 45 دقيقة متواصلة، وصلت إلى 116 درجة فهرنهايت (46.67 درجة مئوية)، أي بزيادة مقدارها 13 درجة فهرنهايت (7.32 مئوية) عن درجة حرارة المنطقة الخلفية من جهاز «آي باد2» السابق.

ولم يكن الجهاز متصلا أثناء الاختبارات بشبكة الجيل الرابع للاتصالات (4 جي)، لكنه كان متصلا مع شبكة «واي فاي». وكانت تقارير أولية لمراقبين آخرين اختبروا الجهاز قد أشارت إلى أنهم شعروا بارتفاع حرارته عند ممارسة الألعاب أو الاتصال لفترة طويلة مع شبكة اتصالات الجيل الرابع.

وقالت المؤسسة التي كانت أول من نبه إلى مشكلة ضعف استقبال هوائيات هاتف «آي فون4» في عام 2010، وهي الفضيحة التي أطلق عليها حينذاك اسم «فضيحة أنتينا غيت»، إن درجة الحرارة وصلت إلى 113 درجة فهرنهايت (45 درجة مئوية) بعد إقفال الجهاز. وتراوحت مواقع ازدياد الحرارة بين مقدمة الجهاز أو مؤخرته.

وقال تقرير مهندسي «كونسيومر ريبورت» الذين صوروا الجهازين بكاميرات حرارية لرصد التوزيع الحراري على السطح لديهما ونشروا الصور على الموقع الإلكتروني للمؤسسة، إن التسخين حدث في المنطقة الخلفية للجهاز، إلا أنه لم يكن موزعا بانتظام عبرها، إذ إنه ازداد بالقرب من الحافة. وفي بيان أصدرته المؤسسة على موقعها الإلكتروني قالت دونا تابيليني إنها حملت الجهاز بيدها وإنها شعرت بحرارته العالية عندما كان في أعلى درجات حرارته، إلا أن ذلك لم يشعرها بانعدام الراحة حين حملته لفترة قصيرة.

إلا أن تقارير أخرى ذكرت أن الحرارة ازدادت في الزاوية الخلفية اليسرى من الجهاز، إذ أشار بعض مستخدمي «آي باد الجديد» في مراسلاتهم مع مواقع إلكترونية ومنها موقع «أبل»، إلى شعورهم بارتفاع درجة الحرارة وخصوصا في الزاوية الخلفية اليسرى للجهاز أكثر من حرارة أسلافه. وقال بعضهم إن درجة الحرارة على الزجاج وصلت إلى 101 فهرنهايت (38.33 مئوية) وقال تقرير «كونسيومر ريبورت» إن الخبراء لاحظوا أن الجهاز لم يشحن البطارية عندما كان مفتوحا لدى ممارسة اللعبة الإلكترونية. ولهذا، وفي الواقع، فإن شحنة البطارية أخذت في التبدد، لكن الجهاز أخذ في شحن البطارية عند التوقف عن ممارسة اللعبة.

وتجدر الإشارة إلى أن نظام «الغرافيكس» في الجهاز الجديد أقوى من سلفه، كما أن بطارياته لها قدرة كهربائية أعلى تبلغ 42.5 واط/ ساعة مقارنة بقدرة 25 واط/ ساعة لسلفه السابق.

وقالت ترودي ميلر، الناطقة باسم «أبل» إن «(آي باد الجديد) يقدم شاشة عرض (ريتنا) رائعة، وله شرائح (الغرافيكس) (إيه 5 إكس)، ويدعم الاتصال بشبكة (4 جي إل تي إي)، إضافة إلى توفيره 10 ساعات عمل من بطارياته عند استخدامه في النطاق الحراري له»، وعلى المستخدمين الذين لديهم مخاوف في هذا الشأن الاتصال بقسم الرعاية في الشركة.

يذكر أن البطاريات كانت سببا في ازدياد حرارة عدد من الأجهزة الإلكترونية وخصوصا الكومبيوترات المحمولة، إذ سحبت شركات «لينوفو»، «هيوليت - باكارد»، «ديل»، «سوني»، «توشيبا»، بطاريات آيون الليثيوم بسبب ازدياد الحرارة التي كانت تهدد بحدوث حريق فيها أو حروقات لمستخدميها.

كما تجدر الإشارة إلى أن «أبل» كانت قد سحبت بعضا من الجيل الأول من أجهزتها «آي باد نانو» التي سوقت بين سبتمبر (أيلول) 2005 وديسمبر (كانون الأول) بسبب ازدياد الحرارة نتيجة لعيوب في بطارياتها.