لأول مرة.. نائبة في البرلمان اللبناني تشارك في كليب فني

ستريدا جعجع: لم أدخل عالم الفن وأقول للمرأة ارفعي صوتك وأفكارك

قالت إنها رسالة اجتماعية تترجم العمل الذي قامت به من أجل ولادة قانون الحد من العنف الأسري ضد المرأة
TT

«علّي صوتك» هو عنوان الكليب المصوّر الذي أنتجته محطة تلفزيون (إم تي في) لأغنية الفنان الصاعد بلال الريس والتي يتوجه فيها إلى المرأة التي تتعرّض للعنف الأسري طالبا منها في سياق الأغنية التي كتب كلماتها الشاعر طوني أبي كرم (معروف بمؤازرته لحقوق المرأة) أن ترفع صوتها وأن لا تسكت عن الوضع الذي تعيشه.

اللافت في الكليب هو مشاركة النائبة اللبنانية ستريدا جعجع فيه والذي جاء كما قالت بمثابة رسالة اجتماعية تترجم العمل الدؤوب الذي قامت به من موقعها السياسي من أجل ولادة قانون الحد من العنف الأسري ضد المرأة، مشيرة إلى أن هذه القضية سامية وكل النساء معنيات بها. وأعربت في حديث لـ«الشرق الأوسط» عن أنها لم تتردد في القيام بهذه الإطلالة التي من شأنها أن تسرّع في تطبيق القانون وتشريعه وأن الشكل والمضمون اللذين ستطل بهما كانا من أولويات اهتماماتها في هذه الخطوة على أن تكون الجدية والرصانة عنوانها.

وقالت: «كنت مصرّة أن أبدو في هذا الشكل وأن أتلو العبارة التي قلتها في بداية الكليب (مش هيدي هي الرجولة لا.. ومش هيدي هي البطولة لا.. على الأم اللي بتربي بحنان) لأنني كنت أرغب في إيصال الرسالة وأتمنى أن تكون قد وصلت».

وعن سبب تصوير بعض مشاهد الكليب في المجلس النيابي قالت: «طلبت شخصيا أن تؤخذ بعض المشاهد في المجلس النيابي لأعطي الرسالة حقّها ولأساهم في تشريع القانون الذي وقعته وزميلي شانت جانجنيان كما هو متمسكين بمضمونه».

وعما إذا أبدت انزعاجها من بعض وسائل الإعلام التي سمتها فنانة في البرلمان إثر تصويرها الكليب ردّت ستريدا جعجع أنه لا يزعجها الأمر طالما الموضوع يتم تداوله برصانة كما أن للفنان أيضا رسالة يقوم بها متسائلة: «وهل الفنان شخص منبوذ اجتماعيا؟».

ولم تستبعد النائبة جعجع أن يتم تشريع القانون قريبا قائلة: «برأيي إن أمر تشريعه ليس مستحيلا وقريبا سنلتقي مع النائبين ايلي كيروز وشانت جنجنيان بالنائب عماد الحوت ووفد من (الجماعة الإسلامية) للبحث في إمكان الوصول إلى نقاط مشتركة تساهم في إبصار القانون المفترض للنور». وكان هذا القانون قد لاقى اعتراضات عدة لمضمونه من قبل اللجنة النيابية الفرعية التي تناقشه ولا سيما لجهة اسم المشروع الذي تغيّر وأصبح «قانون حماية الأسرة» كما تم حذف بعض فقراته كونها «حساسة» وتقلل من حقوق الزوج إذ تعاقبه على العنف الاقتصادي والمعنوي والزوجي الذي يمارسه ضد زوجته.

ولم تستبعد النائبة اللبنانية إمكانية اشتراكها في إطلالة أخرى من هذا النوع فيما لو كان المضمون يحمل رسالة اجتماعية توجيهية مشابهة كمكافحة الإدمان على المخدرات مثلا لأنه برأيها إذا انعطب الجسم الشبابي في البلد سينعكس الأمر دون شك على البلاد بأكملها. وعما إذا بخطوتها هذه قد تفتح المجال أمام باقي زميلاتها في البرلمان اللبناني في القيام بأعمال مشابهة ردّت ستريدا جعجع: «لا أعلم بظروف النائبات الباقيات، ولكن جميعهن يقمن بدورهن على أكمل وجه مثل جيلبرت زوين ونائلة تويني وبهية الحريري. وأتمنى أن يزداد عدد النساء في البرلمان اللبناني في الانتخابات المقبلة فتلعب دورا أكبر على كل الأصعدة». وأضافت: «لقد سبق وشاهدت على قناة (سي إن إن) الأميركية إعلانا ضد العبودية شاركت فيه زوجات رؤساء جمهورية عرب وكان له وقعه الكبير على الصعيد الاجتماعي فإن أي موضوع سام ذي أبعاد إنسانية ويقدّم بشكل راق من الممكن أن يشارك فيه الجسم السياسي».

وأضافت: «لا أعتبر نفسي دخلت عالم الفن فأنا لم أؤد أغنية، خصوصا أن صوتي لا يسمح لي بذلك بل رددت بعض العبارات بالطريقة المحكية والغناء برأيي ليس عيبا». وذكرت أنه في إحدى الجلسات الخاصة صدح صوت الرئيس فؤاد السنيورة بموال لبناني فأعجب به الموجودون ولم يشعروا أن في الأمر سوءا، أو أنه لا يجوز ذلك، خصوصا كما تقول إذا كان يتمتع السياسي بصوت جميل كرئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة».

واعتبرت أن صورتها السياسية لم تهتز لمجرّد مشاركتها في هذا العمل مع أن البعض انتقدها ورأى أنه كان من الأفضل أن تظهر خلف مكتب ما معتبرة أن السياسي يجب أن ينزل عند الناس عندما يريد التوجه إليهم ومن هذا المنطلق شاركت أيضا في سباق الماراثون الذي أقيم في وسط بيروت العام الفائت.

وعن موقف زوجها الدكتور سمير جعجع من الموضوع قالت: «يعني يمكن أن أكون أنا قد ترددت قبيل الموافقة أما هو فقد كان متحمسا جدا للفكرة وشجعني ودعمني للقيام بها، فهو على فكرة، يتابع أخبار الفنانين أكثر مني وقد يعود الأمر إلى فترة اعتقاله إذ كان لا يسمح له أن يقرأ سوى مجلّة فنية (الشبكة) ومنذ ذلك الوقت صار أكثر اطلاعا على الأخبار الفنية».

وفيما لو فتح لها المجال لإضافة فقرة أو مشاهد معينة في الكليب، قالت: «لا أدري إذا كنت أضفت شيئا.. ربما مشاهد أكثر مباشرة عن العنف الذي تتعرّض إليه المرأة لكي يولّد جرعة أكبر من الاستنكار». واعتبرت أن دعمها لهذا القانون قرّبها أكثر من النساء المعنفات بعد أن صار مكتبها يستقبل مراجعات كثيرة في هذا الصدد وتوجهت في النهاية إلى المرأة اللبنانية بالقول: «وصّلوا صوتكن وأفكاركن ولا بد في النهاية من أن تصل الرسالة فأنا أشعر بالغضب عندما أعلم أننا صرنا في الألفية الثالثة وما زال هناك نساء معنفات وساكتات على حقهنّ».

أما مخرج العمل جوزيف الطويل فأكّد من ناحيته أن التعامل مع النائبة ستريدا جعجع كان ممتعا خصوصا أنها اهتمت بالشاردة والواردة في الكليب وإنها لم تكن تتوانى عن الاتصال بفريق العمل لمتابعته في مواقع التصوير والذي تنقل لمدة أربعة أيام متتالية (مدة التصوير) بين زحلة ومعراب (حيث يقع منزل النائبة جعجع) والمجلس النيابي.. لتقديم المساعدة له في حال احتياجه لها.