ذكريات العائلة والموروثات الثقافية وحرب لبنان تميز معرض «بصمات طيفية»

قدم أعمال الفائزين بجوائز «أبراج كابيتال»

عمل الفنان رائد ياسين تحت اسم «الصين تعرض» ضمن الأعمال الفائزة بجائزة أبراج كابيتال في دبي (رويترز)
TT

أزاحت «أبراج كابيتال» الستار عن الأعمال الفنية الفائزة في الدورة الرابعة من «جائزة أبراج كابيتال للفنون»، الجائزة الفنية الوحيدة التي تركز على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا (ميناسا). وكان قد تم الإعلان عن أسماء الفائزين تيسير البطنيجي من فلسطين، ووائل شوقي من مصر، وريشام سيد من باكستان، وجوانا حاجي توما وخليل جريج ورائد ياسين من لبنان في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2011. ويتم عرض الأعمال ضمن معرض موحد تشرف عليه القيمة الهولندية نات مولر أطلقت عليه عنوان «بصمات طيفية».

البداية في المعرض مع عمل الفنان تيسير البطنيجي بعنوان «إلى أخي» الذي يبدو من بعد للزوار وكأنه إطارات تحيط بأوراق بيضاء فارغة، ولكن الاقتراب منها يظهر لنا أن الفنان نفذ بطريقة الحفر رسومات من دون حبر لأشخاص من عائلته، أخوه تحديدا الذي قتل على يد قناص إسرائيلي خلال الانتفاضة الأولى. التعبير عن الخسارة والفقدان الشخصي وحالة الفراغ تميز أعمال البطنيجي دائما، ولمن زار «آرت دبي» فهناك عمل آخر للفنان بعنوان «آباء» يحمل شحنة مماثلة تحاصر المتفرج وتشده ولا تتركه يمضي في طريقه دون أن يحمل معه جزءا من التساؤل حول مغزى ذلك الفراغ.

في عمل «إلى أخي» قام البطنيجي بحفر 60 رسما على الورق اعتمادا على الصور العائلية الملتقطة في زفاف شقيقه. الرسومات تعكس السعادة والاطمئنان الذي تبعثه المناسبة والإحساس بالأمان العائلي ولم الشمل. العمل موح بشكل قوي تحاصرنا ذكريات الفنان حول أخيه ومشاعره المكنونة والإحساس بالفقدان الذي يغلف العمل بأكمله.

أما الفنان رائد ياسين قدم مجموعة من الزهريات تحت اسم «الصين» عبر من خلالها عن رؤيته للحرب الأهلية اللبنانية وتداعياتها؛ الزهريات جميلة الشكل والتفاصيل لا بد من التوقف أمامها ولكن التمعن في تفاصيلها يبرز المزج البارع بين الشكل التراثي لتلك الزهريات وبين الرسالة الحديثة التي يعبر عنها الفنان ببراعة.

وتتناول الفنانة الباكستانية ريشام سيد الموروثات الثقافية في بلدها، وتتشعب في عملها «البحار السبعة» لتطال كامل منطقة «ميناسا» راسمةً الطرق التجارية الفيكتورية على أغطية النوم السميكة. وبدوره يركز وائل شوقي في عمله «ومضة من التاريخ النظيف» على موضوع الحروب الصليبية، فيصوغ من خلاله إبداعا جديدا في هذا المضمار. أما الفنانان جوانا حاجي توما وخليل جريج، فقد أبدعا عملهما الفني «يمكن للرسالة دوما أن تصل وجهتها» بعد عدة سنوات من البحث والتوثيق، ويتناولان فيها رسائل الاحتيال عبر البريد الإلكتروني التي نتلقاها يوميا.