شركات أميركية تروج أجهزة لتعزيز الحركة في المكاتب

أجهزة تسمح لك بالمشي والتجديف والوقوف أثناء العمل

TT

إذا كان الجلوس هو عادة التدخين الجديدة، بحسب وصف أحد الأبحاث التي صدرت مؤخرا، فما الذي يمكننا القيام به حياله؟ قليلون للغاية منا هم من يستطيعون ترك مكان العمل، حيث نجلس لثماني أو عشر ساعات يوميا، بسبب أعراض الانسحاب. إضافة إلى أنه لا يوجد بديل للخفض التدريجي للاعتماد على المقاعد. ويعتقد الكثير من الخبراء بضرورة التعامل مع المشكلة في أماكن العمل. وترويج مجموعة من الشركات الجديدة لأجهزة صممت لتعزيز الحركة في المكاتب. لكن لا تتوقع أن تحل هذه الأجهزة محل مكتب العمل في القريب العاجل، لكنها قد تبدأ في الظهور فجأة عندما يعتاد المزيد من الأفراد على أخطار الجلوس طوال اليوم.

مكتب جهاز المشي

* طرحت شركة لايف سبان، أحد أكبر الأسماء في عالم الأجهزة الرياضية والطبية، جهازا يسمح لك بالمشي ببطء على جهاز مشي خلال العمل. سطح المكتب القوي الذي يبلغ مساحته 31 في 46.5 بوصة في النموذج الذي اختبرته في متجر «ليجر فيتنس»، بمركز «تايسون كورنر» بمدينة نيويورك يحتوي على مساحة كبيرة لشاشة الحاسب ولوحة المفاتيح وهاتف. ويتميز جهاز المشي، الذي تصل سرعته القصوى إلى أربعة أميال في الساعة، بالسلاسة والهدوء.

ونظرا لأن جزأي الجهاز غير متصلين ببعضهما لا تهز الذبذبات المكتب. المشكلة الوحيدة التي وجدتها في الجهاز تتمثل في أن تحريك المكتب الثقيل يحتاج إلى شخصين.

وقد تمكنت خلال 15 دقيقة من المشي على الجهاز بسرعات متعددة من حرق 56 سعرا حراريا وقطعت 0.42 ميل في 1185 خطوة، وهو ما يعتبر خطوة جيدة في طريقي إلى قطع 10000 خطوة يوميا التي أصبحت ركنا أساسيا للياقة البدنية غير الرسمية. ويوضح المدير التنفيذي لشركة «لايف سبان»، بيتر شنك، أن الشركة قررت تطوير الجهاز بعد قراءة المدونات ومشاهدة الصورة المنشورة على الإنترنت لأفراد قاموا بصنع مكاتب أجهزة المشي الخاصة بهم.

وقال: «أعتقد أنه كان هناك وعي كامل بأنه حتى إذا قمت بممارسة 30 دقيقة من الرياضة يوميا، لأنني أجلس ست أو ثماني أو 10 ساعات يوميا، فلن أتمكن من الحصول على الفوائد البدنية التي أرغب بها».

يستهدف المنتج المحامين والمديرين التنفيذيين والأطباء وآخرين ممن لديهم مكاتب خاصة ويرغبون في الحصول على راحة من الجلوس. وقد صمم الجهاز ليستخدم نحو ست ساعات يوميا. وتقدر الشركة بأن متوسط سير الشخص بمعدل 1.75 ميل سيغطي 10000 خطوة وحرق 500 سعر حراري في أقل من ثلاث ساعات. ويمكن لهذا الجهد أن يمتد خلال عمل يوم واحد. وتقدر «لايف سبان» سعر الجهاز الجديد بـ1300 دولار.

ويقول مدير متجر «ليجر فيتنس»، تشيب لابي: «الراحة هي الأساس، وإذا لم يكن الجهاز مريحا، فلن تستخدمه».

المكتب الدراجة

* على الجانب الآخر من مشهد الأسعار، طرح جهاز «فيت ديسك» بسعر 230 دولارا، الذي اخترعه ستيف فيروسي، مهندس وصاحب شركة، الذي لم يفكر في البداية بشأن كيفية مواجهة الجلوس بشكل مفرط في مكتب العمل. وكان فيروسي يبحث عن وسيلة لإضافة المزيد من الأميال خلال تدريبه لركوب الدراجة لمسافة طويلة لجمع التبرعات.

قام فيروسي بصنع سطح المكتب من مطاط إسفنجي ثقيل، متصل بمكتبه، وثبت الدراجة على عجلة تدريب، وقام باستخدام البدالات ببطء خلال عمله. وعندما تأكد أنه عثر على أداة تدريب قيمة، حاول تسويق فكرته إلى محبي ركوب الدراجات، الذين لم تعجبهم الفكرة. وقال فيروسي: «الحقيقة أن السوق لم تكن متحمسة لها كحال الجميع. فراكبو الدراجات لديهم دافع ذاتي، وهذا المنتج موجه للأفراد من خارج مجتمع الدراجات».

«فيت ديسك» دراجة كهربائية أكثر منها دراجة سباق، وهي مصممة للاستخدام البطيء خلال عملك على الحاسوب المحمول أو الحديث على الهاتف أو لعب ألعاب الفيديو. سطح المكتب المصنوع من المطاط يحتوي على مساحة كافية لوضع الحاسب المحمول. والأجهزة الأخرى فتوضع في جيوب صغيرة حول الحواف.

الجهاز الذي قمت باختباره كان مريحا وسهلا في الاستخدام خلال العمل، وهو أفضل في إمكانية طيه مثل طاولة الكي ويمكن سحبه ووضعه في حجيرة صغيرة. ويسهل تجميعه.

وأشار فيروسي إلى أنه يعتقد أن الأفراد الذين يستخدمونه لساعة أو ساعتين يوميا خلال يوم العمل، ربما يحرقون 250 سعرا حراريا في الساعة. لكنه على عكس مكتب جهاز المشي، يناسب كلا من المكاتب الخاصة وحجيرات العمل. وقد اشترى موقع «أمازون» بعض هذه الأجهزة لعامليه في حجيرات العمل.

لم يكشف فيروسي عن حجم المبيعات، لكنه يقول إنه في الوقت الراهن لا يستطيع مجاراة الطلب على الجهاز، ورفض عرضا لطرح جهازه على داعمين محتملين في البرنامج التلفزيوني «شارك تانك».

المكتب الواقف

* كان المكتب الواقف الخيار الأقل رغبة بالنسبة لي، لكن ليس للسبب الذي قد يتبادر إلى ذهنك.

فقد سألتني إحدى زميلاتي بعد أن جهزت مكان العمل: «كيف حال الطقس؟ طالما أنك واقف، لماذا لا تحضر لنا بعض القهوة؟ وتساءل آخر، وأرسل ثالث صحيفة (غاوكر بوست)، وبها عنوان (اجلس على مكتبك ومت وأنت جالس، أو قف وكن غبيا: معضلة المكتب النهائية). ليس من السهل أن تكون حالما».

زود مكتبي الواقع ضمن عدد من مجموعة من حجيرات العمل العنقودية بأجهزة رفع. وعلى الرغم من أنه بعد سنوات من عدم الاستخدام، فإنها لم تتمكن من رفع المكتبة إلى المستوى المطلوب. وضعت شاشتين على سطح المكتب، ولوحة المفاتيح على كومة من الصحف والفأرة على كومة من الكتب. على الرغم من ذلك لم أعثر على زاوية مريحة للكتابة، التي أقوم بها كل يوم.

هناك الكثير من المكاتب الواقفة في السوق التي أعتقد أنها قد تساعدك في التغلب على المشكلة، وربما تساعد المقاعد العالية في ذلك أيضا.

غير أنه بعد ساعات قليلة من العمل وقوفا، بدأت أحس بالألم في قدمي وظهري، لذا تطلب مني الآمر الحصول على راحة للجلوس. وتذكر كما كتبت الصيف الماضي، فإن الهدف لم يكن إثبات أنك رجل حديدي قادر على العمل واقفا طوال اليوم، بل في الحفاظ على نشاط قدر أكبر من العضلات وحرق سعرات حرارية.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»