مهرجان «كومبو مستقل» يفتح شهية الفرق الفنية المستقلة في مصر

احتفالية شهرية تجمع الشعر والموسيقى وعروضا مسرحية

جانب من العرض المسرحي «مد وجزر» لفرقة طمي
TT

مع بداية عام 2012 ظهر إلى النور مهرجان «كومبو مستقل»، كاحتفالية فنية تجمع الشعر والموسيقى والغناء والعروض المسرحية تحت سقف واحد، حيث يهدف هذا التنوع الفني إلى إرضاء أذواق الجمهور المختلفة من ناحية، وتوسيع قاعدة الإنتاج الفني المستقل ودعم الفرق المستقلّة في مصر لبعضها البعض من ناحية أخرى.

يعقد المهرجان شهريا، ويستضيفه مسرح روابط بوسط العاصمة المصرية، ولأنه يقدم وجبة فنية متكاملة، أركانها الشعر والمسرح والغناء، اختار له القائمون عليه من مسرحيين وموسيقيين ينتمون إلى الفرق المستقلة اسم «كومبو».

المخرج المسرحي سلام يسري، صاحب فكرة المهرجان، يقول: «غرض المبادرة هو تجميع عدد من الفرق الموسيقية والمسرحية والفنانين المستقلين والهواة بشكل تطوعي في عروض شهرية، بعيدا عن انتظار التمويل من الجهات الحكومية أو الدعم من الدولة، فكل فرقة تشارك في المهرجان مسؤولة عن تنظيم حفلاتها والإعداد لبروفاتها، بينما أكتفي أنا فقط بالدعاية للمهرجان وإعداد برنامجه». ويوضح أن الجمهور هو الممول الأول والأخير للمهرجان، عن طريق التذكرة التي يشتريها قبل دخول أي عرض مسرحي أو موسيقي، مؤكدا أن الهدف الأساسي للمهرجان هو التأكيد على فكرة أن الفنانين المستقلين لا يمكن أن يستمروا دون مساندتهم لبعضهم البعض، فجمهور فرقة ما والذي يحضر حفلا أو عرضا لها يمكنه أن يساعد في دعم فريق آخر يشارك في نفس المهرجان. ويتابع سلام، وهو مؤسس فرقة «طمي» المسرحية: «مبادرات المستقلين لا تقف عند التخطيط لمهرجان أو عروض شهرية؛ لكنها تمتد إلى فكرة تأسيس نقابات مستقلة، من خلال دعم الفرق لبعضها البعض، لأن المشهد حاليا ضعيف بالفعل ولا يوجد تمويل ثابت، فكلها مجرد اجتهادات تطوعية شخصية».

وعن استمرار المهرجان بشكل شهري ثابت يقول: «أتمنى أن يستمر التعاون بين الفرق والفنانين بشكل دائم، لأنه يقوي من مشهد الفن المستقل على الساحة، والمهرجان يسعى في دوراته القادمة إلى الربط بين المشهد الفني في القاهرة والإسكندرية، بإقامة عروض بين المحافظتين بالتبادل وإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الفرق والفنانين المستقلين للمشاركة».

وللتعريف أكثر بنوعية العروض التي تقدم خلال المهرجان، يلقي سلام الضوء على برنامج شهر مارس (آذار) الحالي، قائلا إنه يضم حفلات غنائية لمطربين يعرضون أعمالا من تأليفهم وتلحينهم وغنائهم، يقدمونها بشكل منفصل في البداية، ثم يجمعهم عمل ثنائي، ثم أغنية تجمعهم في النهاية معا.

ويضم البرنامج عرض «ثورة الألوان» لفرقة الخيال الشعبي، وهي فرقة تأسست عام 2003 تعتمد في عملها على أسلوب الورشة المستمرة بغرض تطوير إمكانيات ووعي الممثلين على المستوى الفني والإنساني. ويتوجه العمل إلى جمهور الأطفال، خاصة المناطق المهمشة بالمدن والقرى المصرية المعزولة عن الترفيه والفن، وذلك من خلال أعمال تركز على مساعدتهم في اكتشاف حلول مبدعة ومتنوعة لمشاكلهم، الأمر الذي قد يفتح آفاقا جديدة لهم في رؤيتهم وتفاعلهم مع العالم.

أما عن العروض المسرحية؛ فيقول مؤسس المهرجان: «يعرض خلال برنامج شهر مارس مسرحيّة (مدّ وجَزْر) لفرقة طمي المسرحيّة، وهي عرض حكي لأعضاء الفرقة، الذين يحكون عن تجاربهم الشخصية خلال السنوات العشر الأخيرة من أول انضمامهم للفرقة وصولا إلى الوقت الحالي، معتبرين تلك السنوات محاولة لرصد ما مر به جيلنا من تطورات وتجارب يكاد يشعر الجمهور بأنها تعبر وتحكي عنه بكل صدق».

ومن أجل عدم اقتصار المهرجان على مشاركات الفرق المصرية المستقلة فقط، يشهد برنامج المهرجان لهذا الشهر مشاركة فرقة «طنجرة ضغط» السورية، وهي المشاركة العربية الأولى ضمن فعاليات المهرجان. والتي يقول عنها سلام: «المشهد المصري لا يختلف كثيرا عن المشهد العربي بل هو جزء منه ولا ينفصل عنه أبدا، ولأن الفرقة توجد بالقاهرة حاليا اتفقت مع مؤسسها خالد عمران لتشارك في المهرجان، من أجل مزيد من التنوع، والدعم المتبادل».