عالم هاري بوتر يستقبل زواره

استديوهات ليفزدون تفتح أبوابها لجولات في أماكن تصوير سلسلة الأفلام الشهيرة

مجسم لقلعة هوغوارتس يعرض في استديوهات ليفزدون (أ.ب) وديكور لمكتب البروفسور دامبلدور(أ.ف.ب) ومجسم لعنكبوت عملاق استخدم في تصوير الأفلام (أ.ف.ب) وديكور يمثل مدخل حجرة الأسرار التي صورت في الجزء الثاني من السلسلة (أ.ف.ب) وجانب من ديكور شارع محلات بيع معدات السحر في استديوهات ليفزدون (أ.ف.ب)
TT

بدأ الأمر بعدة روايات ناجحة شدت الصغار وأيضا الكبار ثم تحولت قصة الساحر هاري بوتر إلى سلسلة أفلام سينمائية نجحت في كسر كل الأرقام السابقة لشباك التذاكر وتسببت في إطلاق إمبراطورية تجارية ضخمة - وصلت أرباحها إلى بلايين الدولارات. ورغم انتهاء الروايات وبإنتاج آخر الأفلام في العام الماضي، فإن تلك الإمبراطورية تحتاج إلى ضخ المزيد من الدماء فيها لإبقائها على قيد الحياة، ولضمان تدفق الاهتمام من أجيال الشباب الذين قضوا طفولتهم يتابعون مغامرات بوتر وأصدقائه عبر سبع روايات وثمانية أفلام. وتفننت الشركات بالتعاون مع المؤلفة جي كي راولينغ لإيجاد طرق جديدة لاستثمار النجاح الساحق الذي صادفته، فمن إنشاء مدينة ألعاب ترفيهية في فلوريدا إلى إنشاء موقع خاص على الإنترنت لعشاق الروايات يعدهم بالمزيد من التفاصيل التي لم تنشر إلى إطلاق النسخ الإلكترونية من الكتب الأسبوع الماضي، ولكن حصرا في موقع خاص بالمؤلفة. وأخيرا، قررت شركة «وارنر براذرز» فتح أبواب الاستوديوهات التي تم فيها تصوير أحداث الأفلام، وبدأ اليوم بالفعل الزوار بالتدفق على الأجزاء المختلفة من الاستوديوهات للحصول على فرصة لدخول العالم السحري مرة أخرى، مصطحبين أطفالهم الذين سيتحولون بالتأكيد إلى مستهلكين جدد لكل ما تنتجه الإمبراطورية الضخمة.

وتتيح الاستوديوهات لزوارها جولة داخل أهم الأماكن التي دارت فيها أحداث الروايات، ومنها القاعة الكبرى التي شهدت مشاهد الولائم وأيضا مجسم لقلعة هوغوارتس التي درس فيها هاري وصديقاه رون وهيرمايني، وتستمر الجولة داخل «داياغون آلي» الشارع الضيق المليء بمحلات معدات السحرة من المقشات الطائرة والملابس الخاصة بهم إلى محل «ويزليز» للطرف والخدع ومكتب البروفسور دامبلدور ناظر المدرسة. الجولة التي أقيمت أول من أمس للإعلاميين حظيت بتقدير كبير ويبدو من التقارير التي كتبت عنها أنها ستكون مغامرة ناجحة لشركة «وارنر براذرز»، ولكن التقارير أيضا تشير إلى ارتفاع في أسعار التذاكر التي تصل إلى 28 جنيها للكبار و21 للأطفال، وأيضا إلى ارتفاع أسعار البضائع في المتجر الذي تختتم عنده الرحلة، فالمتجر يضم بضائع قد تصعب مقاومتها خصوصا من الصغار، فهو يقدم لهم نسخا من المقشات السريعة التي استخدمها بطل الفيلم دانييل رادكليف ولكن بسعر مبالغ فيه، 249 جنيها إسترلينيا، وأيضا نسخا من الفستان الذي ارتدته الممثلة إيما واتسون في الجزء الرابع من السلسلة «هاري بوتر وكأس النار» بـ241 جنيها، وأخيرا أغلى قطعة في المحل هي نسخة من العباءة التي ارتداها الممثل مايكل غامبون أثناء تأديته لدور البروفسور دامبلدور وتباع بـ495 جنيها. ولكن المسؤول عن الاستوديوهات علق على تلك الأسعار في حديث لـ«بي بي سي»، قائلا إن 25 في المائة من البضائع في متناول الأسر، وتبقى بعض البضائع التي تتميز بصناعتها الممتازة هي التي تحمل الأسعار المرتفعة.

الجولة توضح للزوار حجم الجهد الذي بذله آلاف العاملين في الاستوديوهات لتصوير أدق التفاصيل في عالم بوتر، وربما يعود ذلك أيضا إلى التفصيل الدقيق والمدهش الذي يظهر من صفحات الروايات التي بذلت المؤلفة فيها جهدا خارقا لخلق عالم متكامل له لغته وحيواناته ونباتاته وطعامه وملابسه. وتتيح زيارة للاستديوهات الفرصة للزوار لتجربة جانب صغير من ذلك العالم. ففي الجولة يرون نماذج من الكائنات التي سكنت هذا العالم مثل العنكبوت العملاق أراغوغ الذي يوجد له نموذج صناعي والذي احتاج إلى 100 تقني لتشغيله خلال التصوير، بينما بذل جهد خاص لبناء محل أوليفاندر لبيع العصي السحرية وملئت رفوفه بـ17000 صندوقا كتب على كل منهم بخط اليد اسم ونوعية العصي.

ويذكر الممثل روبرت غرينت الذي قام بدور رون صديق هاري بوتر، أن الأفلام تميزت بالالتفات إلى أدق التفاصيل، وأشار في حديث لوكالة «رويترز» أثناء زيارته للاستديوهات «أنا سعيد بأنهم لم يتخلصوا من كل تلك الديكورات أو يدفعوا بها إلى المخازن، فهي بالفعل تستحق أن يحتفى بها».

ويتوقع مسؤولو الاستوديوهات أن يبلغ عدد الزوار خمسة آلاف زائر في اليوم، حيث تستمر الجولة لمدة ثلاث ساعات وتنتهي بجولة في دايغون آلي بين محلات معدات السحر ثم الدخول إلى قاعة تضم مجسم لقلعة هوغوارتس.

وقد بدئ تصوير أول أفلام السلسلة «هاري بوتر وحجر الفيلسوف» في استديوهات ليفزدون يوم 29 سبتمبر (أيلول) عام 2000، وكانت القاعة الكبرى هي أول الأماكن التي تم بناؤها للفيلم واستخدمت في تصوير الأفلام الثمانية. وتم بناء مكتب البروفسور دامبلدور في عام 2001 خلال تصوير الجزء الثاني من الأفلام «هاري بوتر وحجرة الأسرار»، والطريف أن المكتب محاط بأرفف من الكتب يحمل سرا خاصا يبوح به دليل الاستوديو، فهي ليست كتبا حقيقية، بل مجموعة من نسخ من دليل الهاتف المجلدة بشكل موحد. ويذكر الدليل أيضا أن الحافلة التي يستقلها بطل الفيلم خلال الجزء الثالث ويطلق عليها «ذا نايت باس» (الحافلة الليلية) صنعت خصيصا للفيلم بأن تم ضم حافلتين ذواتي الدورين التي تشتهر بهما لندن لصنع حافلة خاصة مرتفعة. وفي الجزء الرابع «هاري بوتر وكأس النار»، تم بناء بحيرة ضخمة داخل الاستوديو، حيث تم تصوير مشاهد للبطل تحت الماء.