جنون اللوتري يجتاح أميركا

أعضاء في الكونغرس يجربون حظوظهم

اصطف العشرات أمام أحد محال بيع الجرائد في لوس أنجليس لشراء بطاقات يانصيب أملا في الفوز بالجائزة الكبرى وهي 640 مليون دولار، وأعلن مساء أول من أمس عن الفائز بالجائزة التي شغلت أميركا (رويترز)
TT

رغم الحملة الانتخابية، والانتقادات المتبادلة بين قادة جمهوريين وقادة ديمقراطيين، والأزمة الاقتصادية، وارتفاع سعر البنزين، تصدر نشرات أخبار التلفزيون والإذاعة والصحف فوز شخص واحد بأكثر من 640 مليون دولار في أكبر لوتري في التاريخ. ورغم أن المسؤولين عن لوتري «ميغا مليونز» توقعوا أن يكون أكثر من شخص ربما اختار الأرقام الفائزة، سارعت كاميرات التلفزيون والفضوليون إلى متجر صغير في ولاية ماريلاند حيث اشترى الفائز التذكرة التي ربما تقارب مليار دولار بعد جمع كل عائدات اللوتري.

وصل الجنون الأميركي إلى أعلى مستويات المسؤولين، واعترف أعضاء في الكونغرس بأنهم اشتروا تذاكر. وقدم آخرون نصائح عن الأرقام التي يعتقدون أنها ستفوز.

غير أن الرئيس باراك أوباما لم يرفض شراء تذكرة فقط، لكنه شن هجوما عنيفا على اللوتري وعلى استعمال الولايات والبلديات والمحليات والمقاطعات لعائداته لتمويل ميزانيات التعليم وميزانيات أخرى. وكان جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، قال إن «الرئيس لا يواجه إغراء شراء تذكرة». وأعاد كارني إلى الأذهان أن أوباما كان انتقد فلسفة اللوتري في الماضي. وكان أوباما قال: «مما يقلقني أن نسبة كبيرة من الذين يشترون هذه التذاكر ينتمون إلى الطبقة الدنيا والطبقة العاملة. هؤلاء أكثر من غيرهم حاجة إلى المال، وها هم يغامرون بالمال القليل الذي عندهم».

وأضاف أوباما: «أعتقد أن هذه اللوتريات التي تشرف عليها الولايات هي نوع من الضرائب المجحفة على الفقراء والذين ينتمون إلى الطبقات غير الغنية. وأعتقد أنها وسيلة خطأ للولايات لتمويل ميزانياتها عن طريق اللوتري».

وأمس، قالت كارول ايفيرت، مسؤولة في مركز لوتري ولاية ماريلاند، إن الولاية سعيدة بأن الفائز فيها، وذلك لأن الولاية ستحصل على جزء من المبلغ حيث تعتمد، مثل ولايات كثيرة أخرى، على عائدات اللوتري لتمويل جزء من ميزانية التعليم. وقالت ايفيرت إن إجمالي عائدات تذاكر اللوتري وصل إلى مليار ونصف المليار دولار. وبالإضافة إلى نصيب الفائز أو الفائزين، ونصيب الولاية التي فيها الفائزون، يذهب جزء كبير إلى قسم الضرائب الاتحادي. هذا بالإضافة إلى أن الفائزين أنفسهم عليهم دفع ضرائب دخل شخصية.

وفي سنة 2007، سجل لوتري آخر رقما قياسيا عندما وصل إلى أربعمائة مليون دولار، تقاسمها شخصان في ولايتي جورجيا ونيوجيرسي.

واجتاحت الحمى الكونغرس، فبينما اعترف أعضاء في الكونغرس أنهم اشتروا تذاكر، قال السيناتور السابق جود غريغ الذي كان قد فاز بقرابة مليون دولار في سنة 2005، إن الذين سيفوزون بملايين الدولارات «يحتاجون إلى مساعدات من خبراء لإدارة ملايينهم». وقدم نصائح في مواضيع الضرائب والاستثمار. وقال إنه اشترى تذاكر أول من أمس، لكن لم يعرف إذا كان قد فاز هذه المرة أيضا. وإنه، عندما فاز، كان اشترى فقط عشرين تذكرة بعشرين دولارا. وإنه لم يجر «حسابات رياضية ونظريات فلسفية وأرقام أعياد ميلاد. الماكينة اختارت الأرقام الفائزة أوتوماتيكيا». وتندر قائلا: «قبل أن أتسلم المبلغ الفائز، كانت زوجتي صرفته في شراء فساتين وأثاث وأدوات مطبخ».

وقال عضو الكونغرس من ولاية نيو جيرسي، فرانك بالون إنه، أيضا، حاول حظه هذه المرة. وإنه كان قد كسب خمسة وعشرين ألف دولار في لوتري سنة 2010، ولكن بطريقة غير مباشرة، وذلك لأن والده الذي كان عمره تسعين سنة، كسب قرابة مائة ألف دولار، وقسمها على نفسه وعضو الكونغرس وشقيقه.

وقال بالون: «كان لوالدي نشاط كبير في مجالات المراهنة. كان يراهن في سباق الخيل كثيرا». ونصح الفائزين في اللوتري بأن يستثمروا أموالهم وألا يصرفوها في هدايا وشراء كماليات. وقال: «أقترح أن يفكروا قبل أن ينفقوا كثيرا من أموالهم. وأن لا تقودهم موجات إنفاق وترف».