رحيل الفنان سيد عبد الكريم عن عمر يناهز 75 عاما

لقبه جمهوره بـ«المعلم زينهم السماحي»

الفنان سيد عبد الكريم
TT

شيعت عصر، أمس، من مسجد النور بحي العباسية بالقاهرة جنازة الفنان سيد عبد الكريم، الذي وافته المنية صباح أمس عن عمر يناهز 75 عاما، بعد مشوار طويل في عالم التمثيل، اشتهر خلاله بدور «المعلم زينهم السماحي» في مسلسل «ليالي الحلمية».

وتخصص الراحل في تقديم الدراما التلفزيونية، حيث وصلت أعماله فيها لأكثر من 70 عملا، بعد أن برع في تجسيد أدوار «المعلم»، والرجل الشعبي البسيط الذي يتصرف بشهامة «ابن البلد» ويتمتع بشعبية بين أهل منطقته. ورغم عدم تقديمه لأدوار البطولة فإنه تميز في الأدوار الثانية والمساعدة للنجوم، حيث عمل مع كبار الفنانين، منهم يحيى الفخراني وصلاح السعدني وممدوح عبد العليم وهشام سليم وغيرهم من النجوم.

ويعد مسلسل «ليالي الحلمية» أحد أهم مسلسلات سيد عبد الكريم على الإطلاق، الذي جسد من خلاله شخصية «المعلم زينهم السماحي» وهو الاسم الذي لازمه إعلاميا واشتهر به كذلك بين جمهوره. كما شارك الراحل في الكثير من المسلسلات الناجحة منها «جمهوريه زفتى»، و«زيزنيا»، و«هي والمستحيل»، و«خالتي صفية والدير»، و«امرأة من زمن الحب» و«أميرة في عابدين».

أما في السينما، فيعد دوره في فيلم «المهاجر» مع المخرج يوسف شاهين، واحدا من أهم أعماله السينمائية، وكذلك دوره في فيلم «كتيبة الإعدام» مع الفنان نور الشريف.

والفنان الراحل كان يعمل في الأصل أستاذا جامعيا، حيث تخصص في علم مقاومة الآفات بكلية الزراعة، لذا كان زملاؤه في الجامعة يعتبرونه أستاذا جامعيا بدرجة فنان، وفي نفس الوقت كان زملاؤه في الوسط الفني يتعاملون معه على أساس أنه فنان بدرجة أستاذ جامعة.

بينما بدأت رحلته مع الفن منذ صغره، حيث كان يقلد والده ويرتدي ملابسه بطريقة مميزة كانت تثير دهشة من حوله، خصوصا أصدقاءه وأشقاءه، وعندما التحق بمدرسة رياض باشا الابتدائية بمنطقة الرمل بالإسكندرية سارع بالمشاركة في فريق التمثيل بالمدرسة، وكان محبوبا جدا من زملائه لخفة ظلة وأيضا لطيبته الشديدة، وأطلق عليه أصدقاؤه لقب «كيمو» نسبة إلى اسم عبد الكريم، كما كان عضوا بارزا في فريق التمثيل بمدرسة الرمل الثانوية، وقام ببطولة الكثير من المسرحيات.

أما في المرحلة الجامعية، فكان عبد الكريم دائم الاستماع إلى نصائح الفنانين الكبار الذين كانوا يأتون من وقت لآخر لمشاهدة العروض المسرحية بالجامعة، حيث نصحه وقتها المخرج الراحل نور الدمرداش بأن يركز في التمثيل ويبتعد عن الإخراج، خصوصا أنه كان أحيانا يقوم بإخراج بعض الأعمال المسرحية.

ورغم موهبة سيد عبد الكريم فإن والده كان يعارض احترافه الفن ويريده أن يعمل في مهنة مرموقة ذات مكانة اجتماعية، وبالفعل عمل عبد الكريم كمدرس جامعي بعد تخرجه، لكن الفن اجتذبه مرة أخرى، وكانت المفاجأة أنه غامر وجسد شخصية «عربجي» في أول مسلسلاته التلفزيونية «النصيب»، وهي شخصية بعيدة تماما عن طبيعة مهنته الأساسية ومع إتقانه للدور وبراعته فيه توالت عليه الأعمال الفنية واحدا تلو الآخر.

ومع رحيل عبد الكريم، عبر الكثير من الفنانين لـ«الشرق الأوسط» عن حزنهم لفقدانه، حيث قال الفنان صلاح السعدني إنه فوجئ بخبر وفاته، مبينا أن الراحل اشتهر بطيبته الشديدة وتواضعه الجم. كما عبر نقيب الممثلين الفنان أشرف عبد الغفور عن حزنه على وفاة الفنان الراحل الذي قدم للدراما التلفزيونية الكثير من الأعمال المهمة والمؤثرة. بينما قال المخرج محمد فاضل: «جمعتني بالفنان الراحل علاقة صداقة قوية منذ أيام الدراسة بكلية الزراعة، وشاركنا في الكثير من الأعمال الفنية معا، ورحيله خسارة كبيرة للوسط الفني».

وأشار الفنان سمير غانم إلى أنه كان يعرف الفنان الراحل منذ المرحلة الجامعية أيضا، حيث كان يسبقه ببضع سنوات في التعليم، وكان طالبا مجتهدا، كما كان فنانا مخلصا ومحبا لعمله.