الفنون المعاصرة تتألق في مهرجان بوسط البلد بالقاهرة

يستمر أسبوعين بمشاركة فنانين مصريين وعرب وأجانب

مهرجان الفنون المعاصرة بوسط البلد حالة فنية خاصة تعيشها القاهرة
TT

حالة فنية خاصة تعيشها حاليا شوارع القاهرة بمنطقة وسط البلد، انطلقت شرارتها أول من أمس مع بدء فعاليات مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة «دي كاف»، الذي يمتد على مدار أسبوعين وحتى منتصف أبريل (نيسان) المقبل.

يتضمن المهرجان 14 حفلة موسيقية، و15 عرضا مسرحيا وراقصا، ومعرضا للفنون البصرية ومحاضرات لفنانين، وعروضا للأفلام، وورشا فنية يشارك فيها أكثر من 150 فنانا من مصر ودول العالم.

ويعد المهرجان الأول منذ قيام ثورة 25 يناير (كانون الثاني) العام الماضي، لذا تقوم الهيئة العامة للمهرجان بإهداء دورته الأولى إلى أرواح شهداء الثورة.

وسعيا لتنويع المتعة يقدم المهرجان أنشطته المختلفة من قبل فنانين معاصرين من مصر والعالم العربي، وذلك من خلال استخدام المسارح والساحات الثقافية المرموقة في وسط المدينة، بالإضافة إلى استخدام مواقع غير تقليدية للعرض مثل المباني التاريخية، وواجهات المحلات، والأزقة، وأسطح المباني كمواقع للأداء والعروض والتركيبات الفنية، كما يسعى لامتزاج الجمهور والمؤدين مع المدينة بطريقة جديدة.

أحمد العطار، المدير الفني للمهرجان، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «المهرجان نتاج مجهود عدة مؤسسات فنية مستقلة، منها (غاليري تاون هاوس) و(استوديو عماد الدين) و(مسرح الفلكي) بوسط البلد». وأضاف أن فكرة المهرجان جاءت منذ أكثر من عام، ولكن تعطلت كثيرا بسبب الثورة إلى أن تم تفعيلها في تلك الفترة، وسط عروض غير تقليدية مثل عروض الرقص الحديث في الشوارع بوسط البلد.

وعن الدول المشاركة في المهرجان، أضاف العطار أنه «بجانب مصر، هناك فرنسا وهولندا وإسبانيا والمغرب ولبنان ودول أخرى، إلى جانب تعدد مصادر تمويل المهرجان، من مراكز أجنبية والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى شركات مصرية كشركة الإسماعيلية ووزارة الثقافة».

ويرجع اختيار منطقة وسط البلد لتقديم العروض إلى كونها تمثل قلب القاهرة وبؤرة مهمة للأحداث، خاصة عقب الثورة بميدان التحرير، بالإضافة إلى هدف إحياء واستصلاح وسط القاهرة كمركز ثقافي نابض بالحياة، والاستفادة من التراث المعماري والاجتماعي الفريد بالقاهرة وبموقعها المركزي الذي يتمتع بشهرة عالمية.

ومن ضمن فعاليات المهرجان، معرض الفنون البصرية «أنا مش هنا»، المقام بـ«غاليري تاون هاوس» بوسط البلد، وهو الجزء الخاص بالفنون المعاصرة بالمهرجان، فهو عبارة عن معرض فارغ تتخلله سلسلة مسائية من المداخلات الفنية غير التقليدية، حيث تسمى تلك الأعمال الفنية بالغائبة، علما بأنها كانت ممنوعة من العرض في وقت ما، لأسباب تتعلق بالرقابة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. وهناك ورش عمل للتمثيل والرقص المعاصر وتعلم الموسيقى، وذلك على أيدي خبراء فنيين عالميين.

كما يتضمن المهرجان بعض العروض والورش التي يعد لها الحجز مسبقا بتذاكر تتراوح أسعارها بين 20 و40 جنيها مصريا، بالإضافة إلى مجانية بعض العروض البصرية بـ«غاليري تاون هاوس».

ويطمح أعضاء المهرجان لأن يصبح واحدا من أهم الأحداث العربية السنوية للفن من خلال الوصول إلى مجموعة واسعة من الجمهور المصري، وذلك عبر التواصل مع الجمهور، ليس فقط في العروض، بل أيضا عبر الإنترنت من خلال موقعهم الإلكتروني وصفحتهم على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»، بالإضافة إلى الاستفادة من مناخ الحرية حاليا في مصر وتنوع مجتمعها، ما يساعد على أن تقدم لجمهورها رؤى إبداعية جديدة للمستقبل من خلال عروض الفن المعاصر المختلفة.