يظهر سير ويليام باتي، السفير البريطاني لدى أفغانستان المنتهية ولايته، كضيف شرف خلال أحداث مسلسل كوميدي أفغاني تلفزيوني سياسي ساخر ينتقد الفساد والروتين الحكومي في البلاد. ويكشف المسلسل الكوميدي عن عالم من المؤامرات والمسؤولين الفاسدين الذين يعملون في «وزارة القمامة». ورغم أن هذه الوزارة في دولة خيالية، يستطيع الأفغان، الذين يعملون تحت سلطة نظام بيروقراطي فاشل وعدواني في دولة تعد من أكثر الدول فسادا على مستوى العالم، تخمين الشخصيات منذ الوهلة الأولى. ويلعب ويليام دور سفير «بورلاند»، التي يأمل سفيرها الفاسد أن تزوده بالمال اللازم لشراء شقة. ويتضمن المسلسل مشهدا يظهر فيه وزير شرس يرتدي فراء حول عنقه وهو يلقي التحية على ويليام، الاسكوتلندي، الذي يجسد شخصيته بنفسه.
وصرح سير باتي لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية قائلا: «لقد قمت بذلك لأنني أومن بأن النقد الساخر عنصر مهم في أي نظام سياسي. إذا تعلمت أن تضحك على نفسك، تدرك أن لديك نظاما قويا يتفاعل مع الشعب. كذلك أردت أن أوضح للشعب الأفغاني أن السفير البريطاني ليس سوى بشر، وأثبت قدراتي التمثيلية». وحذر ويليام، الذي يغادر كابل خلال الأسبوع الحالي للتقاعد، بداية الشهر الماضي من احتمال منع المساعدات البريطانية عن أفغانستان إذا لم تتخذ حكومة حميد كرزاي المزيد من الخطوات لتطهير الحكومة من الفساد. وفي تقرير المسح العالمي للفساد الذي نشر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي من قبل منظمة الشفافية العالمية ومراقبة الكسب غير المشروع، مقرها برلين، احتلت أفغانستان المرتبة الأولى بين أكثر الدول فسادا. ويقول الخبراء إن الفساد بات مشكلة متفشية بشكل كبير لدى العديد من المسؤولين في أفغانستان، وإن على الحكومة والقوى الأجنبية بذل المزيد من الجهود لمكافحته. وكانت الحكومة الأفغانية تعهدت في مؤتمر كبير أقيم لدعم أفغانستان في ألمانيا الاثنين الماضي بمكافحة الفساد لضمان الحصول على دعم دولي مستدام. واتهم الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في ديسمبر الماضي، وسائل الإعلام الغربية بتقديم دعاية مضادة لمستقبل بلاده، والأجانب بتغذية الفساد في أفغانستان عبر منح عقود لأقارب المسؤولين الأفغان وعرقلة مكافحة هذا النوع من الاختلاسات في بعض الأحيان.