روائع الخط العربي والمنمنمات الشرقية وفنون أوزبكية تقليدية في دبي

ضمن معرض يستمر حتى نهاية شهر أبريل الحالي

المصحف الشريف في أوزبكستان
TT

تحتفي دبي حاليا بمعرض «روائع الخط العربي والمنمنمات الشرقية والتقاليد الأوزبكستانية»، الذي افتتحه الشيخ ماجد بن محمد بن راشد رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، وغولنارا كريموف رئيسة منتدى الثقافة والفنون في بلدها ابنة الرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف، في مؤسسة «العويس» الثقافية.

وتمثل الثقافة الأوزبكستانية رافدا مهما في الحضارة الإسلامية، وكان لها حضورها المستمر عبر التاريخ، ومنها أقاليم لها شهرة عريقة في تاريخ الإسلام، مثل بخارى وسمرقند وطشقند وخوارزم. فقد قدمت هذه المناطق علماء أثروا التراث الإسلامي بجهدهم، أبرزهم الإمام البخاري والخوارزمي والبيروني والنسائي وابن سينا والزمخشري والترمذي.

يتضمن المعرض بعض الأعمال النادرة لفن الخط العربي، ومنمنمات شرقية وفنون أوزبكية تقليدية. ويلخص المعرض إرث هذا البلد العريق ضمن ثلاثة أقسام: قسم المخطوطات القديمة، وقسم النوادر، وقسم الثقافة التقليدية. ويعتبر هذا المعرض فرصة قيمة للزوار لاستكشاف نوادر الفن الإسلامي ومشاهدة تحف نادرة تروي كل منها جانبا من التراث الروحي، إضافة إلى رؤية أدوات الاستخدام اليومي لملوك وأمراء بلاد ما وراء النهر، وكذلك عروض الفلكلور الأوزبكي.

ويعد كتاب «نماذج الخط وفن المنمنمات الشرقية» أهم عنصر في هذه الفعالية. فالكتاب من منشورات المنتدى، وطبع عام 2009، ويعتبر أول تجربة في مجال فهرسة القطع النادرة من فنون الخط العربي والمنمنمات الشرقية. وتعود المعروضات إلى مجموعة مقتنيات عبد الغفار رزاق بخوري الخطاط والمدرب في مدرسة الخط العربي.

ويتألف المعرض من تسعة أقسام تغطي مختلف أنواع الخط والشعر والرسم والمنمنمات، إضافة لإيحاءات فن العمارة والتحف والنوادر التاريخية. فمن أهم المعروضات مجسمات وتصاميم المصحف الشريف، حيث تمتزج تقنيات التصميم وأساليب الخط بأحاسيس الجمال الروحاني الأخاذ. ولا تقل باقي المعروضات روعة وجمالا. ويقدم القسم الأول فرصة ثمينة لمشاهدة معروضات وروائع المنمنمات الشرقية إضافة لأعمال فنانين معاصرين من أوزبكستان. وعرضت نسخ نادرة من المخطوطات بعضها يعود إلى فترات بعيدة زمنيا، فضلا عن الرسومات التي تسمى «ظرافشان»، وتتم برش جزيئات ذهبية اللون، حيث يتكرر النسق ويكمل محور اللوحة في قلبها. وهي تقنية تطورت على مر السنين وجرى استخدامها في الأعمال الإبداعية في مدارس المنمنمات في مدن تبريز وحرات وسمرقند بصفة خاصة، كما تستخدم الزخرفة أحيانا في هوامش اللوحات مع سمات رمزية وتجريدية.

أما في قسم النوادر المخصص للقطع التاريخية النادرة فنجد ثياب أمراء بخارى وثيابا رجالية ونسائية من حقب تاريخية مختلفة تحكي كل منها قصصا من أزمنة غابرة. وبالمجمل يزدان هذا المشروع بتحف وروائع من المقتنيات النادرة العائدة لمتحف الفن والعمارة الدولي في بخارى، ومتحف حكومة أوزبكستان، ومقتنيات منتدى الثقافة والفنون لجمهورية أوزبكستان، إضافة لمقتنيات خاصة.

أما الثقافة التقليدية لأوزبكستان فتتجلى في مشغولات يدوية تعكس جماليات الفنون التطبيقية لهذا البلد. ومن المعروضات فن النقش على الخشب والمعادن والحياكة المنقوشة والحياكة المذهبة والرسوم اللامعة والخزفيات من مجموعة متاحف طشقند، ومجموعة منتدى الثقافة والفنون لجمهورية أوزبكستان، ومقتنيات خاصة. إن ما يجعل هذا المعرض مميزا هو الإبداعات الحديثة لفنانين معاصرين وحرفيين مهرة يستلهمون التراث الأصيل ويتوارثونه عبر الأجيال.

ثم قدمت فرقة فنية أوزبكستانية معزوفات فلكلورية ورقصات تعبيرية أداها عازفون وراقصون بارعون، كما استمتع الحاضرون بتذوق نماذج من الأطعمة الأوزبكستانية، وتم التقاط الصور التذكارية في قاعة المعارض بالقرب من النوادر التاريخية.

المعرض يستمر حتى 30 أبريل (نيسان) الحالي.