فيلم يروي قصة فريق كرة السلة للفتيات بالجامعة الأميركية في السليمانية

عرض مؤخرا في مهرجان «هيومان رايتس ووتش» في لندن

TT

حالف العالم العربي الحظ في الاحتفاء بالكثير من الرياضيات الناجحات، فكانت العداءة المغربية نوال المتوكل، الفائزة بميدالية ذهبية في بطولة الألعاب الأولمبية، اسما ملهما في ثمانينات القرن العشرين، وحاليا تشتهر حنان أحمد خالد من مصر بوصفها أفضل لاعبة ألعاب قوى، أما رقية الغسرة، العداءة البحرينية التي شاركت في أولمبياد بكين 2008، فقد شجعت النساء في دول الخليج على الاهتمام بالرياضة، وفي هذا العام سوف تحمل السعودية ريما عبد الله الشعلة الأولمبية في أولمبياد لندن. إذن ما الذي يجعل قصة فريق كرة السلة للفتيات بالجامعة الأميركية في منطقة السليمانية بالعراق مختلفة؟

«سلام دانك»، الذي عرض مؤخرا في المهرجان السينمائي الذي تقيمه منظمة «هيومان رايتش ووتش» في لندن، هو فيلم وثائقي يعرض لتلك القصة.

الفيلم لا يتناول فقط الصعوبات التي تواجه النساء في مجال الرياضة في الشرق الأوسط، مثل «نساء في الملعب» الذي يدور حول النساء اللائي يلعبن كرة القدم في فلسطين، و«أوف سايد» الذي يتناول نساء يمارسن رياضة كرة القدم في إيران. فبحسب «سلام دانك»، يوجد في العراق مجموعة من فرق كرة السلة النسائية، وهي رياضة شائعة في أميركا، تمول بشكل أساسي من قبل الحكومة. وعلى الرغم من أن فكرة النساء والرياضة لا يتم التعبير عنها من خلال تعليقات الناس في الشارع باعتبارها فكرة جديدة، فإن هذا الفيلم يتناول بالفعل فكرة تعلم المثابرة من خلال الرياضة، ويروي قصة هؤلاء الفتيات من خلال ملاحظة الألعاب التي يمارسنها ومذكراتهن الشخصية المسجلة بالفيديو والعلاقة المدعمة التي تربطهن بمدربهن الأميركي، ريان.

يتألف الفريق من مجموعة نساء من مناطق مختلفة من العراق، يشكلن معا مجموعات عرقية متعددة من العرب والأكراد والتركمان وغير ذلك من الأعراق. وفي ظل وجود قضايا التوترات الطائفية والعرقية يتحدث أفراد الفريق عن العمل معا كفريق، وتعلم تجاوز الاختلافات والتوحد بهدف تحقيق الفوز في كل مباراة.

ومن خلال هذا الفيلم المفعم بالحياة، خصوصا بفضل الموسيقى التصويرية الكردية الرائعة النابضة بالحيوية، يتعرف الجمهور على الصعوبات التي قد واجهتها تلك الفتيات في حياتهن أثناء الحرب والغزو الأميركي اللاحق.

عدد كبير من الفتيات اللاتي يصورهن الفيلم من بغداد، حيث تتسم الحياة بالعنف والفوضوية. فتتحدث صفاء، كابتن الفريق، عن فقدان أخيها وأبيها في الحرب «بسبب الموقف الأمني». وبعدها تركت والدتها عيادة الأسنان التي تملكها للعمل في مجال السياسة. والآن تدرك صفاء، التي تعيش مع أمها في السليمانية، أنها يجب أن تكون الابنة الكبرى القوية التي تدعم أمها.

يعترض مسار الفيلم بشكل متقطع تعليقات من أفراد في الشارع يتحدثون فيها عن فكرة النساء والرياضة بشكل عام. ويتذكر رجل أكبر سنا أنه في فترة الستينات لم يكن هناك نساء في مجال الرياضة، ولم تبدأ النساء في الانضمام إلى الأندية الرياضية إلا بعد السبعينات. وتشرح صفا أنه قد تكون الرياضة هي الوسيلة المثلى لإزالة الحواجز الثقافية.

ويعتبر «سلام دانك» فيلما وثائقيا حافلا بالآمال ينحو بالمشاهدين بعيدا عن العراق التي مزقت أوصالها الحرب إلى مكان يعتبر متقدما من قبل النساء الشابات اللائي يعشن هناك. والفيلم الوثائقي «الذي يبث مشاعر السعادة» يأخذ المشاهدين عبر مكاسب وخسائر الفريق وجهود الفتيات المتواصلة من أجل الوصول إلى مستوى أداء أفضل، من أجل أنفسهن وبلدهن المنكوب. ومع أنه من الواضح أنه لن تتحقق معجزة من خلال هذه الرياضة، فإن ثمة عنصر قوة في رؤية مجموعة فتيات يتعلمن قيمة المثابرة من خلال العمل الجماعي والتحدي البدني والمنافسة.