نظارات «غوغل».. تتواصل مع الإنترنت وتعرف مستخدميها بالعالم المحيط

تقنيات الواقع المعزز تتيح الحصول على البيانات والخرائط والاستماع للموسيقى والاتصال بالأصدقاء

مشهد للأيقونات التي تظهر على عدسة النظارات
TT

ما رأيك في نظارة إلكترونية تتواصل مع الإنترنت مصممة بتقنيات الواقع المعزز، تعرض البيانات والمعلومات عن الأشخاص والمواقع والمطاعم القريبة منك على عدساتها فور اقترابك منها، إضافة إلى تواصلها بالصورة والصوت مع الإنترنت، ومع كل مجموعاتك من زملائك في العمل والأصدقاء؟

هذا ما كشفت عنه شركة «غوغل» العملاقة أول من أمس حين قدمت عروضا مصورة (فيديو) لنظارتها الجديدة المطورة ضمن «مشروع النظارات» (بروجيكت غلاس) في شبكتها الاجتماعية الحديثة العهد «غوغل+». وطلبت الشركة من الخبراء إبداء آرائهم في تصميمها، إلا أن الشركة لم تذكر موعدا لطرح النظارات.

وقد صمم نموذج النظارات بأقل حجم ممكن بشاشة للعرض شبه شفافة تسمح لأصحابها بالنظر فيما حولهم كما تعرض بيانات وخرائط وتظهر عليها أيقونات للتواصل. وتصمم النظارات بلاقطة صوت (ميكروفون) تتيح لصاحبها إصدار الأوامر للحصول على الإرشادات أو الاتصال مع شخص آخر.

وقالت «غوغل» في إعلانها الجديد إن الشركة «طورت نوعا من التقنيات للمساعدة في البحث في أعماق العالم والتشارك بمعلوماته، في اللحظة الراهنة»! وتعتبر شركة «آبل» أهم الشركات المنافسة في ميدان الكومبيوترات التي يمكن ارتداؤها؛ إذ حصلت عام 2008 على براءة اختراع لجهاز يعمل بتقنيات الليزر يوضع على الرأس وله نظارات مزودة بشاشات، فيما حصلت «سوني» مع «مايكروسوفت» على براءة اختراع لفكرة «شاشة عرض صغيرة جدا توضع على العين» مخصصة لأغراض «ممارسة الألعاب وأكثر».

إلا أن مختبر «أكس» التجريبي التابع لـ«غوغل» الذي أعلن عن تطوير النظارات الجديدة قد نجح كما يبدو في حشد خبراته في هذا الميدان، بعد أن تمكن من اجتذاب خبراء انتقلوا من «آبل» إليه، أحدهم ريتشارد دي فول المهندس المتخصص في الكومبيوترات التي يمكن ارتداؤها على الجسم الذي ترك «آبل» العام الماضي ويعمل الآن مع فريق من المختبر يرأسه أسترو تيلر المتخصص قي نظم الذكاء الصناعي. ويفكر مختبر «غوغل» هذا في تطوير تصاميم مختلفة، أحدها نظارات توضع على النظارات الطبية.

وسوف تتيح النظارات استخدام أيقونات تقدم 14 خدمة لصاحب النظارات؛ ومنها معلومات عن الطقس، وعن الموقع الجغرافي، والتذكير بالمواعيد اليومية. ويمكن أن تظهر مثل هذه البيانات إما بطلب من صاحب النظارات أو عند وجوده في موقع ما. (انظر الرابط الإلكتروني: ومثلا يظهر على الشاشة تنبيه إلى أن صديقا ما يرغب في مقابلتك، أو تظهر خريطة سير من «غوغل» تشير إلى الطريق اللازم عبوره للوصول إلى هدف ما. كما تسمح النظارات بالاستماع إلى برامج الراديو والموسيقى. وهذه هي أول مرة تؤكد فيها «غوغل» التكهنات التي راجت حول تصميم نظارتها (طالع «الشرق الأوسط» - ملحق تقنية المعلومات 21 فبراير/ شباط الماضي). وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن النظارات ستطرح بثمن يتراوح بين 250 و600 دولار، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أنه من المبكر معرفة موعد طرحها لأن النموذج الحالي لا يزال بحاجة إلى تطويرات أخرى.

وفي عالم يدخل عصر الكومبيوترات الصغيرة التي يمكن لأي إنسان ارتداؤها، قال خبراء في هذا المجال إن مشكلة هذه التقنيات تتمثل في مسائل تطويرها بأحجام صغيرة مع بطارياتها ونظمها اللاسلكية وأجهزتها الملاحية.

ونقل موقع هيئة الإذاعة البريطانية عن غرين كريس المحلل التكنولوجي في «مجموعة ديفيس مورفي» الأوروبية أن «مشكلة التقنيات هذه في كونها قد تجبر مستخدميها على توزيع أجزائها المختلفة التي ترتبط بالنظارات على مناطق من أجسامهم، ولذا، فإن تصغير حجمها يحتل الأولوية».

ويرى محللون أميركيون أن «غوغل» التي بهرت العالم بخزائن بوابتها الإلكترونية ودخلت شتى الميادين الإلكترونية، أخذت تفوز بقصب السبق مع «آبل» في هذا الميدان. وقال مايكل ليبهولد الباحث الأقدم في الكومبيوترات التي يمكن ارتداؤها على الجسم في «معهد المستقبل» في ألتا بالو في كاليفورنيا: «إضافة إلى أن (غوغل) تمتلك فريقا من (النجوم المتألقين) من العلماء المتخصصين في الكومبيوترات التي يمكن ارتداؤها على الجسم، فإنهما تمتلك أيضا ذخيرة من البيانات ومنها خرائط (غوغل)». وأضاف في حديث نقلته صحيفة «نيويورك تايمز»، أن «التصميم الجديد للنظارات لا يبدو كبيرا مثل نماذج التقنيات السابقة الموضوعة على الرأس. ومن الطبيعي أنه قد يصبح مزعجا لمستخدميه، إلا أن بمقدورهم التعايش معه مع الزمن».

وتنتشر تصاميم النظم الإلكترونية التي يمكن ارتداؤها على الجسم، فقد سوقت «نايكي» بداية هذا العام سوارا يوضع على المعصم يسمى «فيول باند» يمكنه رصد نشاط الإنسان، بينما طرحت شركة «جوبون» نظاما مشابها اسمه «آب». وتسوق «موتورولا» شاشة عرض توضع على الرأس مخصصة لرجال الأعمال اسمها «غولدن1».

وتروم وزارة الدفاع الأميركية اقتناء نظم مماثلة لهذه النظارات لبرنامج الدعم الجوي القريب، لربط الطائرات من دون طيار ومستشعراتها، مع المراقبين البشريين الذين يديرونها من الأرض. وتطور شركة «مايكروفيجن» محرك تشغيل في منتهى الدقة والصغر على عدسات بصرية خاصة تزرع داخل نظارات الموضة، أو تلك الخاصة بالوقاية. هذا في وقت يقوم فيه باحثون في جامعة واشنطن بعرض نموذج أولي لعدسات لاصقة يمكنها من تلقي وبث البيانات لاسلكيا، لكنها لا تستوعب حاليا سوى بيكسل واحد من المعلومات، لاستخدامها لقراءة رسائل البريد الإلكتروني القصيرة والرسائل الأخرى.

وعلى صعيد آخر، صرح لاري بيج المدير التنفيذي في «غوغل» في تصريح إعلامي له، أنه «سعيد بالتوسع الذي شهدته نواة شبكة (غوغل+) الاجتماعية». وأضاف: «ورغم أن ذلك لا يعني أنها ستصبح غدا أكثر انتشارا من الشبكات الاجتماعية الأخرى، فإن تتوسع بوتيرة أسرع منها».

وتتنافس «غوغل بلاس» التي يشترك فيها 100 مليون مستخدم مع شبكة «فيس بوك» التي يشارك فيها 845 مليون مستخدم. ووفقا للإحصاءات التي أوردتها شركة «كومسكور» الأميركية، فقد أنفق المستخدمون الأميركيون 3.3 دقيقة على شبكة «غوغل+» في يناير (كانون الثاني) الماضي، مقابل 7.5 دقيقة على شبكة «فيس بوك».

https://plus.google.com/u/0/111626127367496192147/posts.)