شهوة السلطة ورمزية الكرسي في معرض كريم القريطي بالقاهرة

احتضنه غاليري «المسار» تحت عنوان «العجل الذهبي»

TT

يحتضن غاليري «المسار» للفن المعاصر بحي الزمالك بالقاهرة، حاليا، أول معرض منفرد للفنان كريم القريطي، أصغر فناني الغاليري، تحت عنوان «العجل الذهبي» والذي انطلق في 8 أبريل (نيسان) الحالي، ويستمر حتى 5 مايو (أيار) المقبل.

ينتمي الفنان إلى الموجة الخامسة في الحركة التشيلية المصرية، ويحرص في أعماله على إدخال عناصر تراثية قديمة في قالب معاصر، يكسبها حيوية وامتدادا، كما تجسد لوحاته الصراعات الفكرية التي يمر بها الإنسان من قديم الأزل وحتى الآن، ومن أبرزها شهوة السلطة، موضوع المعرض.

حول معرضه يقول الفنان كريم القريطي، لـ«الشرق الأوسط»: «تزخر حياتنا اليومية بالكثير من المفاهيم السياسية والاجتماعية والدينية التي نناقشها على مدار الساعة، مثل (الاستقطاب، علاقة الدين بالسياسة، مفهوم الصراع إلخ..)، وقد أدخلتنا تلك الحياة في حالة من عدم الفهم والتخبط جراء كثرة المشاحنات بين مدعي البطولة بل وبين الناس أيضا. أحاول من خلال هذا المعرض التعرض لتلك الحالة المشحونة بصراع الأفكار والرؤى. وقد استلهمت فكرته من (أبيس) أو (حابي عنخ) المعبود المصري القديم، الذي عرف لاحقا في الديانات السماوية باسم العجل الذهبي نسبة لقصة موسى وبني إسرائيل، حين انقسموا على أنفسهم بعدما تكشف لهم الحق من الضلال، فمنهم من آمن ومنهم من تمسك بالنظام القديم».

وتأتي لوحة «الوسواس الواعظ» لتستكمل ما تطرحه لوحة «العجل الذهبي»، وتمثل الحوار بين موسى وفرعون، كما ورد في القرآن الكريم، حيث أخذ الفنان نصوصا منه وكتبها على الكرسي في اللوحة. وهنا يعلق القريطي قائلا «ظل الكرسي في ثقافتنا العربية رمزا للسلطة يوسوس للحاكم ويرشده للطريق المنفرد بالعرش. وفي المقابل نجد طموح المحكومين في أن يتحول الكرسي من ذاك الوسواس الخناس إلى واعظ يرشد الحاكم للعدل».

كريم القريطي ولد عام 1982 بالقاهرة. وهو حاصل على بكالوريوس فنون جميلة من جامعة حلوان بمصر. ويأخذ القريطي مفردات الحياة اليومية الاجتماعية المصرية من حوله مثل الشوارع المزدحمة كعنصر أساسي في تكوين أفكار لوحاته. ويعتبر الشارع بما يموج به من كتل بشرية مصدرا رئيسيا للإلهام في أعمال القريطي، وهو ما يفسره بقوله «الشارع المصري به حزن شديد أكثر من أي شارع آخر بالعالم. وقد أمضيت عدة أيام أرسم وأصور الناس في وسائل النقل العام في محاولة لدراسة اختلافات حالتهم المزاجية وعمق حزنهم، وكل هذا ينعكس على لوحاتي».

وفي هذا السياق وعلى مدار عامين، أنتج القريطي مجموعة من الأعمال تحت عنوان «الشعب والدستور»، استوحاها من شوارع مصر المزدحمة بعد مراقبة الناس وتعابير وجوههم، ملقيا الضوء على الدستور المصري الذي تم تعيينه نظريا لخدمة حقوق الحاكم والمحكوم والممارسات الدينية والسياسية والعدالة الاجتماعية، وأيضا معرفة الناس بكتاب جامع هو في النهاية بمثابة الملاذ الآمن لحياتهم.