في جدة.. بوتيك «قهوة» يتيح للزبائن تحضير طلباتهم بأنفسهم

يحوي 16 كبسولة مختلفة يتناولها الزائر واقفا أو متجولا

المقهى يقدم كبسولات القهوة على اختلاف أنواعها ونكهاتها، التي تزيّن حائطا كاملا بألوان مختلفة، منها الأحمر والأخضر والأزرق («الشرق الأوسط»)
TT

أصبح بإمكان أي شخص في مدينة جدة احتساء فنجان قهوته بشكل عملي بعيد عن الجلوس على طاولة لساعات طويلة، وذلك من خلال بوتيك للقهوة تم افتتاحه مؤخرا يتيح لزائريه إعداد قهوتهم التي يريدونها بأنفسهم وتناولها ضمن جولة على محتوياته، لمشاهدة مراحل إعداد القهوة منذ قطف البن وحتى تحضيرها، مع لوحة «ممنوع التدخين» داخل جدران البوتيك، وذلك في محاولة لإتاحة المجال أمامهم لتذوق طعم القهوة دون أي مؤثرات أخرى.

«نيسبريسو»، ذلك البوتيك الذي يحتل واجهة في أحد المباني المشهورة بشارع التحلية، يقدم ما يقارب 16 نوعا من كبسولات القهوة على اختلاف أنواعها ونكهاتها، التي تزيّن حائطا كاملا بألوان مختلفة، منها الأحمر والأخضر والأزرق، إذ يختار الزائر ما يحلو له من تلك الكبسولات ليقوم بتحضير قهوته بنفسه واحتسائها خلال الجولة على مرافق البوتيك.

علي شعيب، مدير بوتيك «نيسبريسو» في جدة، ذكر أن هذا المتجر يعد الأكبر من بين فروع «نيسبريسو» على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وتصل مساحته إلى نحو 250 مترا مربعا، مرجعا سبب اختيار مدينة جدة إلى حجم الاستهلاك الكبير للقهوة مقارنة بمناطق المملكة الأخرى، غير أن هناك توجها لافتتاح فرع آخر في الرياض خلال العام المقبل.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: تم تخصيص ثلاثة جدران في البوتيك؛ اثنان منهما يحملان اسم «ديسكفري وول»، حيث يحتوي أحدهما على جميع أنواع أجهزة تحضير القهوة المتدرجة بحسب أنواعها وأسعارها، بينما يتضمن الثاني كل الإكسسوارات المتعلقة بشرب القهوة كالأكواب وغيرها، في حين يشمل الثالث المسمى بـ«كوفي وول» كبسولات القهوة التي توفرها (نيسبريسو) لعملائها.

وأشار إلى أن بوتيك «نيسبريسو» في جدة يضم أيضا جزءا يسمى «كلوب روم» مخصصا للزوار، كي يلتقوا وجها لوجه بآليات تحضير القهوة من بداية قطفها وحتى إعدادها، فضلا عن غرفة القهوة التي يختار فيها العميل ما يريده من الكبسولات ليحضّر قهوته بنفسه تلقائيا مع إمكانية مساعدة اختصاصيي القهوة العاملين في البوتيك.

وأضاف: «هناك 16 نوعا من كبسولات القهوة التي يتم طرحها على مدار السنة باختلاف تركيزها ونكهاتها، إذ يتم تصنيعها وفق أكبر التقنيات الموجودة حاليا، وتحوي أنواعا متعددة من البن»، مؤكدا أن طريقة تغليف هذه الكبسولات محكمة جدا بحيث تكون عازلة للحرارة ومقاومة للتغيرات الخارجية.

ولفت إلى أن «نيسبريسو» يوفر أيضا ثلاثة أنواع من القهوة منزوعة الكافيين بنسبة 100 في المائة، خصوصا أن طريقة نزعه تعد طبيعية كونها تعتمد على غسل البن بالماء فقط مع تحديد عدد مرات الغسيل، بحسب التركيز المطلوب، ومن دون استخدام أي مواد كيميائية، وذلك وفق عمليات وصفها بـ«المعينة» التي يختص بها «نيسبريسو».

وأضاف: «فيما يتعلق بتركيز القهوة، فإنه مرتبط بتحميص البن من حيث درجات الحرارة والمدة المخصصة لذلك، إذ إن تلك الطريقة هي التي يتم من خلالها إظهار نكهات متنوعة دون أي إضافات على القهوة»، مبينا أن جميع أنواع الكبسولات المقدمة تقوم على استخدام الـ«أرابيكا» والـ«روبيستا» التي تغيّر طعم القهوة كونها حادة، غير أن إضافتها إلى الـ«أرابيكا» عادة ما تكون بنسبة 5 في المائة فقط، بينما تتميز الأولى بحسب مميزات البلد المستورد منه البن وخصائصه.

وأفاد مدير بوتيك «نيسبريسو» في جدة، بأن التنويع في التشكيلات التي يتم توفيرها يعتمد سنويا على البلدان المستورد منها البن، إذ يعمل البوتيك على تجميع انطباعات عملائه من خلال إتاحة فرصة تجريب النكهات، ومن ثم توظيفها من قبل اختصاصيي القهوة في اختيار مجموعات جديدة يتم طرحها كل عام، موضحا أن السعوديين يفضلون القهوة ذات التركيز العالي.

«ريستريسو» إحدى الكبسولات الموجودة في البوتيك، تتميز بنكهة قوية، إذ يتم إعدادها بواسطة حبوب البن المقبلة من كولومبيا والبرازيل وشرق أفريقيا، شريطة أن يتم فتح تلك الحبوب ببطء لضمان بقاء رائحتها كي تعطي نكهة الفواكه والشوكولاته.

بينما يتم جلب حبوب البن من جنوب أميركا لإعداد كبسولة «أربيجيو»، التي تستغرق وقتا طويلا في التحميص مع الشوكولاته، فضلا عن تحميص البن مع الخشب بخفّة لإعداد كبسولة «روما».

وللحصول على كبسولة «ليفانتو»، فإنه يتم تحميص حبوب البن بشكل متوسط مع الكراميل، بحيث تعطي نكهة متوازنة، إلى جانب تحميص البن المقبل من جنوب أميركا والبرازيل بخفة، ومن ثم إعداد كبسولة «كابريشيو».

أما «فولوتو»، فإنها معتمدة على البن المقبل من البرازيل وكولومبيا، الذي يتم تحميصه بطريقة خفيفة مع البسكويت والفواكه، غير أن كبسولة «كوسي» تعتمد على حبوب البن من غرب أفريقيا ووسط وشرق أميركا، التي تحمص بخفة لتحافظ على هشاشة الحمضيات.

«إندريا» المكونة من حبيبات بن شرق الهند، يتم تحميصها بقوة وبشكل سريع مع الكاكاو والبهارات والفلفل والمكسرات، وذلك بهدف الحفاظ على هوية القهوة، إضافة إلى كبسولة «روسابايا» ذات البن المقبل من كولومبيا، والمتميزة بأساس ناعم مكون من خليط الفواكه الحمراء والمربى خلال التحميص.

ولإعداد كبسولة «ديلساو» المكونة من بن البرازيل، فإنه يتم تحميصها بطريقة شبه جافة لإعطاء الطعم الحلو مع العسل والقطر، وذلك من أجل الحفاظ على نكهة السكر التي تصل إلى قلب حبوب القهوة.

وفيما يتعلق بكبسولة «فورتيسيو لانجو»، فهي مكونة من حبوب البن الغامقة المحتوية على خليط من وسط وشرق أميركا، الأمر الذي يعطيها مذاقا يميل إلى المرارة، غير أن كبسولة «فيفالتو لانجو» تعد مزيجا من جنوب أميركا وأجود أنواع البن البرازيلي وشرق أفريقيا، الذي يتم تحميصه مع الورود.

ولا تختلف كبسولة «فاين نيزو لانجو» عن السابقة إلا في تحميصها مع الياسمين ووردة البرتقال وأنواع أخرى من الزهور، إذ تحمّص بخفة ومن ثم يتم إنعاشها بالحمضيات.

«دي كافيانتو انتنسو»، كبسولة القهوة القوية المحمصة مع الكاكاو ورقائق الذرة، وهي مزيج من جنوب أميركا وكولومبيا، إذ يتم تحميصها لفترة قصيرة وتقليبها بعد ذلك مع نكهات مختلفة، إلى جانب «دي كافيانتو»، القهوة الخفيفة الخالية من الكافيين وتحوي فواكه حمراء ورقائق الذرة والفواكه المجففة المستخدمة في تحميص البن.

وبالنسبة لكبسولة «دي كافيانتو لانجو»، فإن طعم التحميص واضح جدا بها، كونها محمصة مع رقائق الذرة ببطء شديد، حيث تتكون من أجود أنواع البن البرازيلي والكولومبي.

من جهته، بين زياد عشي مدير بوتيكات «نيسبريسو» في السعودية، أن اختصاصيي القهوة يزورون المزارعين في مزارعهم المنتشرة على مستوى دول العالم لاختيار أجود أنواع البن الذي يتم قطفه يدويا، شريطة أن لا تختلف جودة المنتج على مدار الأعوام.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كل زائر للبوتيك يستطيع الاطلاع على الفيديو الذي يتم عرضه في (كلوب روم)، لمشاهدة مراحل تحضير القهوة، إلى جانب التعرف على النكهات الجديدة، وذلك من خلال تجربتها قبل اعتماد بيعها، ومن ثم أخذ انطباعات العملاء عنها»، مشيرا إلى أن ما يميز نكهات قهوة «نيسبريسو» هو إعدادها وفق جميع الأذواق من حيث النكهة وتركيزها.

وأوضح أن قهوة «إكسبريسو» باتت تشهد تطورا كبيرا في الأوساط السعودية بشكل خاص والمنطقة العربية على وجه العموم، خصوصا بين مجتمع رجال الأعمال بعد أن أصبحت كنوع من البرستيج لهم، ما يجعل معظمهم يحتفظون بأجهزة تحضيرها في مكاتبهم لإعدادها بأنفسهم وتقديمها لضيوفهم من منطلق الترحيب بهم.