«تلال أريحا».. أول مدينة صديقة للبيئة في فلسطين

41 فيللا مبنية من هياكل حديدية وألياف إسمنتية

منازل صديقة للبيئة
TT

يسابق مهندسو وفنيو شركة «تكنو هومز» الفلسطينية الزمن لبناء أول مدينة سكنية صديقة للبيئة في فلسطين، ووقع الاختيار على مدينة أريحا في الضفة الغربية.

واختارت الشركة، التي تملك المشروع، أريحا بصفتها الأكثر انخفاضا عن مستوى سطح البحر في العالم، والأكثر حرارة في الضفة الغربية، وهذا سيكلفها مواد عزل صديقة للبيئة باهظة التكلفة، لكنها مع ذلك تظل أقل من تكلفة منزل عادي.

وينصب العاملون هياكل حديدية، تغطيها ألياف إسمنتية، في منطقة نخيل مفتوحة وجميلة في أريحا، من دون أي استخدام للباطون والإسمنت، سوى في أرضية المبنى، ويسمح هذا ببناء منزل واحد في غضون أسبوعين إلى 3 فقط.

وقال جورج رزق، صاحب المشروع، لـ«الشرق الأوسط»: «إن الفكرة أخذت من واقع عاشه في كندا، إذ تلاقي مثل هذه البيوت هناك إقبالا كبيرا جدا». وأضاف، «الفكرة نجحت هنا أيضا ولاقت إقبالا لم نتوقعه».

وأردف «الناس مش مصدقة، وتأتي لتشاهد ما نبني وتشتري سلفا». ويوميا تسافر عائلات من مناطق مختلفة في الضفة الغربية إلى أريحا لمشاهدة المباني التي بدأت تتضح معالمها.

وتعتبر أريحا مشتى الفلسطينيين المفضل، بسبب طقسها الدافئ شتاء، وتضم المدينة الكثير من المعالم الأثرية والسياحية التي تستقطب الزوار، كذلك، مثل تل عين السلطان، وهو نبع ماء قديم جدا، بالإضافة إلى قصر هشام، ومقام النبي موسى، ودير قرنطل وأديرة أخرى دينية.

واشترت عائلات منازل صديقة للبيئة، بهدف الاستجمام، وأخرى للعيش الدائم.

ووصلت تكلفة المنزل الحالي الذي يعتمد على نظام متطور يسمى «اللوح السحري» إلى 150 ألف دولار، وهذا يوفر نحو 50 ألفا لو كان البناء سيتم بالإسمنت والباطون.

وتستخدم الشركة لبناء المنازل، ألواح الألياف الإسمنتية، وأحجارا صناعية، وجدرانا جاهزة ملساء مدهونة بنوع خاص من الدهان مقاوم للحرائق مع طبقة من غاز الأرغون لمنع التوصيل الحراري بين السطح الخارجي والداخلي، وروف مكون من صفائح معدنية، وشبابيك «دبل جلاس» عازلة للصوت والحرارة. وتناسب هذه المواد مناخ أريحا الصعب صيفا.

ويتكون مشروع «تلال أريحا» من 6 تصميمات مختلفة من المنازل والفيللات مختلفة الحجم، تتراوح مساحتها بين 90 و140 مترا مربعا، وتضم كل واحدة منها ما بين غرفتين إلى 4 غرف للنوم وحمامين في كل منزل.

ويقول رزق: «إنه يمكن تشطيب المنزل بأعلى مواصفات ممكنة، حسب الطلب والرغبة والإمكانيات».

وأضاف: «ميزة هذه المنازل أنها أقل تكلفة بكثير، مهما كان مستوى التشطيب فيها».

وتابع: «كما أنها تبقى على المدى البعيد أقل تكلفة في استخدام التدفئة والتبريد».

وستبني الشركة 41 «فيللا» صغيرة، على 6 مساحات منتشرة على نحو 18 دونما وتشترك كل مجموعة من هذه الفيللات، ببركة سباحة وحدائق صغيرة من النجيل الطبيعي.

ويخطط أصحاب المشروع لتحويله إلى حي متكامل، عبر بناء منتجع كبير وناد رياضي، يضم ملعب تنس وقدم وصالة رياضية متنوعة، بالإضافة إلى موقف سيارات كبير.