تجسس الشرطة على المسلمين يفوز في «بوليتزر»

جوائز أحسن الأعمال الصحافية الأميركية السنوية

لرسام الكاريكاتير مات وويركير، من صحيفة «بوليتيكو» (أ.ب)
TT

من بين الصحافيين الأميركيين الذين فازوا بجوائز «بوليتزر» التي تعطى كل سنة لأحسن الأعمال الصحافية، فاز 4 يعملون مع وكالة «أسوشييتد برس» لسلسلة تحقيقات أجروها ونشروها عن تجسس شرطة نيويورك على المسلمين هناك، وفي ولايات مجاورة. وأيضا، فاز صحافي يعمل في صحيفة «هافنغتون بوست» في الإنترنت عن مشاكل الجنود الأميركيين العائدين من أفغانستان.

وأظهرت المقالات أن الشرطة بشكل منتظم كانت تتابع خطب الجمعة في مساجد نيويورك، واستمعت إلى أحاديث المقاهي والأماكن العامة الأخرى التي كان يرتادها المسلمون. وأحيانا رصدت أفرادا وجماعات حتى عندما لم تكن هناك أي أدلة على أنهم مرتبطون بالإرهاب.

بدأت هذه السلسلة في أغسطس (آب)، واشترك فيها: مات أبوزو، آدم غولدمان، إيلين سوليفان، كريس هولي. وأدت القصص إلى سلسلة احتجاجات من مسلمين وغير مسلمين. وطلب 34 عضوا في الكونغرس التحقيق الفيدرالي في الموضوع، وأيضا تحقيقا داخليا من المفتش العام لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه).

لكن، دافع مدير الشرطة في نيويورك، ريموند كيلي، وعمدة نيويورك، مايكل بلومبرغ، عما حدث كـ«وسيلة قانونية شاملة لتكون المدينة آمنة».

وقالت رئيسة التحرير التنفيذية في وكالة «أسوشييتد برس»، كاثلين كارول: «واصلنا في الحلقات المسلسلة نشر أشياء لم يكن يعرفها أي شخص في مدينة نيويورك. أنا فخورة بذلك أكثر من فخري بأي شيء آخر».

وفاز بالجائزة أيضا ديفيد وود، مراسل الحرب المخضرم الذي يكتب في صحيفة «هافنغتون بوست» في الإنترنت عمره قارب السبعين سنة، وكان غطى حربي أفغانستان والعراق. وفي السنة الماضية، انضم إلى الصحيفة، وبدأ متابعة الجنود الذين كان شاهدهم مجروحين في أفغانستان. بحث عنهم اسما اسما، وتابع قصصهم. وذكر مجلس «بوليتزر» أنه تفوق في «استكشاف التحديات الجسدية والعاطفية التي يواجهها الجنود الأميركيون الذين أصيبوا بجروح شديدة في العراق وأفغانستان خلال عقد من الحرب».

غير أن وود أكثر من صحافي يبحث عن الحقيقة، وذلك لأنه شجاع في قول رأيه. حدث ذلك عندما رفض التجنيد في حرب فيتنام قبل 40 سنة تقريبا. وكتب: «ضميري لا يسمح لي بقتل ناس لم يعتدوا علي، وفي بلاد بعيدة». وعاش الأربعين سنة التالية كصحافي مع مجلة «تايم» وصحيفة «لوس أنجليس تايمز» وغيرهما.

وبالإضافة إلى الحروب في العراق وأفغانستان وباكستان، غطى حروب البوسنة، ونيكاراغوا والصومال، وصراعات إقليمية في أفريقيا.

وأيضا، منحت الجائزة لرسام الكاريكاتير مات ويركير، من صحيفة «بوليتيكو»، وهي صحيفة صغيرة تصدر في واشنطن وتتخصص في أخبار الكونغرس والحكومة والسياسيين. ووصفت اللجنة رسومه بأنها «طازجة ومضحكة، خاصة لأنها تتندر على الصراع الحزبي الذي يجتاح واشنطن».

وأمس، قال مات معلقا على حصوله على أرفع جائزة أميركية: «هذا شيء رائع. هذا حلم تحقق». وأضاف: «عملت في رسم الكاريكاتير لنحو 30 سنة. وحتى سنوات قليلة، لم أكن أتوقع الفوز حتى أصبحت واحدا من المؤسسين للصحيفة». ويقصد أنه ليس فقط رسام كاريكاتير إنما ناشر صحيفة. ورغم أن الصحيفة صغيرة جدا، لكنها نجحت منذ صدورها قبل 5 سنوات نجاحا كبيرا، وصارت مصدر كثير من أخبار الكونغرس، وذلك، طبعا، لأنها تخصصت في الكونغرس.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن فوز وكالة «أسوشييتد برس»، وهي ليست صحيفة، وصحيفة «هافنغتون بوست»، وهي ليست مكتوبة، وصحيفة «بوليتيكو»، وهي صغيرة جدا، يمكن أن تكون له دلالات بالنسبة للصحف العملاقة ووسائل الإعلام التقليدية. والتي يمكن أن تتهم بأنها تقاعست أو تكاسلت في البحث عن الجديد في هذا العصر الإعلامي الإلكتروني.

ومن صحيفة «نيويورك تايمز»، فاز جيفري غيتلمان للتقارير حول الصراع والمجاعة في شرق أفريقيا، وديفيد كوسينيوسكي لكشف أن أثرياء وشركات تعمل في مجال استغلال الثغرات الضريبية للتهرب من دفع الضرائب، أو جزء من الضرائب، المقرر عليها.

وفي المجال الثقافي، فاز فيليب كينيكوت، من كبار الكتاب الثقافيين في صحيفة «واشنطن بوست». وكان فاز في مقالات ثقافية كتبها في صحيفة مقالات وكتب «سانت لويس بوست ديسباتش» في سنة 2000.

وفي مجال الكتب السياسية، فاز جون لويس جاديس، مؤلف كتاب: «جورج كينان: حياة أميركية». وأيضا ماننغ مارابل، الذي توفي قبيل نشر كتابه: «مالكوم إكس» (زعيم السود الذي كان أسلم).