منصة «لغتي» للترجمة الذكية.. مشروع قطري للتواصل المعلوماتي مع العالم

اعتراف عالمي بتقنية «رصد» لمتابعة المرضى ودراسة حالات السكري والقلب

TT

شهد متحف «الكابيتول» بالعاصمة الإيطالية روما، أول من أمس، المرحلة الأولى من مشروع المنصة العالمية «لغتي»، وهي ثاني تكنولوجيا قطرية يتم تطويرها من قبل واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر.

وحضرت حفل التدشين الشيخة موزة بنت ناصر المسند، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. وتسهم المنصة الإلكترونية في توفير بيئة تفاعلية للمستخدمين من كل أنحاء العالم للتعامل مع المستندات القديمة والحديثة بشكل سلس وسهل يتيح لهم خاصية الإضافة والحذف والتعقيب دون المساس بالمستند الأصلي، إضافة إلى القدرة على ترجمة المستندات والوسائط المتعددة من وإلى أي لغة كانت بدقة عالية وذكية.

وأكدت الشيخة موزة أهمية دعم البرامج والمبادرات التي من شأنها خلق وسائل حديثة للتواصل بين جميع شعوب العالم من خلال استخدام التقنيات ووسائل التكنولوجيا الحديثة.

وقد وقعت واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر، بعد حفل التدشين، عددا من مذكرات التفاهم بشأن التعاون المشترك مع مجموعة من الجهات والمؤسسات الإيطالية الراغبة في استخدام منصة «لغتي». وأكدت الشيخة موزة أهمية تعزيز اللغة العربية، وقالت: «تواجه اللغة العربية في عالمنا العربي اليوم تحديات جمة، وعلى الرغم من أنها تتميز بكونها لغة شعرية، إلا أنها تتعرض في الوقت ذاته للتهميش حين مواجهتها لتحديات اليوم. ولهذا السبب يجب علينا تحديثها وتطويرها بشكل مستمر».

في حين نوه الدكتور تيدو مايني، مستشار العلوم والتكنولوجيا، رئيس واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر، بالدور الذي ستلعبه منصة «لغتي» في نشر الحضارة والثقافة العربية، قائلا «لقد استخدم العرب قديما أسلوب التحدث والتفاعل المباشر كأداة لنقل المعرفة. ونحن في واحة العلوم ابتكرنا (لغتي) لتصبح الأداة الحديثة لتلك الطرق والتقاليد العربية العريقة المواكبة لعصرنا هذا، مما سيتيح للجميع فرصة التفاعل المباشر مع الثقافة العربية المتميزة أينما كان موقعه في هذا العالم». والجدير بالذكر، أنه عند تطوير خاصية الترجمة الذكية لتقنية «لغتي» تم النظر إلى كل وسائل الترجمة الحالية، سواء التقليدية أو الموجودة على شبكة الإنترنت. وتم جمع أفضل خواصها وتطوير تقنية أعلى في المستوى ومعتمدة على الذكاء الصناعي، حيث إن التقنية تتعلم بشكل آلي وتطور نفسها مع زيادة عدد المستندات والوسائط المترجمة.

وفي الوقت ذاته، وقعت واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر مذكرة تفاهم مع جامعة البوليتكنيك في تورينو الإيطالية، سيتم بموجبها استخدام منصة «لغتي» من قبل الجامعة لتوفير خدمة الحصول على المحاضرات الدراسية الجامعية إلكترونيا لطلبة الجامعة وبعدة لغات مختلفة.

وقد أكد الدكتور سرجيو جونتي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة جونتي للنشر، أهمية هذه المنصة العالمية في خلق جسور للتواصل بين الشرق والغرب، ونشر الكتب والأبحاث إلكترونيا، وأوضح «لدينا اهتمام كبير في بناء جسور التواصل بين الشرق والغرب من خلال الثقافة، والعلوم والتعليم»، مضيفا أن «هذه المنصة ستساعدنا في مهمتنا الرامية لنشر المعرفة وتبادل الخبرات وتحسين العلاقات الودية بين إيطاليا والعالم العربي».

كما تحدث البروفسور باولو غالوزي، مدير متحف جاليليو، وأستاذ تاريخ العلوم في جامعة فلورنسا الإيطالية عن منصة «لغتي». وقال «سنستخدم في المتحف لغة تفاعلية مع الجمهور، وستكون تكنولوجيا المعلومات هي الوسيلة الأبرز التي سنستخدمها، وعليه وبكل تأكيد فإن منصة (لغتي) ستلعب دورا مهما في متحف جاليليو، حيث ستمكننا من تقديم فرصة رائعة لنشر ما حققته الحضارة العربية من إنجازات إلى جميع أنحاء العالم».

الجدير ذكره، أن المنصة الإلكترونية العالمية «لغتي» قد طورتها واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر، بهدف إقامة مكتبة افتراضية يتم فيها نشر النصوص العربية الحديثة والقديمة، وحفظها، وترجمتها لعدة لغات مختلفة وتوفيرها لجميع سكان العالم عبر المواقع الإلكترونية، بالإضافة إلى ترجمة تلك الوسائط المتعددة الأخرى من وإلى لغات مختلفة.

من جانب آخر، وفي متحف «الكابيتول» بروما، تم استعراض نتائج استخدام تقنية «رصد» في مستشفى «سانت أندريا» الإيطالي لمتابعة حالات المرضى. وتعد تقنية «رصد» أحد أهم ابتكارات واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر الذي تم تطويره بالتعاون مع مستشفى الطب الرياضي سبيتار، وذلك بحضور الشيخة موزة بنت ناصر المسند.

وكانت مذكرة تفاهم تم توقيعها في مايو (أيار) من العام الماضي بين واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر ومجلس مدينة روما، تم من خلالها استخدام تقنية «رصد» لمتابعة ودراسة حالات مرضى السكري، ومرضى القلب، بالإضافة إلى زيادة الوزن لدى الأطفال، وكذلك استخدام مجلس مدينة روما تقنية «رصد» لمتابعة وقياس معدلات الإجهاد والأرق لدى موظفيه.

وتعتبر تقنية «رصد» تقنية متطورة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال لتمكين المستخدمين من القيام بمتابعة الأداء الصحي عن بعد من خلال مجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار التي تنقل البيانات بواسطة شبكات لا سلكية وسلكية إلى خادم مركزي ليتم جمعها ومعالجتها لتقديم تقارير بيانية لحظية.

وقد تم الاعتراف بتقنية «رصد» دوليا كوسيلة قيمة في متابعة المصابين بأمراض مختلفة عن بعد، وتسجيل حالتهم على مدار الساعة.

كما وقعت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع مذكرة تفاهم بين واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر، وشركة «فازي» للتأمين الصحي، كبرى شركات التأمين في إيطاليا وأوروبا. وسيتم بموجب مذكرة التفاهم استخدام تقنية «رصد» في العيادات الصحية التي تعمل مع شركة «فازي» في إيطاليا ويزيد عددها على 2000 عيادة طبية، كما سيقوم الطرفان من خلال هذه الاتفاقية بتبادل المعلومات ذات الصلة بالطب الوقائي مع التركيز أكثر على أمراض القلب وداء السكري.