«مهرجان الربيع» يشرق على 6 مدن عربية

بين لبنان ومصر يتنقل أكثر من 100 فنان لإنعاش القلوب

مشهد من المسرحية التونسية «يحيى يعيش»
TT

«مهرجان الربيع 2012 ينتظركم كونوا على الموعد»، هكذا يقول الإعلان. الدعوة موجهة للبنانيين ومصريين في ست مدن مختلفة، سيستمتعون ببرنامج حافل يضم الموسيقى والغناء والمسرح، كما الرقص وخيال الظل.

في بيروت وطرابلس اللبنانيتين، وكذلك في القاهرة والإسكندرية وأسيوط والمنيا، ستقام الحفلات متنقلة بين المدن، بدءا من اليوم (الخميس).

هذا المهرجان السنوي الذي بات ينتظره محبو الفنون كل عام من تنظيم «مؤسسة المورد الثقافي» في القاهرة وجمعية «شمس» للفنون في بيروت، سينطلق لبنانيا هذه المرة من طرابلس، على مسرح «بيت الفن» بعرض «خيال الظل» للتركي جنكيز أوزبك يوم الخميس المقبل ويحمل عنوان «وحش القمامة». وأوزبك هو أحد آخر ثلاثة في العالم ما زالوا يجيدون هذا الفن، الذي كان معروفا في المنطقة، واندثر فنانوه ويكاد يختفي، مما حرك اليونيسكو لحمايته. وأوزبك سيقدم في كل من «بيت الفن» في طرابلس و«مسرح دوار الشمس» في بيروت ليومين متتاليين قصة الصياد والسمكة التي تتحول إلى وحش لذيذ وغريب الأطوار. وترفض حنان الحاج علي، من جمعية «شمس» فكرة أن يكون مسرح خيال الظل للأطفال، قائلة «نحن سعداء جدا باستقبال هذا العمل الذي يهم العائلة كلها، لذلك فهو مجاني ومفتوح للجميع. ولأهمية مسرح خيال الظل فإن ورشتي عمل سينظمها أوزبك في كل من طرابلس وبيروت، لتربويين وفنانين لتعليمهم كيفية تركيب المسرح وتحريك الشخصيات مثل كاراكوز عيواظ، حاملا معه الأدوات الأصلية التي تصنع منها، ليطلع المتدربون على تفاصيل صناعتها وتحريكها».

وبرنامج المهرجان حافل هذه السنة ومتنوع وفيه مشاركة من بلدان عدة. فمن الحفلات المنتظرة تلك التي تحييها «فرقة طرب نساء تاوزي». وهن 11 امرأة على رأسهن النجمة الأشهر بينهن وهي بيكيدوداي التي تكاد تقترب من مئويتها. هذه الفرقة النسائية ذات الحس الفني العالي بموسيقى ورقص وغناء زنجبار، تنقل تراث أرضها وشعبها إلى العالم. واستضافتها في المهرجان بمثابة تحية للمرأة وقدرتها على تمثيل بلدها وتراثها.

«كل عرض تمت استضافته لأنه يضيف قيمة ما مهمة بالنسبة لنا»، هكذا تقول حنان الحاج علي من جمعية «شمس»، والقيمة على المهرجان «فالفرقة الزنجبارية النسائية تعكس قوة المرأة وقدرتها على التعاطي مع قضايا الناس من خلال فنونها الشعبية». أما يوم 13 مايو (أيار) فسيفتح «حرش بيروت»، وهو مغلق أمام الناس منذ سنوات طويلة لتقديم عرض راقص كبير يحمل عنوان «دانس برايفيد» وهو قادم من الولايات المتحدة الأميركية. وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها المجتمع المدني فتح «حرش بيروت» الحديقة الأجمل في العاصمة اللبنانية، التي لا يفهم تماما لماذا يرفض المسؤولون تشريع أبوابها أمام المواطنين.

ومن تركيا حفل موسيقي بقيادة نديم تاليانتاغلو يحمل عنوان «قهوة تركي»، وكذلك حفل غنائي موسيقي بديع بعنوان «وجه المعشوق» يجمع ستة موسيقيين من إيران وطاجيكستان وأوزباكستان وتونس، يقدمون تراثهم المشترك بنفحة معاصرة ومغايرة.

وجدير بالذكر، أن الفنانين المشاركين في هذه الحفلات سينتقلون بين لبنان ومصر لتقديم برنامج واحد في البلدين مع اختلاف تاريخ كل حفلة.

ومن العروض المهمة، مسرحية تونسية لفاضل الجعايبي بعنوان «يحيى يعيش» وهي تعكس مخاض الثورة والربيع العربي الذي تهب رياحه قوية على المنطقة. وتعتبر حنان الحاج علي، أن «مهرجان الربيع معني بما يحدث على الأرض، ومعني أيضا بالمشاركة في هذا المخاض، وبتشجيع اللامركزية من خلال جعل العروض متاحة خارج العواصم». وتأسف الحاج علي لأن المهرجان في لبنان لم يتمكن من إنجاز هذه المهمة، لأن المراكز الثقافية والممولين لا يتعاونون بالشكل الكافي لاستضافة هذه الحفلات، آملة أن يتمكن المهرجان المقبل في العام المقبل من تقديم عروضه في مدن لبنانية كثيرة.

الحفل الإيراني الذي تحييه فرقة «عجم» القادمة من المملكة المتحدة من المفترض أن يلقى إقبالا كبيرا من الجمهور، كما «رباعي راب» القادم من هولندا، وفرقة «تشيك بوينت» الفلسطينية - التونسية، التي تقدم موسيقى إلكترونية مع آلات شرقية، مصحوبة بأغنيات سياسية مع مؤثرات بصرية. هذه الفرقة تقدم حفلا في بيروت وحفلين آخرين في مصر. وهناك حفل راقص للفنان اللبناني ألكسندر بويكيفيتش.

غالبية الحفلات ستقدم في بيروت على «مسرح دوار الشمس»، وتستمر العروض حتى 13 مايو، فيما يختتم المهرجان في مصر يوم السادس عشر من الشهر نفسه.