مجلة «المجلة» المصرية تعود للصدور بروح ثورة 25 يناير

أغلقها السادات قبل 40 عاما في حملة «إطفاء المصابيح» الثقافية

TT

بعد توقف استمر نحو 40 عاما، وعن الهيئة المصرية للكتاب، صدر العدد الأول من مجلة «المجلة» المصرية الثقافية، والتي تستعيد به دورها كسجل للثقافة الرفيعة، محاولة سد فراغ تعاني منه الساحة الثقافية في مصر منذ سنوات بسبب عدم وجود مجلة ثقافية رفيعة المستوى تشد هموم الكتاب والشعراء والفنانين نحو آفاق جديدة في الفكر والإبداع والفن والمعرفة الإنسانية.

تتخذ المجلة من قيم العقلانية والاستنارة والحوار مظلة لها لاستعادة الحراك الثقافي بحيوية خاصة وإدراك جديد، ويرأس تحريرها الشاعر والكاتب الصحافي أسامة عفيفي، وهو صاحب فكرة إعادة إصدارها، مؤكدا أنها تستهدف الوصول إلى القارئ البسيط العادي وليس المثقف فحسب، داعيا في افتتاحية العدد الجديد المثقفين «للالتفاف حولها»، باعتبارها «فعلا ثوريا يستهدف فتح أبواب المعرفة التي هي حق أصيل من حقول الإنسان العربي، وإعلاء من شأن العقل الذي هو أجمل ما وهب الإنسان».

وتضمن عدد المجلة اشتباكا متنوعا مع تجليات ثورة 25 يناير (كانون الثاني) في مصر، تصدره ملف بعنوان «فنون الاحتجاج من ميدان التحرير إلى ميادين العالم»، أعدته الكاتبة الصحافية عزة مغازي، ويرصد أهم الفنون التي ظهرت على ساحة الميدان من كوميديا وكاريكاتير وأغان ومعارض وفنون تشكيلية ورسوم الجرافيتي على الإسفلت والجدران. إضافة إلى مجموعة من التحقيقات والدراسات حول «الفن المستقل»، و«المشهد السينمائي»، و«الثورة بين فضاءات المسرح وفضاءات الميادين»، و«شهادات حية من ميدان التحرير» لعدد من الكتاب والنقاد منهم مجدي الطيب، ود.حسن عطية.

كما احتوى العدد على مقال عن مصطلح الأناركية، للدكتور مغيث أستاذ الفلسفة جامعة حلوان، ناقش فيه الأبعاد الفكرية والسياسية والثورية للمصطلح، كما تضمن العدد دراسة بعنوان «نص الثورة.. من زمن الاستبداد إلى ميدان التحرير»، تناول فيه الشاعر جمال القصاص المنجز الشعري المصري الذي كتب عن الثورة، من منظور الحداثة الشعرية. كما تضمن العدد قراءة ثقافية في المكان بعنوان «الغواية والعناد» من خلال رحلة للعاصمة الجزائرية قام بها الكاتب الروائي سعد القرش. وحرص العدد على التواصل مع الروافد المهمة في التراث، واستعراض أهم الإصدارات الثقافية والإبداعية من خلال التحليل والقراءة والمتابعة.

وتفتح المجلة نافذة على الفعاليات الثقافية المهمة التي حدثت في عدد من عواصم العالم المختلفة في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا والعالم العربي، وتختتم المجلة صفحاتها بمقالة للأديب بهاء طاهر برؤية حول مستقبل الثقافة بعد ثورة 25 يناير. يشار إلى أن مجلة «المجلة» تأسست في يناير من عام 1957، على يد الدكتور محمد عوض، أحد أهم المثقفين في عصره، ثم تعاقب على رئاسة تحريرها عدد من أعلام الثقافة والفكر في مصر وهم: حسين فوزي، والناقد علي الراعي، والأديب يحيى حقي، والدكتور شكري عياد، والدكتور عبد القادر القط، قبل أن تتوقف عن الصدور بقرار من الرئيس الراحل أنور السادات، وهو القرار الذي عرف بحملة «إطفاء المصابيح»، حيث أغلق بمقتضاه عددا من المجلات التي كانت تصدر آنذاك.

وبإعادة إصدار مجلة «المجلة» تصبح ثالث مجلة يتم إحياؤها بعد ثورة 25 يناير، وذلك بعد مجلة «الفكر المعاصر» ومجلة «الطليعة» اليسارية التي كانت ضمن المجلات التي طالها قرار الإغلاق.