مخرج فيلم «تنورة ماكسي» يطلقه ضمن مزاد علني عاد ريعه لدور الأيتام

في لفتة إنسانية تعتبر الأولى من نوعها في لبنان

فستان صباح الذي شارك في المزاد
TT

في لفتة إنسانية تعتبر الأولى من نوعها في لبنان أقام المخرج جو بو عيد حفلة خاصة لإطلاق عمله السينمائي الأول «تنورة ماكسي»، وذلك ضمن مزاد علني عاد ريعه لدور الأيتام فتنافس المدعوون من نجوم الغناء والإخراج على شراء 8 تنانير صممها ثمانية لبنانيين معروفين بخط الموضة الحديثة وقد أسهم بعضهم في شراء أكثر من تنورة كون المبالغ التي دفعوها في المقابل ذهبت للعمل الخيري.

تحولت المناسبة التي أقيمت في مركز زيتونة باي السياحي إلى مهرجان فني شبهه البعض إلى مهرجان «كان» السينمائي، إذ دخل أبطال الفيلم والعاملون فيه إلى الحفلة وهم يمشون على السجادة الحمراء التي امتدت على طول 100م من مدخل المركز إلى مكان الحفلة الذي توزع المدعوون إليها ما بين مطعمي سالمونتيني وكرو مانيون.

ورغم المطر الذي انهمر على الحضور في الدقائق العشرة الأولى للحفلة فإن أحدا لم يبارح المكان منتظرا عرض مقتطفات من الفيلم الذي يحكي قصة حقيقية لعب بطولتها كل من جوي كرم وشادي التينة، إضافة إلى عدد من الممثلين الذين نراهم للمرة الأولى على الشاشة إذ أراد المخرج كما قال لـ«الشرق الأوسط» التركيز على فكرة الفيلم وأحداثه والتقنية المستعملة فيه، بدلا من الانبهار فقط بأسماء معروفة في عالم التمثيل تدفع الناس لمشاهدته.

بدأت الحفلة بالتقاط صور تذكارية على جدار المشاهير الذي تم ابتكاره خصيصا للمناسبة ليبدو الحفل شبيها إلى حد ما بمهرجان «كان» السنوي وقد كتب عليه بحروف نافرة اسم الفيلم تلاها دخول المدعوين وهم يحملون «دولاب الهوا» ليضعه كل منهم أمام التنورة التي حسب رأيه وجدها الأجمل بعدها تم عرض الترايلر الخاص بالفيلم ومن ثم فيديو كليب تضمن مقتطفات منه. وقدمت فرقة الدراويش لوحة راقصة ليبدأ بعدها المزاد العلني للتنانير الثمانية والذي أداره المونولوجيست باسم فغالي من خلال شخصيتي «مدام أنتيكا» و«مدام شلوف» وعند انتهاء المزاد تشارك عدد من الفنانين الموجودين في تقديم أغان من الفيلم كمايكل ماسي الذي أدى أغنيتي «زرار» و«الله» وإنغريد برغمان التي غنت «شيك شاك شو» و«ليندا ليندا». كما أدى عدد من أطفال دور الأيتام التي يعود إليها ريع المزاد أغنية «تنورة ماكسي» من ألحان وتوزيع مايك ماسي. أول تنورة تم بيعها كانت من تصميم مو شور سوداء مطرزة وقد رسا المزاد على المشاركة دومينيك زوجة صاحب المطعم المستضيف للحفلة التي دفعت مبلغ 4500 دولار للحصول عليها. أما التنورة التي صممها كل من قزي وقسطا (مصممين لبنانيين) فقد رسا فيها المزاد على مخرج الفيلم جو بو عيد (4000 دولار)، إذ أعجب بها وهي مصنوعة من قماش معرق من الأعلى وأبيض من الأسفل. الفنانة فيفيان مراد كانت هناك وشاركت بدورها بالمزاد من خلال تنورتين ماكسي إحداهما حمراء من تصميم لارا خوري (بمبلغ 1000 دولار) والثانية من تصميم ميساك مصنوعة من قماش لماع أبيض بلاستيكي الملمس تنافست على شرائها مع مقدم المزاد باسم فغالي فرست عليها بمبلغ 1200 دولار. وكان للفنانة شذى حسون حصتها أيضا من المزاد، إذ شاركت فيه من خلال شرائها واحدة من تصميم مو خضرا مصنوعة من التول الأبيض بمبلغ 3000 دولار وأخرى كان يرتديها باسم فغالي، وقد تمت المناداة عليها من قبل شذى ففازت بها مقابل مبلغ 2500 دولار. أما مفاجأة الحفلة فتمثلت بعرض فستان خاص بالمطربة صباح سبق وارتدته في إحدى مسرحياتها مصنوع من الدانتيل الأبيض المشكوك بالخرز من تصميم ويليام خوري وقد رسا المزاد على مخرج الفيلم أيضا بعدما دفع فيه مبلغ 7000 دولار وأهداه لوالدته رندة صيقلي التي استوحى فكرة الفيلم من قصة الحب التي عاشتها مع والده طوني بو عيد.

ويتناول الفيلم السينمائي اللبناني «تنورة ماكسي» قصة حقيقية جرت أحداثها في أوائل الثمانينات (1982) بين صبية لبنانية هربت مع والديها من وابل القصف المدفعي الغزير في بيروت أثناء الحرب إلى إحدى القرى اللبنانية في الجنوب (بكاسين) وهناك التقت صدفة بشاب كان ينوي الارتسام ككاهن ولكنه ما لبث أن بدل رأيه عندما وقع في حب هذه الصبية التي ما لبثت أن أصبحت زوجته وأنجبا الأولاد وكان مخرج الفيلم جو بو عيد واحدا منهم فأراد تكريمهما على طريقته من خلال فيلم يحكي قصة حبهما النادرة الذي استوحى اسمه «تنورة ماكسي» من زي الكهنوت الطويل الذي عادة ما يرتديه الرهبان ووالده كان واحدا منهم.

العرض الأول للفيلم سيتم في 30 من الشهر الحالي في مركز سيتي مول التجاري وبعدها في 7 مايو (أيار) في صالات سينما مركز «أ.ب.ث» التجاري في منطقة الأشرفية. تجدر الإشارة إلى أن الفيلم من إنتاج شركة «نفتلين» لصاحبها المخرج جو بو عيد وقد صورت جميع مشاهده في لبنان في بلدة بكاسي في التحديد التي عايشت قصة حب والديه.

شارك جو بو عيد بعدة أعمال غنائية مصورة بينها للمطربة يارا «شفتو من بعيد» وللفنانة شذى حسون «شوفي بينك وبينها» وغيرها لميريام فارس «من عيوني» ولهبا طوجي «مثل الريح».