أساتذة دوليون يحاضرون حول مشكلات العراق المائية وتلوث شط العرب

الندوة العلمية الرابعة في مهرجان الزهاوي الثقافي العلمي الأول

جانب من شط العرب
TT

أصبح شط العرب، الذي يجري في جنوب العراق، حسب تقديرات الأمم المتحدة، المجرى المائي الذي تتجمع فيه نفايات كل الشعوب التي تعيش شمال القرنة. وهذا يشمل طبعا مصادر التلوث التركية والسورية والإيرانية والعراقية التي تتجمع من مياه دجلة والفرات وفروعهما، إضافة إلى الأنهر التي تنبع في إيران وتصب مباشرة في شط العرب.

عن هذا التلوث الذي يسمم حياة البشر والحيوان والنبات، وعن جفاف الأهوار وتلوثها، ومشكلات العراق المائية عامة، سيخصص مهرجان الزهاوي الأول في كولون، ندوة كاملة يحاضر فيها عدد من الأساتذة المرموقين والمتخصصين في هذه الأمور، علما بأن مهرجان الزهاوي، الذي يحمل اسم الشاعر العراقي الكبير جميل صدقي الزهاوي، يقام على مستوى العام 2012 كله، ويجري بدعم مباشر من مدينة كولون الألمانية ومن مؤسسة حماية البيئة التابعة لولاية الراين الشمالي وستفاليا، التي تعتبر أكبر الولايات الألمانية من ناحية السكان (نحو 20 مليون نسمة).

تقام الندوة يوم السبت الموافق 5-5-2012 في قاعة المركز الثقافي في حي ايهرنفيلد (كولون). ويتضمن البرنامج فقرات ثقافية وعلمية تبدأ بافتتاح معرض فوتوغرافي عن حياة عرب الأهوار وأهالي جنوب العراق عموما. تلي العرض الندوة العلمية التي تشارك فيها الدكتورة ف. شفارتس من المعهد الاتحادي للعلوم الجيولوجية والموارد الطبيعية (هانوفر)، البروفيسور أ. ريشكيمر، من جامعة بون رئيس «برنامج الأبعاد الإنسانية الملازمة للتغيرات المناخية العالمية IHDP» التابع للأمم المتحدة، والدكتور حسن الجنابي سفير العراق لدى منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة FAO في روما.

الخاتمة، كما في الندوات السابقة، ستكون موسيقية بحتة وتشارك فيها «فرقة السدارة» الفولكلورية التي ستقدم باقة من أغاني الجالغي البغدادي والمقامات. يشارك في العزف والغناء الفنانون سعد ثامر (غناء وطبلة)، باسم هوار على الجوزة، وقاسم محمد على السنطور. الأستاذ ريشكيمر سيركز في محاضرته على الأبعاد الإنسانية لقضية التغييرات المناخية وانعكاسها على الشعب العراقي، وهي تغيرات مناخية فرضتها الحروب التي خاضها العراق في زمن حكم الراحل صدام حسين، وقضايا تجفيف الأهوار خدمة لمصالح نظام الديكتاتور، والأبعاد الإنسانية لسياسة جيران العراق المائية على اقتصاده ومناخه وبشره. كما سيتطرق إلى ظاهرة التصحر التي يمر بها العراق بسبب شح الماء والتغيرات المناخية.

الدكتورة شفارتس، المتخصصة بالعلوم الجيولوجية والموارد الطبيعية، ستركز في مداخلتها على طبيعة وادي الرافدين والتغيرات التي طرأت عليه في العصور الغابرة، ثم تعرج على الوضع الحالي وتفصل في قضايا إدارة المياه في العراق وفي الشرق الأوسط ككل. وطبيعي فإن المحاضرة ستنال وضع أهوار العراق باعتبارها حاضنة تاريخ الثقافة البشرية، وما تتعرض له حاليا من حرب بيئية تشنها الدول المجاورة للعراق.

ومن المتوقع أن يصبح المهرجان منطلقا لنداء دولي يوجه سكان جنوب العراق.

ومهرجان الزهاوي العلمي الثقافي الأول في كولون مبادرة من المنتدى الثقافي العراقي الذي يحمل اسم «الديوان الشرقي - الغربي». والاسم يذكر بديوان شاعر ألمانيا العظيم فولفغانغ فون غوته، الأشهر الذي يحمل اسم «الديوان الغربي - الشرقي». ينشط المنتدى على مستوى ولاية الراين الشمالي وستفاليا ويعتبر مظلة لعدة جمعيات أخرى، بينها مدرسة لتعليم اللغة العربية للأطفال، وفرق مسرحية وفنية واجتماعية.

إذ سبق لشعب الأنويت (الإسكيمو) أن رفع دعوى قانونية أمام المحكمة الدولية ضد الولايات المتحدة بسبب السياسة الاقتصادية الأميركية ومسؤوليتها عن ذوبان البيئة الثلجية التي يعيش فيها الأنويت. واستطاع الأنويت بذلك أن يعوضوا عن نقص الدولة، أو تعويض تجاهل الدول لقضاياهم. وهو ما يمكن أن يتمخض عنه مهرجان الزهاوي العلمي، أي رفع دعوى إلى المحكمة الدولية ضد تركيا وإيران وتحميلهما المسؤولية عن جفاف نهري دجلة والفرات وخراب البيئة في العراق. وطبيعي لا يمكن أن ترفع مثل هذه الدعوى إلى الجهات الدولية المسؤولة ما لم يوقعها مليون من الناس المحرومين من الماء والحياة الاعتيادية في المنطقة المتضررة. وجود مثل هذه المذكرة الاحتجاجية أكده الدكتور بدر الجبوري، المنسق العام لمهرجان الزهاوي، الذي قال إن التواقيع الأولى سيتم جمعها خلال ندوة 5-5 المقبل، مضيفا أن ضيوف الندوة من الأساتذة الدوليين، والبروفسور الأميركي درك يونكر، المتخصص بالقانون الدولي، ساهموا في إعدادها. وسيتم بالتعاون مع اليونيسكو عرض المذكرة للتوقيع على الإنترنت، كما ستتولى جهات بيئية داخل العراق جمع تواقيع المواطنين في الجنوب عليها.